في ذكرى إلغاء العبودية.. حكاية رحلة الأفارقة المأساوية التي نهضت بحضارة الغرب
ميار مختار محطة مصريصادف اليوم الأحد، ذكرى احتفال الأمريكيين، بيوم "جونتينث" وهو الذكرى السنوية لإلغاء العبودية في البلاد، بمسيرات وخطابات وحفلات موسيقية وتجمعات شواء، بعد أن أصبح عطلة رسمية بعد عام على مقتل جورج فلويد.
وأطلق مقتل فلويد حركة احتجاج في الولايات المتحدة وخارجها ضد العنصرية والعنف الأمني بحق الأمريكيين من أصول إفريقية.
وساهمت التعبئة في إبراز "جونتينث" بشكل كبير، بعد أن كان كثير من الأميركيين بينهم من أصول إفريقية يجهلونه قبل عامين فقط.
ويقف موقع محطة مصر نيوز على أبرز المعلومات عن العبودية والتخلص منها:
منعت بريطانيا تجارة العبيد، بين أفريقيا وأمريكا، فيما يعرف بتجارة الرقيق عبر الأطلنطي، ويعد الرق أسوأ الانتهاكات تجاه حق الإنسان في إنسانيته، وعبر "كارل ماركس" بنفسه عن اكتشاف الذهب والفضة في أمريكا والاستعباد وتسخير السكان الأصليين للعمل في المناجم، وبداية الغزو والنهب لجزر الهند الشرقية، وتحول إفريقيا للصيد التجاري لآلاف الأفارقة، وتهجيرهم للعمل كأرقاء في مزارع القطن ومناجم الذهب؛ كل ذلك جاء مؤذنًا ببزوغ الفجر الوردي للإنتاج الرأسمالي.
- تجارة الرق عبر الاطلنطي
بدأ الإتجار في الرق، من مستعمرة فرجينيا الإنجليزية، التى استقدمت العبيد إلى أمريكا الشمالية عام 1619م، بعد أن حملت السفينة المتجهة لها 20 أفريقيًا، اختطفوا من بلادهم ليحيوا في القارة الجديدة كعبيد لأسيادهم البيض، وامتدت تجارة الرق لأربعمائة عام تقريبًا، عبر المحيط الأطلنطي ومن قارات متعددة فى "أفريقيا"، وأمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا والكاريبى"، فى عملية نقل وتجارة وترحيل قسريّ مُهينة للأفارقة، واستغلال من قبل الأوروبيين، والتى كانوا يرونها مجرد تجارة، بل وصنفها البعض بأنها نموذج أولى للعولمة.
- تجارة الرق بالمقايضة
اعتمدت تجارة الرقيق فى بداية الأمر على نظام المقايضة، وحملت السفن المُتجهة إلى غرب أفريقيا من موانى أوروبا، عدد من البضائع التجارية كان من ضمنها البنادق والمشروبات الكحولية والخيول، ويتم استبدالها مقابل أفارقة مستعبدين، لتغير السفن مسارها بعد شحنهم وتبيعهم بالأمريكتين، لتعود إلى أوروبا محملة بالتبغ والقطن والسكر.
- حضارة على أكتاف الرق
مع تكاثر التجارة فى الرقيق وتداول السفن لهم من أفريقيا لأوروبا، شكل هؤلاء العبيد ثروة بشرية هائلة، ساهمت في نمو الصناعة والزراعة وخلق حضارة واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب أجزاء واسعة من المستعمرات الهولندية والإسبانية والبريطانية.
- الموت بالرق
وأشارت التقديرات حينها أنه أثناء رحلة إبحار السفن عبر"الممر الأوسط"، لقى واحدًا ضمن كل ستة عبيد مصرعه، نتيجة الظروف العسيرة وغير الصحية، كما لاقى العديد منهم مصرعهم بعد سحبهم لمزارع القطن والقصب ومناجم الفحم، للاستفادة من طاقتهم الجسمانية قدر المستطاع بلا أجور.
- حركات الأنغلو والمجتمع الدولى
فى مطالع القرن التاسع عشر، بدأ المجتمع الدولي يدرك جريمة التجارة فى البشر، وتحديدًا مع بدايات حركة الأنغلو الأمريكيين، من خلال التواصل بين الأفراد والمنظمات، فكتبت الكتب ونشرت، ووزعت المنشورات والصحف كجزء من التوعية بالقضية.
وظلت مجموعات الكويكرز تسعى لإحداث تغير فى عدة ولايات، بداية بولاية فيرمونت عام 1777، حتى أتخذ البرلمان البريطانى قرارا فى 1807، أنهى من خلاله رسميا "تجارة الرق والعبودية"، كما أنهت كندا وجزر الهند الغربية ورأس الرجاء الصالح الرق عام 1833، في الوقت الذى وقع فيه قانون إلغاء الرق الهندي في عام 1843.
وتم إلغاء الرق فى فرنسا عام 1848، وفي الأرجنيتين عام 1853، وبالمستعمرات الهولندية عام 1863، وفي عام 1865، وقع الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن وثيقة بموجبها أُلغيت العبودية بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالبرازيل عام 1888.