ذكرى وفاة سعد الدين الشاذلي.. مهندس ”نصر أكتوبر”

نموذج فريد للعسكرية المصرية، وكان له مكانة خاصة فى قلوب المصريين، ويظهر ذلك بوضوح من الصور الرئيسية التي ترفع فى الميادين وتعلق على الجدران تحتفى وتخلد القائد العسكرى المصرى بالبدلة العسكربية. هو الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي تمر ذكرى وفاته اليوم الـ10 من فبراير 2011.

والذي يعتبر أحد أهم الرموز العسكرية المصرية الحديثة، حيث شارك في حرب فلسطين 1948، والعدوان الثلاثي في 1956، وحرب 1967، قبل أن يتوجه إلى الكونغو ضمن قوات الأمم المتحدة عام 1960، ثم تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة عام 1973.

نشأة الفريق:

ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل في 1 أبريل 1922، وكان والده من الأعيان، والتحق بمدرسة بسيون الابتدائية التي تبعد عن قريته حولي 6 كيلو مترات، وبعد إكماله الابتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذا 11 سنة، وأتم المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.

التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان أصغر طالب في دفعته، وتخرج فيها يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة بنفس دفعة خالد محيي الدين، في عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي، وكان حينئذا برتبة ملازم.

خطة الشاذلي وانتصار أكتوبر: 

كان للفريق الشاذلي دورًا عظيمًا في وضع خطة حرب 1973 والتي انتهت بانتصار مصر انتصارًا عظيمًا، حيث وضع خطة المآذن العالية التي نجحت بنجاح غير متوقع.

وتعتبرأول خطة حقيقية هجومية توضع، حيث بنيت على الإمكانيات الموجودة فعلاً لدى القوات المسلحة، وهي تعتمد علي عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف، وإنشاء رؤوس كباري على عمق القناة من 10 إلى 12كيلومترًا.

واقتصار الخطة الهجومية على ذلك الهدف العسكري، يرجع إلى أسباب منها ضعف القوات الجوية، وعدم قدرتها على حماية قوات البرية أثناء تقدمها شرق القناة في اتجاه منطقة المضايق، وعدم توافر وحدات دفاع جوي صاروخي "سام 6"، تستطيع مرافقة القوات البرية أثناء تقدمها نحو الشرق لصد الهجمات الجوية المعادية التي تهاجم القوات البرية على الارتفاعات المتوسطة والعالية، فضلاً عن عدم توافر العربات ذات الجنزير لدى القوات البرية بأعداد كافية تسمح لقواتنا بعدم التقيد بالطرق المرصوفة أثناء تحركها شرقًا.

أهم إنجازاته:

خاض حروب مصر المختلفة بدءًا من صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وحرب اليمن 1965-1966 والحرب مع إسرائيل عام 1967 ثم حرب الاستنزاف حتى 1970، وشارك بعد 1967 في إعادة بناء القوات المسلحة المصرية، حتى تمكنت من إحراز نصر أكتوبر عام 1973 بقيادة الفريق سعد الدين الشاذلي، نفسه الذي أعد وخطط للحرب بصفته قائد أركان القوات المسلحة المصرية.

كما يرجع للفريق الشاذلي الفضل فى الاهتمام بأهمية الدفاع الجوي لتحييد تفوق القوة الجوية الإسرائيلية، والفريق الشاذلي هو مؤسس سلاح الصاعقة والقوات الخاصة فى مصر ثم فى بقية الجيوش العربية بعدما تلقى تدريبًا في هذا المجال في الولايات المتحدة الأمريكية، كأول مصري وعربي يتلقى هذا التدريب الخاص.

اقترح الشاذلي على اللواء نجيب غنيم، قائد منطقة القاهرة، بإظهار سلاح المظلات بصورة مختلفة عن باقي وحدات القوات المسلحة التي كانت تمشي بالخطوة العادية أمام المنصة كما هو معروف، اقترح بأن تقوم كتيبة سلاح المظلات باستعراض المشي بالخطوة السريعة أمام المنصة، وكان بذلك أول من اقترح المشي بالخطوة السريعة في العروض العسكرية الخاصة لقوات المظلات، والتي أصبحت مرتبطة بقوات الصاعقة والمظلات وما ميزها عن سائر القوات ونقلتها الدول العربية فيما بعد.