القلمينا.. التنمية الشاملة في أقصى الصعيد
خالد ربيعي محطة مصرخلال الأيام الماضية.. دخلت قرية القلمينا، إحدى قرى مركز الوقف بمحافظة قنا، دائرة الضوء بعد أن زارها وفد حكومي لبحث متطلبات الأهالي في إطار مبادرة حياة كريمة التي يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تم ذكر القرية في بيان مجلس الوزراء الاسبوعي وعرض اهم المشروعات التي ستنفذ بها الارتقاء بكافة مشروعات البنية الأساسية بها.
وتتيح هذه المبادرة الرئاسية تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في الأرياف والقري والنجوع ، تجسيدا لمفهوم تبنته الدولة بتحقيق التنمية الشاملة المستدامة التي تبدأ بالمواطن البسيط في أقصي صعيد مصر ولا تنتهي عنده.
سبب التسمية
سبب تسمية القرية بهذا الاسم، القلمينا، وفقا لدراسة تاريخية بعنوان "إتمام الوصف في تاريخ الوقف"، وتقول الدراسة "كانت الوقف في مطلع التاريخ الفرعوني جزيرة من جزيرتين في منطقة واحدة تسمى جزيرة القلمين القبلية، والأخرى جزيرة القلمين البحرية، وهي التي تكونت منها الوقف حالياً، واعتُبرت وحدة واحدة في ذلك العصر باسم كلمين kelameen، وهي كلمة فرعونية تعني "أرض مين"، و"مين" هو إله الخصب والنّماء عند الفراعنة. (معجم الحضارة المصرية القديمة، صفحة 328).
في العصر الإسلامي (640 ميلادية)، تم تعريب الاسم الفرعوني من "كلمين" إلى القلمين، وذُكرت هاتان الجزيرتان في كتاب "قوانين الدواوين"، لابن مماتي، الذي سجّل المساحة التي أجراها الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي للأراضي المصرية، باسم جزيرتي القلمين، عام 1177م.
بقيت هذه التسمية منذ فتح عمرو بن العاص مصر، حتى عام 1315م، وعندما وليَ السلطنة الناصر بن قلاوون، أجرى مسحاً جديداً للأراضي المصرية، عرف بـ "الرّوك الناصري"، تم فيه إلغاء وحدة جزيرتي القلمين، وتم ضمها لناحية "هِوْ" المجاورة، وسجّل ذلك في كتاب "تحفة الإرشاد"، وبذلك صارت القلمين القبلية (القلمينه) والقلمين البحرية (الوقف) من نجوع ناحية هِوْ.
استمر هذا الوضعُ أكثرَ من قرنين، ومع نهاية عصر المماليك، أنهى العثمانيون "الروك الناصري"، ووضعوا مساحة جديدة عام 1526م، وفيه تم فصل جزيرتَي القلمين عن ناحية هِوْ، وضمّتا للساحل المجاور لهما، وسميتا باسم "السنابسة"، واستمر ذلك لنحو 3 قرون.
ومع بداية عصر محمد علي، أُلغيَ التاريع العثماني، وتم عمل مسح جديد عام 1811م، تم فيه فصل جزيرة القلمين القبلية عن ناحية السنابسة، وسميّت باسم جزيرة القلمينا، وذلك بعد انضمامها للشاطئ الغربي الذي كان يسكنه أهل الكسارنة، نسبةً لجدهم الأكبر، أحمد الكسّار، الذي سكن هذه الناحية، ولا تزال آثار واسم الجزيرة باقيةً حتى اليوم، في حوض يسمى حوض الجزيرة رقم 28 (تاريع 1904).
في عام 1841 تم ضم جزيرة القلمينه إلى الوقف، وصارتا ناحيةً واحدة، واستمر هذا الوضع فترةً طويلة، وبعدها تم فصل الناحيتين، وصارت كل منهما ناحية مستقلة، تتبعان مركز دشنا، إدارياً، وعُدّل اسم "القلمينه" إلى القلمينا.
وفي 3/7/1988، صدر قرار بفصل الوقف عن مركز دشنا، وأصبحت مركزاً مستقلاً يضم قريتي القلمينا والمراشدة وجزيرتي الحمودي والعبل.