”الدولار الأسود”.. حقيقة أم خرافة!

هل سمعت من قبل عن وجود عملة تحمل اسم "الدولار الأسود"؟، كثيرا من الأشخاص يشكك في وجود الدولار الأسود، وهل هو موجود بالفعل أم خرافة اخترعها تجار العملة والمخدرات، وهل هو دولار حقيقي أم مزور، وما حقيقة بيعه وتداوله، وما خطورة ذلك، ومن الجهة التي تقوم بوضع المادة التي تجعل الدولار أسود، وما الفائدة من ذلك، فالدولار يعرف بأنه هو أقوى عملة في العالم، وهو عملة تستحق الدراسة لأن هناك العديد من الأسرار واللغط حوله، كل تلك التساؤلات سنجيب عليها خلال السطور القادمة.

 

"الدولار الأسود" موجود بالفعل، ويرمز له "usd" في جدول رموز العملات واختصاراته، وحقيقة لا يمكن إنكارها، ولكنه عملة متداولة بشكل دولي، وهو عبارة عن دولار حقيقي، يوضع عليه مادة تسمي "ssd"، تقوم بتعتيم الدولار، ولا يمكن استخدام الدولار الأسود على وضعه بعد التعتيم، ولكن يمكن استخدام مادة تزيل المادة السوداء، تلك المادة تصنعها المباحث الفيدرالية الألمانية.

 

• حكم تداوله

 

لا يجوز التعاون مع الأشخاص الذين يريدون تبيض الدولار، أو أصحاب الدولارات السوداء، فتلك النقود غير مشروعة، وما هي إلا وسيلة للنصب والاحتيال، وسرقة أموال الناس بمحض إرادتهم، وفي النهاية يهربون بالمال، ويتركون صاحب الأموال في مصيبة كبيرة، وحتى إن كانت بعض الدولارات حقيقية، فالأمر غير مشروع دينيا ويعتبر سرقة، لأن في النهاية تلك الأموال مسروقة، وحرم الله تعالى التعاون على الإثم والعدوان، فالدين والقانون يجرما تداول الدولار الأسود والتجارة به، فكل من يدخل في تلك التجارة يعرض نفسه للمسائلة القانونية.

 

كما أن الدول والقوانين تجرم تداول الدولار الأسود، ومن يفعل ذلك يعتبر سارق ويقدم للمحاكمات الدولية، فليس من شأن أي شخص أو أي منظمة أن تعتم الدولار، ولا يمكن أن توجد تلك المادة إلا عند المباحث الفيدرالية فقط.

 

• منظمات دولية تتداوله

 

تعمل المباحث الفيدرالية على تعتيم الأموال والدولارات، من أجل إرسال تلك الأموال إلى أماكن معينة، يكون فيها نزاعات ومشكلات طائفية وغالبا تكون دول أفريقيا، مثل كينيا وغنيا، وغيرهم الكثير من الدول التي تواجه مشكلات عدة.

 

وتخوفا من عدم وصول تلك الأموال إلى المكان المراد، فيتم تعتيم الدولارات، ولا يستطع إلا المكان الذي تود المباحث الفيدرالية الأمريكية أن ترسل له الأموال من تبيضه، أو إزالة المادة السوداء منه.

 

كما تعمل منظمة اليونسكو على تسويد الدولارات، من أجل الجمعيات المستحقة، والفقراء وإنقاذ المجاعات، لذا فتداول الدولار الأسود، ما هو إلا سرقة وعمليات نصب من قبل المحتالين والأشخاص الذين باعوا ضمائرهم وسرقوا أموالا من شأنها الوصول إلى المجاعات والفقراء حول العالم، خاصة في الدول التي تواجه إرهاب أو حروب أهلية.

 

• الأكثر تداولا

 

ارتبط تداول "الدولار الأسود" بالبلدان التي عبثت الفوضى في سوقها النقدي، أو انتشرت بها الحروب الأهلية أو الإرهاب، وأكبر دليل على ذلك عشرات التحذيرات التي انطلقت مؤخرا من لبنان حول غزو الدولار الأسود للسوق اللبنانية، وانتشار الغش والتزوير والتلاعب غير المشروع بالعملة، تلك الأمور المقرونة دائما بالأسواق المتداولة لهذا النوع من الدولار.

 

وهذا فضلا عن وجوده بكثرة في بلدان أفريقية مثل كينيا وبوركينافاسو، ووصل أيضا لدول الخليج كالعراق كما تم تداوله في ليبيا.