الحر يذيب جليد ”جرينلاند” والمياه تكفي لغمر ولاية أمريكية كاملة

شهدت جزيرة جرينلاند الدنماركية أحد أشد موجات الحر منذ سنوات، حيث ارتفعت الحرارة إلى ما يزيد بـ10 درجات كاملة عن المعدلات الموسمية لدرجات الحرارة في البلاد، مما تسبب في ذوبان شديد للصفائح الجليدية في المنطقة المحيطة بالجزيرة، وذلك وفق ما نشره علماء الجليد في المنطقة.

 

ووفقا لما كشف عنه المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية فقد شهدت المنطقة عدد من أعلى درجات الحرارة، حيث تخطت درجة حرارة المنطقة 20 درجة مئوية، وهى أحد المستويات القياسية التي حققها طقس جرينلاند خلال الأيام الأخيرة.

 

فقد شهدت الجزيرة ذوبان لعدد من الكتل الجليدية بداية من يوم الأربعاء الماضي، فقد ذابت الصفيحة التي تغطي المنطقة الجليدية الشاسعة في القارة القطبية الشمالية، وتشهد المنطقة ذوبان ثلجي بكمية تعادل 8 مليار طن خلال اليوم الواحد، وهو ما يقدر بضعف المتوسط المسجل لذوبان الجليد خلال فصول الصيف السابقة، وذلك وفق ما نشرته مؤسسة "بولار بورتال" البحثية الدنماركية.

 

وقد أسفرت موجة الحرارة الكبيرة التي شهدتها جزيرة جرينلاند وأجزاء كبيرة من قارة أنتاركتيكا ذات الأطراف المترمية عن ذوبان ذو وتيرة متسارعة للغطاء الجليدي لتلك المناطق، وهو ما علقت عليه مؤسسة "بولار بورتال" البحثية الدنماركية قائلة ان معدلات المياه الناتجة عن ذوبان الكتلة الجليدية كافية "لغمر" وتغطية ولاية فلوريدا الأمريكية برمتها، بـ5 سم من المياه.

وتعتبر المساحة الذائبة من الجليد خلال العام الحالي، أكبر من المساحة نفسها التي تعرضت للذوبان بفعل الحرارة قبل عامين، في نفس الجزيرة ذات الحرارة المنخفضة أغلب الوقت.

 

وتعتبر جزيرة جرينلاند هى ثاني أكبر الصفائح الجليدية بعد قارة انتاركتيكا، ولذلك فقد أعرب عدد من العلماء عن قلقهم بسبب ذوبان المربع الجليدي الذي يغطي الجزيرة الدنماركية، في الوقت نفسه الذي يشهد القطب الشمالي ظاهرة احترار طقسي تعتبر أسرع بثلاث مرات من الوتيرة الإعتيادية.

 

وقد بدأ الغطاء الجليدي في الذوبان قبل عشرات السنوات، إلا ان الوتيرة تشهد تسارعًا في الوقت الحالي، وقد كشفت احد الدراسات الأوروبية التي نشرت خلال يناير من العام الحالي ان ذوبان الكتلة الجليدية في جرينلاند سيساهم في رفع منسوب مياه المحيطات من 10 إلى 18 سما بحلول عام 2100.