تحفر المقابر وتتسلق النخيل.. منى قوت تحدت العادات بعد تخلي المسؤولين عن واجبهم (صور وفيديو)
مريم جمال محطة مصرصاحبة البشرة السمراء التي تخرج في الساعات الأولى من الصباح هي ووالدتها السيدة العجوز التي تتكأ على عكاز لتصل إلى كوخ بسيط يعدان فيه الطعام ويقضيان فيه معظم الوقت ومساء، يعود إلى المنزل خالهم ليتقسما الحياة حتى ساعات خروجهم للعمل .
ترتكن الأم علي حافظ الكوخ وتجلس تترقب بعينها ابنتها التي حكم عليها الظروف أن تصعد إلى النخيل وتحفر قبور الموتى.
اقرأ أيضاً
- تفاصيل جديدة في واقعة العثور على جثة الطفلة ريتاج بقنا
- محافظ قنا يوافق على خفض الحد الأدني للقبول بالمدارس الثانوية العامة والفنية
- بدء تطعيم العاملين في ديوان عام محافظة قنا ضد كورونا
- تشوه الرحم والتدخين.. 9 أسباب للعقم عند المرأة
- رئيس الزمالك بعد التتويج بالدوري: حققنا طموحنا
- دوري المظاليم .. راس البر يضم ”لوشا” ظهير أيسر أبوصوير موسمين
- جنى مقداد تتعرض للتنمر بسبب إطلالتها في حفل زفاف أخيها
- انتحار طفل في قنا
- السيطرة على حريق محدود بمستشفى قوص بقنا
- علاج 948 رأس ماشية وطائر خلال قافلة بيطرية مجانية بدشنا
- محافظ قنا يعلن عن وصول 3396 فيزا جديدة لمستحقي برنامج تكافل وكرامة
- دوري المظاليم .. سوهاج يضم محموج فرج ”ديفندر” شبان قنا موسمين
"محطة مصر" ترصد لكم قصة أول طالعة نخيل بالصعيد منذ كان عمرها 4 سنوات، وحاليا تحفر قبور موتي كورونا .
أول طالعة نخيل
تقول منى، إن والدها انفصل عن والدتها من عدة سنوات وظلت أنا وشقيقتي الاثنين بجوار والدتي، حيث تركنا الأب في الشارع دون أي مأوي ، ومن هنا بدأت رحلة مني قوت القلوب أو مني السباعي أو صابرين السباعي جميعها اسماء اشتهرت بها في قرية الحلة التابعة لمركز قوص .
وأكدت منى على أنها بدأت صعود النخيل في عمر 4 سنوات قائلة: "بدأت الشقي بدري قوي تركت التعليم في الصف الرابع الابتدائي بعد أن وصلت إلي درجة الاحتراف في صعود النخيل ، ومنها بدأت رحلة كفاحي مع والدتي هي تقوم بفتل الحبال وأنا أصعد النخيل ".
بيع الخضر
وأشارت منى إلى أن شقيقتها تزوجت وزوجها توفي ومعها ابنائها والصغيرة حاليا في التعليم ، وهي من تقوم بالإنفاق عليهم بالإضافة إلي معاش تكافل وكرامة ولكن هذا لا يكفي وسعت إلي أن يكون لها رزق أخري لأن موسم جمع البلح يكون مؤقت .
وسردت مني أنها اضطرت إلي بيع الخضر والفاكهة وأن تعمل علي تروسيكل لنقل الخضر والفاكهة أو برويطة حديدية لنقل أجولة الدقيق .
حفارة قبور
أنتهي بي المطاف منذ عامين تقريبا إلي جانب كل هذا إلي حفر القبور المخصصة لموتي كورونا وكانت البداية صعبة ولكن تركت الأمر لله كعادتي دائما .
وأشارت إلى أن الأهالي استغربوا في بداية الأمر ولكن من ينظر إلى الناس لن يعيش وهذا ما قولتله لكل الأهل والجيران وهما تركوني في حالي حتى استطيع الانفاق علي أسرتي .
وعود في الهواء
وأكدت مني علي أنها سعت كثيرا إلي أن يكون لها مأوي بيت خاص بها ووالدتها التي لا تسطيع الصعود وتضطر إلي السحف علي قدميها في منزل خالها ولكنها لم تتمكن حتي أنها اضطرت إلي الاستدانة لمبلغ 15 ألف جنيه وشراء 23 متر لبناء منزل ولكن لم تتمكن أي مؤسسة من فعل ذلك .
وأكدت أن محافظ قنا سلمها 5 آلاف جنيه العام الماضي ووعد بتوفير فرصة عمل أفضل من ذلك خاصة أنني أكبر في السن وسيكون ذلك علي صعب في وقت قريب ولكن وجدت الأمر كما هو ما اضطرني إلي صعود النخيل مرة أخري هذا الموسم وسوف أظل أعمل ذلك حتي اتمكن من بناء منزل لوالدتي وبعدها أجد كشك أو غرفة للبيع .