تفاصيل كلمة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الإفريقي الـ٣٤
عمرو فرغلي محطة مصر
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عبر الفيديو كونفرانس، في أعمال الدورة العادية الـ٣٤ لمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس ألقى كلمة أمام القمة الأفريقية، ركز الرئيس خلالها على أهمية تعزيز الجهود القارية المشتركة لمكافحة تداعيات جائحة كورونا على اقتصاديات وصحة وأمن الشعوب الأفريقية على المستويين الوطني والإقليمي.
اقرأ أيضاً
- مفاجأة في تشكيل بيراميدز لمواجهة طلائع الجيش
- نشرة ”محطة مصر”.. تطورات إنشاء مدينة الذهب.. اعترافات ميسرة الذراع الأيمن في ”خلية هشام عشماوي”
- السيسي يطالب بالتوصل إلى اتفاق يحفظ حقوق مصر المائية في النيل
- السيسي يشارك في أعمال الدورة العادية الـ٣٤ لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي
- النقض تؤيد أحكام ”حريق محطة مصر”
- أخرهم زيدان وماجد المصري.. نجوم العالم في ضيافة ”خوفو”
- احتفاء الأمم المتحدة بضابطة مصرية بقوات حفظ السلام في الكونغو
- البنك الأهلي يتقدم على الجونة بهدف في الشوط الأول
- محاضرة فيديو لأحمد سامى مع لاعبى سموحة فى رحلة استكشاف إنبى
- مستجدات جهود تبطين الترع ورفع كفاءة محطات مياه الشرب ومعالجة الصرف
- قائمة الأفضل في ”صاندانس”.. الفيلم المصري ”كابتن الزعتري” يحتل المركز الثاني
- بالإنفوجراف.. قناة السويس تصمد رغم انخفاض سعر برميل النفط
كما تطرق الرئيس إلى الدور الحيوي لعملية الإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للارتقاء بالاتحاد الأفريقي، فضلاً عن تأكيد سيادته على ضرورة الاستمرار في تطوير البنية التحتية القارية، كخطوة أساسية لتحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، إلى جانب تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، مشددا سيادته في هذا السياق على دعم مصر لمختلف محاور أجندة التنمية الأفريقية 2063.
كما حرص الرئيس على التوجه بالشكر والتقدير إلى الرئيس الجنوب أفريقي "سيريل رامافوزا" على جهوده في إطار رعاية المفاوضات الثلاثية الساعية للوصول إلى اتفاق شامل وعادل ومُلزم فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة، وذلك أثناء رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد الأفريقي، معربا سيادته عن الثقة في قدرة الاتحاد تحت قيادة الرئيس الكونغولي "فيليكس تشيسيكيدي" في المساهمة في دفع المساعي الرامية للتوصل إلى الاتفاق المنشود بما يراعي مصالح الأطراف المعنية، ويحفظ حقوق مصر المائية في مياه نهر النيل.
وجاءت تفاصيل كلمة الرئيس السيسي:
يطيب لي في البداية أن أتوجه بالتهنئة لأخي فخامة الرئيس/ فيليكس تشيسيكيدى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية على توليه رئاسة اتحادنا الأفريقي، متمنياً لفخامته النجاح والتوفيق في مهامه في ظل هذه الفترة الصعبة التي تموج بتحديات وصعاب مختلفة، تأتى على رأسها تداعيات جائحة كورونا، وتنفيذ استحقاقات اتفاقية التجارة الحرة القارية واستكمال مراحل التفاوض بشأنها، وتفعيل التوصيات الخاصة بالإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للاتحاد الأفريقي.
كما أتوجه لأخي فخامة الرئيس سيريل رامافوزا ولجمهورية جنوب أفريقيا الشقيقة بخالص الشكر والتقدير على الجهد الصادق الذي بذل على مدار العام المنصرم نحو تعزيز آليات العمل الأفريقي المشترك، ومواصلة تدعيم جهود الاندماج والتكامل الإقليميين في تلك الظروف غير المسبوقة التي يشهدها عالمنا اليوم.
ولا يفوتني، أن أتقدم بالشكر كذلك لأخي السيد/ موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لقيادته الحكيمة لدفة المفوضية، ولجهوده المستمرة للنهوض بأجندتنا الإفريقية وتنفيذ بنودها وأنشطتها في ظل التحديات والصعوبات القائمة، متمنين له التوفيق لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية كرئيس لمفوضية الاتحاد الأفريقي.
أود أن أثمن الخطوات التي تمت خلال الفترة الماضية في إطار عملية الإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للاتحاد الأفريقي، وأن أتقدم بالشكر إلى فخامة الرئيس/ بول كاجامي على جهوده المقدرة الهادفة إلى الارتقاء بمنظمتنا العريقة، والشكر الموصول إلى مفوضية الاتحاد الأفريقي على ما بذلته من جهد لتنفيذ مقررات القمم الأفريقية في هذا الشأن.
وإذ تؤكد مصر على أهمية الاستناد إلى القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي باعتباره الدستور الحاكم للدول الأعضاء ومفوضية الاتحاد على حدٍ سواء، وأخذاً في الاعتبار الولاية الكاملة للدول الأعضاء على عملية الإصلاح، فإنها لتشدد على أهمية العمل بالهيكل الجديد للتوظيف مع الالتزام بمراعاة الحصص والأنصبة في الوظائف، وفقاً لمبدأي التضامن ومدى مساهمة الدول الأعضاء في ميزانية الاتحاد الأفريقي.
إن التفكير في التكامل القاري لا ينفصل عن الاندماج الإقليمي، فالبرنامج القاري لتطوير البنية التحتية، بما يتضمنه من مشروعات طموحة، مثل مشروع محور القاهرة كيب تاون، ومشروع ربـط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، يمثل حجر الزاوية الأبرز في تحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، وركيزة أساسية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية. ولعل تجربة مصر الرائدة في تطوير مشروعات البنية التحتية تعد مثالاً يسعدنا مشاركته مع أشقائنا الأفارقة، كأداة من أدوات تعزيز الاستقرار والتنمية في أفريقيا.
كما أعاود التأكيد على دعم مصر الكامل لتحقيق الأهداف المنشودة للنهوض بالاتحاد الأفريقي ومؤسساته، وتدعيم أجندة 2063 وخطتها العشرية الأولى، فضلا عن تنفيذ استحقاقات موضوع عام 2021 "الفنون والثقافة والتراث". وأود التأكيد في هذا السياق، على أهمية حماية تراثنا الأفريقي والترويج البنَّاء للثقافة الأفريقية، لاسيما وأننا بصدد افتتاح العديد من المشروعات الثقافية والأثرية والمتحفية، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير والذي سيعد أكبر المتاحف عالمياً.
ليس ثمة شك فيما تمثله جائحة كورونا من تحد كبير أمام قارتنا الأفريقية، بما يستوجب المزيد من التضامن والتكاتف بين شعوبنا وحكوماتنا من أجل السيطرة على انتشار هذا الفيروس، والحد من تداعياته الخطيرة على حياة ومستقبل شعوبنا وأبنائنا. وإننا إذ نثمن الدور الذي يقوم به كل من مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض والأوبئة، والصندوق الإفريقي للاستجابة لفيروس كورونا ولمجموعة العمل الأفريقية المعنية بتوفير اللقاح، فإننا نرحب بالدعوة الموجهة إلى مصر للانضمام إلى هذه المجموعة، ونؤكد حرصنا على الاضطلاع بمسئولياتنا سعياً لتوفير اللقاح لدول القارة.
وقبل أن أختتم كلمتي، أود أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى أخي فخامة السيد الرئيس "سيريل رامافوزا" على جهده المقدر للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل ومتوازن ومُلزم فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة، وانخراطه شخصياً في هذه المفاوضات، بما يعكس حرص سيادته على إعلاء المصالح المشتركة للدول الأفريقية والبحث عن حلول للقضايا والأزمات التي تواجه قارتنا.
ومن هذا المنطلق، فلقد انخرطت مصر بحسن نية وجدية في المسار الأفريقي أملاً في التوصل إلى الاتفاق المنشود بما يراعي مصالح وحقوق الأطراف المعنية، وهو الهدف الذي لن يتأتى تحقيقه إلا بتوافر الإرادة السياسية لكافة الأطراف. وإنني إذ أؤكد على حرصنا الشديد لحل هذه المسألة من خلال المفاوضات الجادة بما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، فإنني على ثقة في قدرة الاتحاد الأفريقي- تحت قيادة الرئيس تشيسيكيدي- في المساهمة في دفع مساعينا الرامية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة، وبما يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث.
أختتم كلمتي أمامكم على أمل بلقاء فعلي قريب، بعد أن نكون قد طوينا وإلى الأبد، صفحة جائحة كورونا، بما يتيح لنا استئناف عقد قممنا وفعالياتنا الأخوية وجها لوجه، ولمواصلة العمل الجاد والدؤوب بغية تحقيق التقدم الذي تصبو إليه قارتنا الأفريقية، ويحقق تطلعاتنا وأهدافنا المنشودة.