جمال حمدان.. شاعر الجغرافيا الذي كشف حقيقة اليهود
آية ممدوح سعيد محطة مصرولد في مثل هذا اليوم الرابع من فبراير من عام 1928 أحد أعلام الجغرافيا المصريين، المفكر الكبيرجمال حمدان، فى محافظة القليوبية لأسرة تنتمى إلى قبيلة (بنى حمدان) العربية.
تعليمه
حصل حمدان على الشهادة الابتدائية عام 1939، وحفظ القرآن الكريم على يد والده وكذلك تجويده وتلاوته، كما حصل على شهادة الثقافة عام 1943، ثم حصل على التوجيهية الثانوية عام 1944، ثم انضم إلى هيئة التدريس بقسم الجغرافيا فى كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم رقى أستاذًا مساعدًا، وأصدر فى فترة تواجده بالجامعة كتبه الثلاثة الأولى، بعد تخرجه من كليته فى عام 1948، وتم تعيينه معيدًا بها، ثم أوفدته الجامعة فى بعثة إلى بريطانيا سنة 1949.
شاعر الجغرافيا
ويوصف جمال حمدان بـ"شاعر الجغرافيا" لقدرته على تبسيط هذا العلم المتخصص وتقديمه بأسلوب شائق وسلس إلى عموم القرّاء، عبر ربطه الجغرافيا بالتاريخ والتحليلات الاستراتيجية.
كما أن الكثير يلقبون العالم الراحل بالمفكر والفيلسوف، نظرًا إلى تجاوز إنتاجه العلمي حدود المعلومات الجغرافية الجافة، والانطلاق بها إلى التحليل والتفسير والربط بالتاريخ والأحداث واستشراف المستقبل.
لم يكن "حمدان" ينظر للجغرافيا بوصفها علمًا وضعيا يعتمد على دراسة الموقع والتضاريس فحسب؛ ورغم قدرته على تبسيط هذا العلم المتخصص وتقديمه بأسلوب شائق وسلس إلى عموم القرّاء، عبر ربطه الجغرافيا بالتاريخ والتحليلات الإستراتيجية التي تشمل بالضرورة دراسة أوجه الحياة بكل دقائقها، ومن ثم النفاذ إلى "روح المكان" لاستشفاف عبقريته الذاتية، وذلك كما يتجلى واضحًا في صراع الدول الكبرى على القارة السمراء "أفريقيا" في محاولاتها وسعيها الدؤوب لالتهام ثرواتها بدعوى نشر برامج من شأنها تطوير دولها والارتقاء بشعوبها، وهو أمر في الواقع لايرقى إلى مستوى نهضة الشعوب بقدر ما يجنح نحو نوع من الاستعمار الجديد، ومن هنا كانت رؤيته واضحة وقادرة على استشراف المستقبل، وتبدو أكثر وضوحًا في توقعه لسعي الغرب لخلق صراع مزعوم بين الحضارات.
أعماله
ألف شاعر الجغرافيا نحو 29 كتابًا، كما أن له 79 بحثاً ومقالاً، ولكن درة أعماله هو كتاب "شخصية مصر... دراسة في عبقرية المكان" المكوَّن من أربعة مجلدات تعد دراسة في الهوية المصرية، وليست مجرد دراسات في الجغرافيا، وصدرت طبعتها الأولى عن "دار الهلال" إبان هزيمة 1967 في توقيت حرج بالنسبة إلى المصريين، نظرًا إلى الظرف القائم وقتها.
كتابه اليهود أنثروبولوجيا
أيضًا أثبت هذا العبقري في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية "الخزر التترية"، التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات "آرثر كوستلر" مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1976.
وفاته
فى 17 إبريل من العام 1993 صحت مصر على الخبر المروع، وفاة جمال حمدان محترقًا فى شقته المتواضعة بالدقي، نهاية مأساوية لمفكر عظيم نذر حياته لمشروعه العلمى الضخم.