جبريل.. «حارس الجثث» يروي الحكايات الأكثر رعبًا لغرقى النيل
مريم جمال محطة مصرعلى أحد الجزر النيلية، يجلس شاب ثلاثيني العمر ممسكاً بدفتي المركبة الشرعية الصغيرة التي يصطاد بها، يقف على حافة النيل يتطلع إلى الصغير والكبير ، يبحث عن وسط النيل عن أجسام تطفو على سطح النهر يتحدث إلى الجميع دون استثناء، أنه حارس الجثث أو المنقذ كما هو معروف في صعيد مصر .
" محطة مصر " التقت أصغر حارس جثث في نهر النيل بمركز نقادة جنوب محافظة قنا ليسرد لنا أغرب القصص والحكايات مع الجثث في نهر النيل .
اقرأ أيضاً
- في خطوتين فقط .. طريقة حذف آخر 15 دقيقة من سجل «جوجل»
- أسعار الذهب اليوم الجمعة.. عيار 21 يسجل 788 جنيهًا
- الفيلم المصري «توك توك» يتأهل لـ«الأوسكار»
- خالد جلال يشهد أولى ليالي برنامج «صيف الإنتاج الثقافي» بساحة الهناجر
- التأثير الأدبي بين مصر وروسيا في ندوة بـ«الأعلى للثقافة»
- «اليد الشقيانة .. يد فيها البركة».. تفاصيل حوار السيسي مع أسرة مصرية
- عاجل | الحكومة تكشف عن موعد ظهور نتيجة الثانوية العامة
- قرينة الرئيس: ثورة يوليو ستظل محفورة في وجدان الشعب المصري والأمة العربية بأكملها
- شاهد.. كلمة السيسي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة
- السيسي: ثورة يوليو دونت بمبادئها العظيمة صفحة مضيئة في تاريخ النضال المصري
- حسين الجسمي: أبوظبي مبهجة.. والجمهور زيّن الفرحة وزادها روعة
- عاجل | 10 رسائل من السيسي للمصريين في ذكرى ثورة 23 يوليو
البداية
يقول جبريل محمود عباس، إنه أخرج أول جثة وعمره كان وقتها 16 عامًا، ولم يخشى الأمر أو يخاف منه، بل على العكس وجد في هذا ثواب ورضا من الله كبير .
وأشار إلى أنه رأى في منامه حلما جعله لا يخشى شئ في هذا الأمر، ويتبع الثواب والأجر في هذا ولا يخاف من الجثث ويتعامل معها بكل تكريم .
الجن والعفاريت
وقال إننا نسمع كثير عن الجن والعفاريت تحت المياه أو في قاع النهر، ولكنه كان دائما يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قائلا :"كثيرون كانوا يذكرون لي أن هناك جانا في المياه ولكن هذا لم يجعلني يوما أتوقف عن عملي في انتشال الغرقى، فتحت المياه لا يوجد معي سوى الله عز وجل، ورغم تعبي في البداية مع الأمن إلا أن الأمر تغير كثيرا وأصبح يتم استدعائي في انتشال الغرقى".
ونوه إلى أنه لن يتحدث عن هذا الأمر ويفصح عن أسرار قاع النهر قائلا "السر لا يعلمه إلا الله ولا يمكن الحديث أو البوح بأي شئ في هذا الشأن فهو متروك للمولي عز وجل ".
أصعب الجثث
وأكد أنه من أصعب المواقف عندما كان بصدد البحث عن جثتين لشقيقن ووجد احدهما عالق في شجرة تحت المياه والأخرى تمكن من انتشالها قائلا :" من أصعب المشاهد التي مرت علي في حياتي هي تلك التي كنت أبحث فيها عن شقيقين في دنفيق وكان الشاطئ مليئا بالأشجار وكانت هناك جثتان لشقيقين عالقين وسط الاشجار واستطعت انتشال جثة واحدة فقط والآخر لم اتمكن من انتشالها لوقوعه تحت الشجرة وردم عليه".
وأشار إلى أن الجثة عندما تكون متحللة أحضر معي بطانية وأقوم بجمعها واسترها بها حتى يأتي الإنقاذ ويسلمها لذويها بعد انتهاء الإجراءات القانونية.
وقال إنه في حال استدعائه يترك عمله ويذهب لستر وإنقاذ الجثث قائلا :"حاجة بيتي يمكن تأجيلها لكن عمل الخير يصعب تأجيله خاصة ستر الجثث والبحث عنها.. فكثير من الأسر بالنسبة لها العثور على الجثة ودفنها عمل عظيم يكون بالنسبة لهم".
عامل مشرحة
وأكد على أنه كان يعمل بأجر ثم متطوع، والبداية كنت أتقاضى 600 جنيها وطلبت منهم العمل بشكل رسمي، خاصة أنني أعول أسرة مكونة من 3 أطفال لكن ضعف المبلغ جعلني أبحث عن العمل الحر وفي نفس الوقت تطوعت لهذا العمل، وحاليا أعمل معهم كمساعد لتشريح الجثث وأكون في المقدمة مع الطبيب الشرعي وأعمل معهم بيدي وأضع الجثة وأقوم بتقفيلها وتغسيلها بعد انتهاء الطب الشرعي حتى يتسلمها ذووها".