أبراهام لنكولن.. المحامي الفقير صاحب الإعلان الأشهر في تاريخ أمريكا
ميار مختار محطة مصرمن الصعب تخيل الولايات المتحدة الأمريكية الآن، لو لم يجد الأمريكان هذا الرجل الذي تحمل مصير أمته في الحرب الأهلية الأمريكية، حيث يعده الشعب الأمريكي بطلا أسطوريا، إنه أبراهام لنكولن المحامي الفقير محرر العبيد الذي أصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة في عام 1861، وأصدر إعلان التحرير، الذي أعلن فيه تحرير العبيد إلى الأبد داخل الكونفدرالية في عام 1863.
وهو يعد من بين الأبطال الأمريكيين، الذين يتمتعون بشخصية ساحرة وكان لديه جاذبية فريدة من نوعها، وربما يكون هذا السحر مستمدا من قصة حياته الرائعة، فنشأته كانت من أصول متواضعة، وكانت نهايته درامية، دعونا نتعرف على أبراهام لنكولن محرر العبيد.
اقرأ أيضاً
- بث مباشر.. مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي في الدوري
- بث مباشر..مباراة الزمالك وسيراميكا كليوباترا فى الدوري المصري
- خدمة لتحصيل قيمة الأدلة الإلكترونية لتنسيق الجامعات عبر مكاتب البريد
- بينهم EVER GIVEN .. قناة السويس تشهد عبور 62 سفينة اليوم الجمعة
- الفقي يشيد بمسرحية «ياما في الجراب يا حاوي» بمسرح مكتبة الإسكندرية
- منها الصبارة الراقصة.. 5 ألعاب تساعد على تهدئة الأعصاب
- 14 معلومة عن جهود بناء الموانئ البحرية.. السيسي يوجه بتطوير كافة مجالات النقل البحري
- 6 معلومات عن التعاون مع شركة لورسن الألمانية.. السيسي يتابع تطوير الصناعات البحرية في مصر
- اقضي على الكرش.. خطوات سريعة للتخلص من دهون البطن
- خوفًا من كورونا.. تلقيح عاملات الجنس داخل أكبر بيت دعارة في بنجلاديش
- في يوم الجمعة.. أبرز الأدعية لكل من له ميت
- استقرار وثبات.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الجمعة في مصر
لمحة عن حياته
يقول أبراهام لنكولن عن نفسه: "ولدت في 12 فبراير عام 1809 م في مقاطعة هاردين بكنتاكي (ولاية شرق الولايات المتحدة الأمريكية)، وُلِد والداي في ولاية فرجينيا، من عائلات غير مميزة من المزارعين الفقراء المهاجرين، انتقل والدي توماس من ولاية كنتاكي إلى إنديانا، وأنا في سن الثامنة، وكانت منطقة برية، لا يزال فيها العديد من الدببة والحيوانات البرية الأخرى، حيث ترعرعت هناك، ثم توفيت والدتي نانسي هانكس وأنا في سن العاشرة، وعندما بلغت سن الرشد لم أكن أعرف الكثير فقد تلقيت تعليما مدرسيا محدودًا، وكان بإمكاني القراءة والكتابة".
تولت أخته سارة رعايته حتى تزوج والده مرة أخرى، وبدت الحياة صعبة أمام الشاب الوسيم الذي كان يكافح من أجل لقمة العيش، فعمل مساحا وكان يقطع الشجر، وعمل مزارعا كي يجد ما يسد به رمقه، ومع كفاحه من أجل لقمة العيش كان مولعا بالكتب والقراءة، وقد بذل لينكولن جهودًا غير عادية للحصول على المعرفة، كان معظم ما تعلمه من الثقافة الذاتية ومن الكتب التي استعارها.
أحب لينكولن القراءة في القانون وقرر دراسته رغم صعوبة العيش، وبالفعل درس القانون وأصبح لنكون شريكا لأحد المحامين الكبار، وأثبت مواهب وقدرات لم يألفها الناس من قبل.
التقى لينكولن بفتاة تنتمي لعائلة أرستقراطية تدعى ماري تود، ووقع في حبها وبادلته ماري نفس المشاعر، وفي أواخر عام 1840 تمت الخطبة رغم اعتراض والدي ماري نظرا لأصول لنكولن المتواضعة، وبعد معاناة توجت قصة حبهما بالزواج، وقد أثمر هذا الزواج 4 أطفال هم روبرت، إدوارد، ويليام، توماس وقد ساعد الزواج أبراهام لنكولن على استقراره النفسي، فزاد اهتمامه بعمله ولمع نجمه في عالم القانون وبدء مشواره السياسي.
كيف دخل إلى عالم السياسة؟
عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره انتقل إلى السياسة، ونظرا لتمتعه بقوة تأثير طاغية فاز بمقعد في الهيئة التشريعية لولاية إلينوي، وقد ظل 8 سنوات في المجلس التشريعي.
ترشح للكونغرس الأمريكي عام 1845، وفاز بالانتخابات وشغل منصب عضو في الكونجرس لولاية واحدة، وواصل العمل كمحام، وفي عام 1858 رشح نفسه مرة أخرى في انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، وخسر أمام منافسه ستيفن دوغلاس لأن حملته الانتخابية كانت كأنها ثورة على نظام العبودية والرق.
سعى لنكولن لتحقيق المساواة ورفع شعار "لا سيد ولا عبيد كلنا سواسية" واختار بمحض إرادته أن تكون قضية "الرق" قضية حياته وكان له العديد من الصولات والجولات في هذه القضية، كما خاطب القضاء في العديد من الخطب والمقالات، وقد لقي العديد من الانتقادات الشديدة من قبل الإقطاعيين الذين يجنون الثروات من عمالة العبيد.
خسر لنكولن في معركته الانتخابية مقعده في مجلس الشيوخ، لكنه أصبح في نظر العديد من الأمريكيين بطلًا قوميًا ورجلًا يستحق المساندة، واكتسب سمعه وطنية أكسبته ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس في عام 1860.
لنكولن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
فاز لينكولن، بانتخابات عام 1860 وافتتح منصب الرئيس في مارس عام 1861، ورغم نجاحه الساحق إلا أن أعداءه كانوا يتحينون الفرصة لإسقاطه، لم تكن الولايات الجنوبية تريد لنكولن رئيسًا، وقبل أن يتولى منصبه رسميًا، بدؤوا في الانفصال عن الولايات المتحدة، وكانت ولاية ساوث كارولينا أول ولاية تغادر، وتبعتها 6 ولايات أخرى وشكلوا معًا كونفدرالية.
قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، نشبت الحرب الأهلية في 12 أبريل 1861 في فورت سمتر وفي ساوث كارولينا بعد شهر واحد فقط من تولي لينكولن مهام منصبه، كان لينكولن مصمماً على الحفاظ على اتحاد الولايات الأمريكية، وخاض بجيش من الولايات الشمالية حربًا دموية لهزيمة الجنوب استمرت 4 سنوات، وأودت بما يقرب من 600 ألف أمريكي، وتمكن في نهاية الحرب من الحفاظ على تماسك البلاد.
أصدر لينكولن إعلان تحرير العبيد في الولايات الكونفدرالية في 1 يناير 1863، ورغم أنه لم يتم إطلاق سراح جميع العبيد على الفور، إلا أنه مهد الطريق للتعديل الثالث عشر الذي سيحرر جميع العبيد في الولايات المتحدة.
نهاية مأساوية
انتهت الحرب الأهلية وأراد لينكولن إعادة إعمار الولايات الجنوبية، لكن لم يتمكن من تحقيق ذلك، ففي يوم الجمعة 14 أبريل انطلقت رصاصة غادرة صوب صدر أبراهام لينكولن في مسرح فورد، أطلقها جون ويلكس بوث على الرئيس أثناء حضوره مسرحية في مسرح فورد في واشنطن العاصمة، وتوفي في اليوم التالي في 15 أبريل 1865.