كيف يعرف الإنسان الكبائر..؟ الإفتاء تجيب
فاطمة هشام محطة مصركيف يعرف الإنسان الكبائر وما هي شواهدها ودلائلها..؟
حاول بعض العلماء أن يجيب عن هذا السؤال عن طريق حصر الكبائر وتحديدها وعدها وكتابة كتاب مستقل يحكي عن الكبائر مثل ما فعل الإمام الذهبي في كتابه (الكبائر)، وأيضًا مثل ما فعل ابن حجر الهيتمي في كتابه (الزواجر عن ارتكاب الكبائر) وكتب منه جزئين.
كما حاول بعض العلماء أن يجيب عن هذا السؤال عن طريق جعل كتابه موضوع للبحث عن العلامات التي عند وجودها في الأدلة يمكن للإنسان معرفة إن كان هذا الفعل كبيرة ولا صغيرة من المعاصي، وألف في هذا السيد عبدالله بن الصديق الغماري كتابًا مهمًا سماه (تنوير البصيرة ببيان علامات الكبيرة) وقد ذكر فيه حوالي 45 علامة، عندما يراها الإنسان في الذنب الذي اقترفه، حينها يعلم أن هذا الذنب كبيرة من الكبائر.
ومن أهم هذه العلامات التي ذكرها الغماري في كتابه لمعرفة الكبائر.
- أن يكون الذنب قد صرح عنه بكونه كبيرة من الكبائر، أي يذكر الذنب في حديث أو آية ككبيرة، مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من الكبائرِ شتمُ الرَّجلِ والدَيْه ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ! وهل يشتُمُ الرَّجلُ والدَيْه ؟ قال : نعم ، يسُبُّ أبا الرَّجلِ ؛ فيسُبُّ أباه ؛ ويسُبُّ أمَّه ؛ فيسُبُّ أمُّه).
وهنا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سماها كبيرة بالصريح المريح. - ثاني علامة من علامات الكبيرة أن يترتب عليها حد من حدود الله، قال تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ)، وقال تعالى:( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا)
ولذا إذا ترتب على الذنب حد، فهذه علامة أن هذا كبيرة من الكبائر. - ثالث علامة من علامات الكبيرة أن يوصف الذنب بأنه موبقة من الموبقات، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ. قيل: يا رَسولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفسِ التي حرَّم اللهُ إلَّا بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتوَلِّي يومَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ).
- العلامة الرابعة من علامات الكبيرة أن يوصف الذنب بأنه فاحشة، فيقول الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلًا).
- خامس علامة من علامات الكبيرة أن يوصف فاعل الذنب أنه مسلوب عنه الإيمان أو أنه لا يؤمن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ قال جارٌ لا يؤمنُ جارُهُ بوائقَهُ قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُهُ قال شرُّهُ).
- سادس علامة من علامات الكبيرة أن يوصف فاعل الذنب أنه محروم من الجنة وأن الجنة محرمة عليه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ قد حرَّم اللهُ عليهمُ الجنةَ : مُدمنُ الخمرِ، والعاقُّ، والديُّوثُ الذي يُقرُّ في أهلهِ الخبَثَ).
- العلامة السابعة من علامات الكبيرة أن يقال أن صاحب هذا الذنب واقع في حرب مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).
- العلامة الثامنة من علامات الكبيرة أن يوصف الذنب بأنه يحلق الدين، أي يزيله بالكلية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فساد ذات البين: (أَلَا أَدُلُّكُم على أَفْضَلَ من درجةِ الصلاةِ والصيامِ والصدقةِ ؟ قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ . قال : إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالِقَةُ . لا أقولُ : إنها تَحْلِقُ الشَّعْرَ ولكن تَحْلِقُ الدِّينَ).
وغيرها من العلامات الكثيرة التي ذكرها السيد عبدالله في كتابه، والتي يمكنك الاستزادة منها من خلال قراءة كتابه (تنوير البصيرة ببيان علامات الكبيرة).
إقرأ أيضًا: