في ذكرى ميلاده.. قصة خداع سمير الإسكندراني للموساد الإسرائيلي وسبب وفاته
آية ممدوح سعيد محطة مصريصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان المصري سمير الإسكندراني الملقب بـ"الثعلب المصري"، في الـ8 من فبراير 193، والذي له العديد من الأعمال الفنية والكثير من الأغاني الخالدة حتى الآن، هو ليس فقط فنان من الطراز الفريد، ولكنه بطل قومي ورياضي، وكذلك متقن للغات متعددة.
لذلك نستعرض لكم من "محطة مصر"، أهم المحطات في حياة الفنان سمير الإسكندراني.
مسقط رأسه
ولد الثعلب المصري في حي الغورية بالقاهرة قضى بها أيام طفولته وشبابه أيضًا، كان يعشق الأمسيات الأدبية والفنية الذي كان يحضرها مع والده (الحج فؤاد)، فقد كانوا يتجمعون فوق سطوح منزلهم ليقوموا بالغناء والدندنة وأمسيات شعرية وأدبية، تربى على ألحان الشيخ زكريا وغناء والده صاحب الصوت العذب، والأحاديث الشيقة عن السياسة والحروب واقتصاد البلاد.
كثيرنا يعلم أن سمير الإسكندراني، هو فنان مغني صاحب صوت قوي، لكن القليل منا من يعرف أنه ليس ذلك فقط، بل هو واحد من أهم الجواسيس لصالح مصر، سموه باسم "الثعلب المصري"، كان واحدًا من أمهر الجواسيس لصالح المخابرات المصرية لنتعرف عليه معًا من البداية للنهاية من يكون سمير فؤاد الإسكندرانى.
الانتقال من حي الغورية ليتغير عالمه
تغيرت أحوال الأسرة قليلاً، ليتركوا حي الغورية ويعيشوا في شارع عبد العزيز، لتختلف الحياة كثيرًا فالعادات مختلفة، عائلات هذا الحي متنوعة من عائلات وتقاليد إيطالية، ويونانية، وإنجليزية.
وتحول عم سيد الصعيدي البقال البسيط إلى جورج باباكرياكو البقال اليوناني المتغطرس، وعم عبد الفضيل أصبح الخواجة أرتين، ولم تعد هناك جارتهم الست نبوية، بل أصبحت سنيورا ماريا، وابنتها الفاتنة يولندا هذا الاختلاف زاد منه كثيرًا، ولم يقلل أصبح متنوع الثقافات.
دراسة الإسكندراني
درس الإسكندراني في كلية الفنون الجميلة، ثم دعاه المستشار الإيطالي في مصر لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وذهب لاستكمال دراسته بمدينة بيروجيا الإيطالية، وعمل بالرسم والموسيقى.
عشق فتاة إيطالية
وكان من أكثر الأشياء التي أثرت به تعرفه على الفتاة يولندا، بسبب وقوعه في حبها الذي جعله يعشق إيطاليا وكل ما هو منها، أصبح مرتبطًا بها كثيرًا يقضون الكثير من الوقت معًا، بسببها تعلم الإيطالية حتى يستطيع التحدث والتقرب منها أكثر، وبسبب تفوقه في دروسه حصل على منحة دراسية وذهب إلى إيطاليا ودرس الأدب.
زواج محبوبته
بعدما عاد سمير الإسكندراني إلى القاهرة مرة أخرى وكل أمله هو رؤية حبيبته يولندا، لكن كانت هناك في انتظاره مفاجأة مؤلمة لقد رحلت يولندا مع أورلاندو، صديقها القديم، ليتزوجا في أوروبا ونسيت أمره هو تمامًا، وكانت الصدمة قاسية عليه، ولكنها لم تحطمه، وإنما دفعته للاستزاده من دراسته للغة الإيطالية، حتى حصل علي منحة دراسية ثانية، في جامعة بيروجيا، التي سافر إليها في الصيف التالي، ليقيم أيضًا عند سنيورا كاجيني.
الأعمال الفنية
يعتبر الفنان سمير الإسكندراني قامة من قامات الفن حيث قدم للفن الكثير، ويعد من الفنانين العظام الذين تتلمذ على يديه الكثير من عمالقة الفن.
وقدم خلال مسيرته الفنية باقة لامعة من أجمل الأغاني، والتي لاقت نجاحًا مذهلًا، ومن أهم أعماله: يا نخلتين في العلالي، و النيل الفضي، و ترحال السنين، و أحبك الآن وسأحبك غدًا، و زمان زمان، و نويت أسيبك، و قدك المياس، و آه يا جميل يا اللي ناسيني، و يارب بلدي وحبايبي.
وشارك أيضًا بالغناء والتمثيل في مسلسل الوليمة عام 1979، وشارك في فيلم “دقات علي بابي” عام 1989، وقدم تتر مسلسل الطاحونة الجزء الأول، وغناء بالتتر نفسه في الجزء الثاني عام 1986، كما شارك غنائيًا في مسلسل "ملحمة الحب والرحيل"، وكان آخر ظهور له في أحد إعلانات الاتصالات خلال حملة لدعم المنتخب المصري في كأس العالم.
البطل القومي
جذب انتباه شاب مصري من جذور يهودية، لتحرره وتحدثه 5 لغات فعرض عليه تجنيده لجمع المعلومات من داخل مصر مقابل راتب كبير.
وافق سمير وتدرب على التجسس والتراسل عن طريق الحبر السرّي واللاسلكي، وفور عودته إلى مصر قام بإبلاغ المخابرات المصرية وقابل على إثرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث تم الاتفاق على أن يستمر سمير بلعب دور جاسوس إسرائيل داخل مصر.
تمكن خلال فترة عمله كجاسوس مزدوج من كشف عدد من الخطط التجسسية والمخابراتية داخل مصر منها محاولة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر، ودس سم طويل الأمد للرئيس جمال عبد الناصر، وبعد فترة تزيد عن العام ونصف العام تمكنت المخابرات المصرية عن طريقه من رصد مكان اتصال الجاسوس الهولندي مويس جود سوارد به، وتم القبض على الجاسوس الهولندي وكشف أعضاء شبكة تجسسية كاملة داخل مصر.
اللحظات الأخيرة في حياته
كان الفنان الراحل يعمل كثير من الأعمال الخيرية ويساعد ناس كتير فى الخفاء ولا أحد يعلم بذلك، وكان الراحل يساعد أى إنسان في مومقف ضعف أو اضطهاد، وهذا هو الشق الإنسانى الذي كان يفعله الراحل في الخفاء.
خضع الإسكندراني للعلاج المكثف علي مدي الأيام معدودة قبل وفاته في مستشفى النزهة الجديدة، كما تدهورت حالته الصحية في الآونة الأخيرة، لإصابته بالفشل الكلوي مما اضطره إلى إجراء العمليات الجراحية، ما سبب له مضاعفات أدت إلى تدهور حالته الصحية، ليرحل عن عالمنا الخميس 13 أغسطس 2020.