”جمال عبدالحميد” هداف خسره الأهلي.. و”حمامة” سبب انضمامه للزمالك

"لما جيت الزمالك حسيت إني اتولدت من جديد" هكذا وصف النجم جمال عبد الحميد مشواره مع نادي الزمالك الذي منحه فرصة العودة بعد تخلي الأهلي عنه، ورفض أندية المصري والإسماعيلي والترناسة ضمه لصفوفها.

 

من المصنع إلى الأهلي 

كان انضمام جمال عبد الحميد للأهلي أمر مفاجئ لم يسعى إليه، فأثناء أدائه تدريب عملي في أحد المصانع (مصنع ٥٤ الحربي) قال مدرب المصنع "اللي بيعرف يلعب يجي يختبر في مركز شباب المعادي"، بالفعل ذهب جمال عبد الحميد ومن أول لمسة لفت انتباه المدرب "شيكو" الذي ضمه للأهلي ليصبح بذلك جمال عبد الحميد لاعبا في النادي الأهلي في فريق تحت ١٨ بقيادة المدرب عوضين.

 

ربما كان انضمامه للأهلي لم يكن بالأمر الذي سعي من أجله لكنه سعى كثيرا قبل ذلك حتي ينضم لأي فريق كان! فأدى الاختبارات في كل من الزمالك والإسماعيلي والترسانة ونجح فيها جميعا، لكنه لم يكن يملك المال الكافي حتي يعود في اليوم التالي ويبدأ رحلته مع أيّ منهم؛ و ذلك بسبب الظروف الصعبة التي عانى منها في صغره فجمال عبد الحميد النجم الكبير ينتمي لعائلة بسيطة جدا من منطقة عين الصيرة.

 

استمر جمال عبد الحميد لفترة لاعبا في فريق تحت 18 سنة ولم تقييده في فريق 21 سنة بقيادة الكابتن الجوهري في البداية ليظن بذلك أن مشواره مع الأهلي قد انتهي لكن عوضين أعاده من بوابة النادي للكابتن جوهري ليتم تقييده في الفريق ويبدأ مرحلة جديدة لم تكن جيدة جدا في أولها، فلم يشارك في أية مباراة مع الفريق حتى جاءت مباراة الأهلي والزمالك الذي جلس فيها لأول مرة علي مقاعد البدلاء، ثم شارك في المباراة ليلفت انتباه "هيديكوتي" مدرب الفريق الأول بالنادي الأهلي ليتم تصعيده علي الفور للفريق الأول في موسم (67-77)، وفي أول مباراة مع الفريق نزل بديلا لمحود الخطيب في الدقيقة 68 ليحرز أول أهدافه بمرمي السكة الحديد.

 

 

 

 

 

إصابة وإحباط 

 

في 6 مواسم مع النادي الأهلي تألق جمال عبد الحميد، أحرز 28 هدفا وحقق 7 بطولات (4 دوري – 2 كأس مصر – 1 دوري أبطال أفريقيا) لتأتي الإصابة التي قلبت حياته رأسا على عقب، في أكتوبر عام 1982، فخلال إحدى الحصص التدريبية أرسل زميله في الفريق مصطفي عبده عرضية له وأثناء محاولته لتسجيل هدف منها علي الطائر تدخل الحارس إكرامي تدخلا عنيفا دون قصد علي قدمه فتعرض لكسر مضاعف في قصبة الرجل اليسرى.

 

 

الزمالك أمل جديد

ظل جمال عبد الحميد عاما كاملا يتكئ على عكاز، ابتعد تماما عن الملاعب، واستغني عنه الأهلي حتي أنهم طالبوه بالاعتزال ليحصل على أجر عملية إزالة الشرائح والمسامير وكان هذا كله وهو لا يزال في عمر الأربعة والعشرين، ليعرض عليه صديقه محمد عبدالله الشهير بـ"كابتن حمامة" اللعب لنادي الزمالك، كان هذا العرض بمثابة قبلة الحياة لجمال عبد الحميد وفرصة قلما تتكرر للعودة للملاعب مرة أخرى من خلال فريق كبير بعد أن رفضته أندية الإسماعيلي والمصري والترسانة، كما كان بمثابة فرصة لتحقيق حلمه القديم باللعب ضمن صفوف الأبيض، فوقت عرض الكابتن شيكو عليه اللعب لنادي الأهلي قال له "بس إنت زملكاوي" ليرد جمال عبد الحميد وقتها "هتعرف توديني الزمالك؟" وكان رد الكابتن شيكو وقتها "لا الأهلي بس".

 

 

 

اختبره كلا من الكابتن ابو رجيلة وكابتن احمد رفعت في ودية سجل فيها 3 أهداف وحتي أن أدائه دفع الكابتن حسن حلمي زامورا لطلب تقييده في الفريق علي الفور وعند سؤاله عن المبلغ الذي يريد أن يتقاضاه كأجر وقتها قال " اديني طقم الزمالك وأنا أمضيلكوا دلوقتي كفاية إني هرجع ألعب كورة كفاية إني راجع لنادي الزمالك"

وبالفعل لعب أول موسم له مع الفريق (موسم 83- 84) بدون مقابل! وبعد ذلك تقاضي حقه طبيعي كباقي اللاعيبة ليبدأ في استعادة حياته شيئا فشيء، واستكمال مسيرته الناجحة.

 

لعب جمال عبد الحميد 15 موسما مع الزمالك، أحرز خلالهم 97 هدفا (73 هدفا في الدوري، 7 أهداف في كأس مصر و17 هدفا في بطوللات الأندية الأفريقية) وحقق فيهم 9 ألقاب (4 دوري مصري عام، 3 دوري أبطال إفريقيا، بطولة السوبر الإفريقي، بطولة الأفرو أسيوي) أصبح هداف الدوري في موسم 87- 88 ودخل نادي المائة موسم 92-93 بهدفه في مرمي الإسماعيلي في الدقيقة 80 كما أنه تجاوز المائة هدف بعد ذلك.

​​​​

المنتخب والمونديال

 

 

مسيرة جمال عبد الحميد الدولية كانت حافلة، فلعب 85 مباراة دولية، سجل خلالها 37 هدفا، وساهم في تتويج منتخب مصر بلقب أمم أفريقيا عام 1986 بالقاهرة، دورة الألعاب الإفريقية عام 1987، وكان هدافا لأمم أفريقيا بالمغرب عام 1988 ليختتم "صحاب الرأس الذهبية" هذه المسيرة بالحدث الأهم وهو قيادة المنتخب القومي في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا.

 

جمال عبد الحميد، هدية من معقل الغريم سطرت تاريخًا في كرة القدم ضمن أبرز المهاجمين الذين مروا علي نادي الزمالك ليصبح الهداف التاريخي الثالث للنادي بعد عبد الحليم علي وحسن شحاته.