باليوم العالمي لمنع الانتحار.. 800 ألف حالة سنويًا والمراهقون في خطر
محمود الصادق محطة مصريوافق الجمعة 10 سبتمبر، اليوم العالمي لمنع الانتحار، وهو يوم توعية يتم الاحتفال به لتوفير الالتزام والعمل في جميع أنحاء العالم لمنع تلك الجريمة التي يرتكبها الإنسان في حق نفسه، مع العديد من الأنشطة في جميع دول العالم.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية، الانتحار السبب الرابع من أسباب الوفاة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عامًا.
وتأسست الرابطة الدولية لمنع الانتحار في فيينا عام 1960، وفي 10 سبتمبر عام 2003، واحتفل باليوم العالمي لمنع الانتحار لأول مرة، بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية، والرابطة الدولية لمنع الانتحار.
800 ألف حالة انتحار سنويا
وفي تقاريرها الآخيرة عن الانتحار، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن عدد حالات الانتحار التي تسجل سنويًا، تبلغ نحو ٨٠٠ ألف شخص حول العالم، وتشير بعض التقديرات إلى أن هذا الرقم يصل أحيانًا إلى مليون شخص سنويًا، كما انه مع كل حالة انتحار يوجد ٤٠ محاولة فاشلة لم تنته حياة أصحابها، كما أن أكثر من ٧٩٪ من حالات الانتحار في العالم تقع في الدول المنخفضة ومتوسطة الدخل.
الذكور أكثر إقبالًا على الانتحار
أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن معدلات الانتحار بين الرجال أعلى في البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث تبلغ ١٦.٥ من كل ١٠٠ ألف، أما بالنسبة للإناث تسجل أعلى معدلات الانتحار في بلدان الشريحة الأدنى من الدخل المتوسط ٧.١ من كل ١٠٠ ألف.
وجاءت معدلات الانتحار في أقاليم المنظمة لأفريقيا ١١.٢ لكل ١٠٠ ألف، وأوروبا ١٠.٥ لكل ١٠٠ ألف، وجنوب شرق آسيا ١٠.٢ لكل ١٠٠ ألف، أعلى من المتوسط العالمي ٩ لكل ١٠٠ ألف في عام ٢٠١٩، فيما سجل أدنى معدل للانتحار في إقليم شرق المتوسط ٦.٤ لكل ١٠٠ ألف.
انتحار المراهقين
أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن بعض المراهقين عندما يتعرضون للأزمات يصابون بنوع من القلق الزائد والاضطراب والوسواس والاكتئاب وهو ما يدفعهم للتفكير في الانتحار وتشويش تفكيرهم السليم، ويطلق على هذه الفئة من المراهقين العصابين.
وأوضح فرويز، أن الأزمات النفسية وفقدان الأمل لدى المراهقين قد يؤدي بهم إلى مشكلات صحية مثل زيادة معدلات ضربات القلب والصداع الشديد والرعشة، وبالتالي لا تفكر هذه الفئة سوى في الانتحار، لأنهم يتعرضون للانهيار سريعًا ولا يستطيعون التماسك.
وأكد استشاري الطب النفسي، أن أسباب الانتحار غالبًا ما تكون نتيجة الأزمات النفسية، التي يمر بها بعض المراهقين سواء الرسوب في الامتحانات أو المشكلات العاطفية، وقد تكون بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، والأعباء المادية التي يمر بها البعض، لافتًا إلى أن إدمان الكحول والمخدرات تزيد من الاكتئاب الأمر الذي يدفع الكثير من الشباب إلى الانتحار أيضًا.
طرق الانتحار
كما أوضحت منظمة الصحة العالمية، في تقاريرها طرق الانتحار، بأن نحو ٢٠٪ من حالات الانتحار العالمية تنجم عن التسمم الذاتي بالمبيدات، معظمها في المناطق الزراعية الريفية في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، ويعتبر الشنق والأسلحة النارية من الطرق الأخرى الشائعة للانتحار.
أسباب الانتحار
تعد البطالة والفقر والاكتئاب، أهم الأسباب الرئيسية المسؤولة عن تزايد عدد حالات الانتحار، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 79% من حالات الانتحار العالمية حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
الوقاية من الانتحار
أكدت الدكتورة ألكسندرا فلايشمن، خبيرة الوقاية من الانتحار بمنظمة الصحة العالمية، إنه لابد من التطلع إلى وضع استراتيجية شاملة للوقاية من الانتحار كهدف أسمى لجميع الحكومات.
وأوضحت فلايشمن، أن الالتزام بتقييد الوصول إلى وسائل الانتحار، مثل المبيدات الشديدة الخطورة والأسلحة النارية، وتثقيف وسائل الإعلام بشأن الصياغة المسؤولة للتقارير عن الانتحار، وتعزيز مهارات الحياة الاجتماعية-العاطفية لدى المراهقين، التعرّف المبكر على حالات تبدي أفكارًا أو سلوكيات انتحارية وتقييمها وإدارتها ومتابعتها، من شأنه إنقاذ الأرواح ومنع المعاناة المفجعة لأولئك الذين يغيب الانتحار أحبتهم.
حكم الانتحار
من جانبه قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الانتحار حرام شرعًا ومن كبائر الذنوب، واستدل على ذلك من كتاب الله بقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، وبالحديث النبوي: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وأضاف وسام، في فيديو نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الانتحار معصية عظيمة ومن كبائر الذنوب، إلا أن المنتحر المسلم ليس كافرًا ولا يخرج من الملة، بل يظل على إسلامه، ويُصلى عليه ويُغسل ويُكفن ويُدفن في مقابر المسلمين، معقبًا: "ندع له بالمغفرة والرحمة ونتصدق عنه بما يتيسر، والله أعلم بحاله إن شاء حاسبه على ما فعل وإن شاء عفا عنه".