داود الأنطاكي.. الحكيم الضرير صاحب «التذكرة» الأشهر في تاريخ الطب
محطة مصريشتهر الحكيم داود الأنطاكي، بأنه صاحب الكتب المعروف اختصارا بـ "تذكرة داود"، وهو واحد من أصحاب الهمم، نابغة الطب في عصره، على الرغم من أنه ولد كفيفا، وكانت له القدرة على التفرقة ما بين النباتات والأعشاب الطبية بأنواعها المتعددة، وكأن نظره لا يشوبه خلل.
وفي التقرير التالي يعرض موقع محطة مصر أبرز المعلومات عن داود الحكيم...
اقرأ أيضاً
- بوتشيتشينو يتحدث عن موقعة باريس سان جيرمان أمام مانشستر سيتي
- مدبولي يستقبل نائب الرئيس البرازيلي بمطار القاهرة
- جوارديولا يعلن قائمة مانشستر سيتي لمواجهة باريس سان جيرمان
- مواعيد الصلاة في مصر الإثنين 27-9-2021
- الغابة يجهز الأهلي قبل دوري أبطال إفريقيا
- محافظ الشرقية ورئيس فرع الرقابة الإدارية يتفقدان المنطقة الصناعية ببلبيس
- كلوب يتحدث عن مواجهة ليفربول وبورتو البرتغالي
- تجديد حبس طالب جامعي تحرش بفتاة في القاهرة
- براءة جنات السيسي صاحبة واقعة الانتحارعلى تيك توك
- تعرف على أسعار الخضار والفاكهة الإثنين 27-9-2021
- المشدد 10 سنوات لعاطلين تاجرا في الهيروين بالدرب الأحمر
- تامر حسني: سعيد بردود الأفعال التى صاحبت حفلي الإسكندرية
من هو داود الأنطاكي؟
هو العالم والطبيب داود بن عمر الأنطاكي نسبة إلى مدينة أنطاكية، وهي مدينة بتركيا تقع على البحر بالقرب من بلاد الشام، ولد عام 950 هـ وتوفي عام 1600 م، ولد ضريرا فاقدا لبصره وكسيحا غير قادر على الحركة، ولكنه تحدى إعاقته فأصبح من أشهر أطباء عصره، وانتهت إليه رئاسة الأطباء في زمانه.
كيف كان تعليمه؟
حرص والده على تعليمه فحفظ القرآن، وعندما اشتد عوده كان لدى أباه خادم جديد من العجم، لما رأى داود وعرف سبب عجزه، صنع له دهنًا ودهن قدميه به، ومدده في حر الشمس ولفّه في لفافة، وكرر ذلك الفعل مرارًا من غير فاصل حتى قام داود على قدميه، ثم قرأ له في المنطق والرياضيات والطبيعة ثم اليونانية، ودرس اللغة اليونانية فأحكمها، وقرأ له ما أبدعه اليونانيون والكثير من مؤلفات العرب في الطب.
رحلة داود والطب
بدأ داود رحلته من أجل طلب العلم، والتي زار فيها العديد من البلاد بحثًا عن الطب والتمكن فيه، وبعد كثير من المشقة والجهاد في طلب العلم، وجد داود بن عمر في نفسه قدرة على العلاج، فبدأ يمارس الطب وكان الأمر صعبا في البداية فالناس في كل مكان يحل به تجدهم مشفقين عليه من ممارسة الطب، ومنهم من أشفق على مرضاه، خاصة وأنه رجل كفيف، غير أن الوضع تغير وآمن الجميع بموهبته، وفي كل بلد ارتحل إليها داود الأنطاكي كانت تسبقه شهرته الواسعة، بعد أن نجح في علاج عشرات المئات من الحالات الصعبة التي كانت ميؤوسًا من علاجها.
داود في القاهرة
قرر داود الرحيل إلى القاهرة فاستقبل استقبال الفاتحين وأقام بها مدة معلمًا وطبيبا، وكان في نفس الوقت ملتمسًا للزيادة في المعرفة، وكانت له حجرة في المدرسة الظاهرية لاجتماعه بالناس ومداواة المرضى منهم، وكان تلاميذ داود في تلك المدرسة من الأطباء، ثم رحل إلى مكة فأقام بها سنة وتوفي فيها.
مؤلفات داود الطبية
تجاوزت عدد مؤلفاته 26 مؤلفًا أغلبها في الطب منها: تذكرة الألباب، يعتبر من أشهر مؤلفات الحكيم داود الأنطاكي في الطب والحكمة، 3 مجلدات، يعرف بتذكرة داود والذي يمكن اعتباره موسوعة في الطب.
والجامع العجب، وكتاب البهجة، والدرة المنتخبة فيما صح من الأدوية المجربة، وفي هذين الكتابين عدد كبير من أسماء النباتات ومصادرها وقواها وأهميتها في علاج الأمراض.
من مؤلفاته أيضا (النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة) و(غاية المرام في تحرير المنطق والكلام) و(نزهة الأذهان في إصلاح الأبدان).
كما كتب أيضا (زينة الطروس في أحكام العقول والنفوس) و(ألفية في الطب) و(كفاية المحتاج في علم العلاج) و(شرح عينية ابن سينا) و(رسالة في علم الهيئة).
وكتب في الأدب تزيين الأسواق، اختصره من (أسواق الأشواق)، وله شعر في الطب.
نظرية داود الأنطاكي في الطب
كان للحكيم داود بن عمر نظريات جديدة في الطب تختلف عن غيره من معاصريه الأطباء، حيث إنه لم يكتف بوصف المرض والدواء، بل كان يهتم بصنع الدواء وكان يرى أن الزمن جزء من العلاج، فكان يهتم بملاحظة المريض أثناء فترة العلاج للتأكد من مدى فاعلية الدواء وتأثيره وملاحظة المريض بعد فترة من الشفاء.
معالجة كل مريض بنباتات أرض البلد التي يعيش بها، وهذا نقلًا من القواعد التي قررها أبقراط الذي كان يقول: "عالجوا كل مريض بعقاقير أرضه فإنه أجلب لصحته".
كما كان يحث الأطباء في عصره على دراسة بعض العلوم، كالهندسة والجغرافيا، وكان يقول إن الجراح الذي لم يدرس الهندسة أولى به أن يترك مكانه لغيره، حيث إن علم الهندسة يفيد الجراح في معرفة الشكل الأنسب للقطع خلال العمليات الجراحية بما يفيد المرضى، فلا قطع يزيد فيقتل، ولا ينقص فيضيق على الطبيب علاجه.
أما علم الجغرافيا فيفيد الأطباء الذين سيصفون الدواء للمرضى لأن علمهم بطبيعة المناخ والبيئة، يجعلهم أقدر على وصف الدواء.