وداعا إيفيلين .. الملهمة السويسرية التي وضعت ”تونس ووادي الريان” على خريطة السياحة
شعبان نصار محطة مصررحلت سيدة الإبداع والتميز السيدة والمعلمة إيفلين بوريه، بعد أن وفاتها المنية مساء اليوم عن عمر يناهز 81 عاما، وتعد إيفلين السيدة الأكثر تأثيرا بمحافظة الفيوم، حيث يعود لها الفضل في اكتشاف وإعادة تقديم منطقة تونس ووادي الريان إلى المجتمع المصري والعالمي ووضعها على خريطة السياحة.
حيث جاءت في منتصف الستينيات من القرن الماضي إلى قرية تونس وكانت وقتها متزوجة من الشاعر الغنائي الكبير سيد حجاب، وبنت بيتًا جميلاً على مساحة كبيرة من الأرض تحوطه الخضرة والأشجار من كل مكان ونفذت مدرسة الفخار بالقرية وبدأت في تعليم أبناء القرية فنون الخزف وتشكليه، ودعمت أبناء القرية في إنشاء الورش والمتاجر الخاصة بهم وإشراكهم في المعارض الدولية.
وحتى عندما انفصلت عن زوجها المصري الشاعر الغنائي سيد حجاب قررت الاستمرار في الإقامة بمصر، وأعطت سيدة الإبداع والتميز الكثير للفيوم خاصة قرية تونس بمركز يوسف الصديق، ولها الفضل في نشر المعرفة والثقافة والحضارة داخل القرية مما جعل منها نموذج جذاب للسياحة الداخلية والعالمية، وأصبحت إحدى محطات المصطافين في مصر ودول العالم لدرجة أن محافظة الفيوم قد خصصت مهرجان قرية تونس للخزف والفخار يقام كل عام داخل شوارع القرية ويفد إليه العارضون من كل مصر وخارجها.
ولايتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد لتأثيرها الكبير في احتضان المبدعين ورجال الفن والثقافة والمعرفة والسياسيين وغيرهم .. فهناك متحف محمد عبلة لفن الكاريكاتير وغيره الكثير من ورش فن الخزف والفخار، حتي أنك عندما تمر داخل شوارع القرية تشعر بأنك تمشي داخل تابلوه فني رائع وخلاب، حيث مشاعر الألفة والحب بين أهالي القرية البسطاء والمقيمين من الفنانيين والسياسيين والأجانب.
ومن المعروف أن إيفلين كانت تعيش حياة فلاحة مصرية بسيطة منذ أكثر من 55 عاما بالقرية، وساهمت في تحويل القرية إلى أشهر قرية سياحية بمحافظات الجمهورية.
وإيفلين خريجة فنون تطبيقية، جاءت إلى مصر فى أوائل الستينيات مع والدها الذى كان يعمل في مصر، وقد ولدت بسويسرا 1939 وحضرت لقرية تونس فانبهرت بالحياة البدائية بها، وقررت الإقامة فيها حتى بعد انفصالها عن زوجها الشاعر سيد حجاب وكانت الراحلة قد أوصت بأن تدفن داخل حديقة منزلها بقرية تونس بها بعد وفاتها.