حكاية الترقية العسكرية التي منحها الرئيس السادات لأشهر مونولوجست مصري
أحمد النجار القاهرة محطة مصرلعبت الصدفة دورا كبيرا في حياة نجم الكوميديا المونولوجست فيصل خورشيد . ظهر خورشيد في بداية الثمانينات وحقق شهرة واسعة بالشكل الجديد الذي قدمه بعيدا عن الصورة التقليدية للمونولوجست التي إنتشرت خلال تلك الفترة وظلت مستمرة لسنوات طويلة ونجح من خلالها أكثر من نجم كوميدي بدءا من
الراحلين سيد سليمان وإسماعيل ياسين وأحمد غانم وسيد الملاح وحمادة سلطان وفكري الجيزاوي وحلمي المليجي حتي جاء خورشيد ليقدم نفسه بصورة مغايرة ويحقق نجاحات كبيرة.
الصدفة الإولي في حياة فيصل كانت خلال فترة تطوعة بالقوات المسلحة في حرب إكتوبر عام 1973 حيث كان أحد أبطال الفرقة 19 بالجيش الثالث الميداني وأثناء قضاء خدمتة الليلية بأحد المواقع دخل في نوبة غناء وسلطنة وسمعه زملاؤه بالكتيبة وطلبوا منه المزيد من الأغنيات وتكرر الموقف أكثر من مرة حتي أصبح معروفا بين جنود الفرقة.
وعلم قائد الكتيبة بما يحدث في الخدمة الليلية فقرر تحويله الي قائد الفرقة الذي فاجئ الجميع وقرر تكريم فيصل وأخبره بأن مافعله كان له تأثيرا كبيرا في رفع الروح المعنوية للجنود و سلمه درع الفرقة ومنحه 50 جنيها مكافأة له.
بعد الحرب بسنوات قليلة وبمناسبة الإحتفال بيوم التدريب الذي سيحضره الرئيس الراحل أنور السادات طلب قائد الفرقة تخصيص فقرة ترفيهية ضمن فقرات الإحتفال يقدمها العريف فيصل وطلب منه تجهيز فقرة ملائمة للحدث.
أفكار عديدة بدأ خورشيد في تجهيزها وكانت معظمها تتطلب الإستعانة بفرقة موسيقية ترافقه في الفقرة وإقترح أحد القادة الإستعانة بالفرقة الموسيقية التابعة لقصر ثقافة السويس وبائت محاولة الإستعانة بهم بالفشل
لذلك فكر في البحث عن عازفين بين ضباط وجنود الفرقة ونجح في العثور علي مايقرب من خمس عازفين وبدأ البروفات مع الفرقة لكن كانت المشكلة أن العازفين مجرد هواة وماسيقدمه يتطلب فرقة محترفة
الوقت كان يمر بسرعة و الحفل يقترب وقبل الموعد بأربعة أيام راودت فيصل فكرة تقديم إسكتش ساخر يتوقع فيه زيارة سيقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ديان الي القاهرة ويقابلة خلالها مجموعة من الفنانين منهم محمد رضا وأمين الهنيدي وتوفيق الدقن ومحمد صبحي الذي حقق حينها شهرة كبيرة بشخصية علي بيه مظهر.
عرض فيصل الفكرة علي قائد الكتيبة وأعلن رفضه لها فما كان منه إلا أن ذهب الي قائد الفرقة وعرضها عليه وإعجب بها جدا ووافق علي تقديمها.
حان وقت الحفل وبعد العرض العسكري جاءت الفقرة الترفيهية وأعلن مذيع الحفل إسم العريف فيصل .
بدأ خورشيد فقرته وكانت ضحكات الرئيس السادات والحضور ترتفع حتي دخل في شخصية علي بيه مظهر وهويتحدث مع ديان فسقط البايب الذي يدخنة الرئيس من يد السادات وطلب من العريف أن ينزل اليه لتحيته
نزل فيصل مسرعا لتحيته ومصافحته وسأله الرئيس هل تريد شيئا فقال له كل شيئ تمام يافندم.
نظر الرئيس الي الراحل الفريق أول أحمد بدوي وزير الدفاع وقتها وقال له رقيه ياأحمد وبالفعل صدر القرار بترقية العريف فيصل ليصبح رقيبا متطوعا بالقوات المسلحة