قصائد عمر الخيام.. تفاصيل لغز الرجل الميت على شاطىء سمرتون

واحدة من أشهر القضايا الغير محلولة والغامضة والتي شكلت لغزا على مدار سنوات طوال في التاريخ المعاصر، وتحديدا خلال الـ70 عاما الماضية، هي قضية الرجل الميت على شاطئ سمرتون باستراليا تمام شد.

 

وتتجه أنظار المهتمين بالجرائم وبتلك الجريمة تحديدا، ثوب أستراليا، وخاصة ناحية أديلايد بجنوب أستراليا، متسائلين عن حلول الوقت الذي توضح فيه استراليا لغز رجل سمورتن الغامض، وذلك بعد استخراج رفات جثته المجهوله.

 

وفي السطور القادمة يعرض موقع محطة مصر التفاصيل الكاملة لتمام الرجل الميت على شاطىء سمرتون الأسترالي...

 

لماذا تعد من أهم قضايا الجرائم؟

تعد من أهم القضايا لأكتشاف الجثة وظهورها في فترة الحرب الباردة، ولأن عشرات التحقيقات الدوليّة، التي طلبت استراليا مساعدتها كما طلبت مساعدة الدول الصديقة، لم تسفر عن أية نتائج.

 

تفاصيل حول القصة

كانت بداية اللغز، عند تنزه رجل مع زوجته على الشاطىء ليعثر على جثة لرجل أنيق يرتدى بذلة كاملة، ويجلس ممدد قدميه الاثنتين إلى الأمام، وكان مستلقي على شاطئ سمرتون في جنوب أستراليا في تمام الساعة السابعة في 30 نوفمبر 1948، في وضعية تجعل كل من يراه يظن أنه ثمل وليس قتيلا، خاصة وأن الجثة لم تظهر عليها أية آثار عنف.

والمضحك أنهم لا يبالوا له وتركوه، إلا أنه في صباح اليوم التالي تنزه جون ليونز مع زوجته مرة أخرى على الشاطى، ليجد الرجل نفسه يحوم حوله البعوض، ويتجمع حوله الناس، فاتصل بالشرطة وأبلغها.

التحقيقات لم تنتهي بعد

وجدت الجثة على حالة أكثر من الطبيعية، وكانت سيجارة الرجل ملقاة بجانبه ولم يتم الانتهاء من تدخينها بعد، ووقعت بجيب السترة التى كانت تحتوي على سيجارة أخرى لم يتم تدخينها، ونقل لمستشفى أديلاد الملكي، وأعلنوا هناك الوفاة رسميا ربما بسبب سكتة قلبية أو بسبب التسمم، واحتفظوا بالجثة في الثلاجة، بعدما قدره عمره ما بين 40-45 عاما.

وجاء قرار حفظ الجثة بالثلاجة إلى أن تنتهي التحقيقات، ولكن التحقيقات لم تنته، فاضطروا إلى دفنه في قبر لا يحمل اسما.

لا دليل يسهل عمل السلطات الأسترالية

واجهت السلطات الأسترالية عددا من الصعوبات التي تعلقت بتحديد سبب وفاته، خاصة بسبب غرابته، فكان الرجل يرتدي العديد من الملابس التي انتزع اسماء المحال أو المصانع المنتجة عليها، في هذا الجو الحار، مما يعنى أنه ربما لم يكن يعلم ما يفعل، أو يريد الفاعل أن يمحو كل خيط ممكن أن يحل اللغز.

كما أنه لم يكن يحمل أية أوراق لإثبات الشخصية، وقد قاموا بالبحث في جميع ملفات وبيانات المفقودين، فلم يجدوا فيها أية دليل عليه، فلجأوا للصحافة من أجل التعرف على هوية الجثة، على الرغم من كراهية الشرطة لهذا الاجراء، وتكره الشرطة ذلك، لأن كل من له فقيد سيظن أنه له، وبالفعل تلقت الشرطة حوالي 215 بلاغا.

كما حاولوا التعرف عليه من خلال بصمة اليد، وطابقوها مع سجلات البصمات في استراليا بدون نتيجه، مما اضطروهم لطلب مساعدة "الاف بي ايه" و"اسكتلانديارد"، وجميع سجلات الدول الناطقة بالانجليزية ولكن دون جدوى.

جونسون يعيدهم لنقطة الصفر

اقترحت الصحيفة التي نشرت الخبر في الصفحة الثالثة، أن الجثة تعود إلى رجل يدعى أي سي جونسون ويبلغ من العمر 45 عاما، إلا أنه في صباح اليوم التالي ذهب جونسون إلى مقر الشرطة وأخبرهم أنه حى يرزق.

وأسفر التشريح عن أن الجثة ماتت بالتسمم، وبعد تشريح الجثة وجدوا أن أعضاءه الداخلية كانت في حالة غير طبيعية، مثل تجمع الدم بكميات كبيرة في معدته واختلاط هذا الدم بآخر وجبة أكلها قبل وفاته بـ4 ساعات، كما أثبتت تجلط الأوعية الدموية فالكبد، كان أن الطحال كان متضخم 3 مرات عن الحجم الطبيعي.

وعلى الرغم من أن كل تلك الأعراض، من الممكن أن تكون أعراضا لتسمم شديد، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود سم بالجثة.

 

الحقيبة البنية

ومع التفتيش المستمر، وجدوا مع الجثة بالإضافة للهدوم سجائر من نوع آرمي كلوب، وأعواد كبريت، ومشط شعر معدني صغير وتذكرتين، كانت التذكرة الأولى هى تذكرة باص جاء به للمدينة، أما الثانية فكانت تذكرة سوف يستخدمها لضاحية هينلي، بالإضافة إلى شنطة ملابس.

 

خزانة بمحطة قطار

قادت تلك التذاكر والحقيبة الشرطة، أخيراً لخزانة في محطة قطار أديلايد بها حقيبة بنية، قال العاملون أن هناك رجل بنفس المواصفات صاحب الجثة، كان قد سلم الشنطة ودفع أجرة الخزانة يوم 30 نوفمبر نفس يوم وفاته.

وبفحص الحقيبة، وجد أنها كانت مرتبة ، وبها ملابس تكفي لاستعمال يوم أو يومين بالكثير على الأرجح.

 

لغز تمام شد وجيسيكا

بعد الفشل فى الحصول على أي أجابات جراء كل هذا البحث، وبعد فحص متعمق مرة أخرى، اكتشفوا جيب صغير مخفي في بنطلون البدلة بها قصاصه مطوية مطبوع عليها باللغة الفارسية كلمة بمعنى انتهى، وقيل أنها جزء من قصايد رباعيات عمر الخيام ومنزوعة من كتاب.

فلجأوا مضطرين لنشر صورة القصاصه بالجرائد مع معلومات ومواصفات الكتاب المطلوب، وتفاجئوا بشخص يدعى رونالد فرانسيس- وهو الاسم الوهمي لحماية هوية الشاهد في التحقيق- معه نسخة الكتاب بنفس القطع في مكان القصاصه.

وحققوا مع فرانسيس، الذي قص عليهم أنه وجد الكتاب ملقى تحت المقعد الخلفي، لعربية صهره، ولكنه لم يكن يعلم قصته فقد كان معجب بالكتاب وعنوانه فقرر أخذه، كما عثروا على كتابات بخط اليد الكتاب، مثل سلسلة حروف مرصوصة بطريقه يبدو أنها شفرة، لم يتوصل احد لحلها حتى الآن.

 

رقم تليفون أرضي

كما وجدوا رقم تلفون أرضي أسترالي، ولم تنتظر الشرطة لحظة واحدة ، وطلبوا الرقم، وكان الرقم يعود لمنزل كائن بالقرب من شاطئ سمرتون تعيش فيه أسرة أسترالية مسالمة مكونة من زوج شبه مسافر أو غائب عن البيت لفترات ومراته وابنهم روبن ذو العام وشهرين.

جيسيكا تومسون

كان اسم تلك السيدة هي جيسيكا تومسون، وعرفت في أوراق التحقيق باسم وهمي تيريزا بول، وكانت متحفظة في تحقيقات الشرطة، وتم استجوابها عدة مرات على مدار سنة، وفي كل مرة تنفي معرفتها بالجثة، ولكنها بمجرد أن شاهدتها فقدت الوعى ولم تتمالك نفسها.

ودائما ما كانت تتعلل بأنها "متزوجة"، ولا تريد أن تُتهم زورا، وفي أحد التحقيقات اعترفت أنها تعرف كتاب رباعيات الخيام، وأنها كان لديها نسخة منه منذ زمن، لأنها تحب الشعر الفارسي.

ممرضة بالحرب العالمية

وصرحت أنها كانت ممرضة متطوعة في فترة الحرب العالمية، وأنها أهدت الكتاب لملازم كانت تواعده اسمه ألفريد بوكسيل، وتزوجت بعد الحرب واستقرت وبوكسيل حاول التواصل معها ثانية، ولكنها رفضت.

وبحث المحققون عن بوكسيل، وكانت المفاجأه أنه حي وبصحة جيدة فسألوه عن كتاب رباعيات الختام، فقدم لهم النسخة من مكتبه ولمنها لم تكن منزوعة.

اتهام للشرطة

ولأن جيسيكا هي الخيط الوحيد للمحققين، فظلوا يستدعونها، مما جعلها تتهمهم وتقدم تظلم، بتهمة التحقيقات المستمرة دون توجيه تهمة محددة وواضحة لها، فاستجابت لها الشرطة، بالرغم من إفادة جيرانها بأنهم شاهدوا رجلا غريبا ظهر في نفس يوم وفاة رجل سمورتن يزورها، ولكنه ظل واقفا لفترة طويلة دون أن يفتح الباب له.

ولكن انكرها عن زيارة أحد لها نفى عنها التهمة مع عدم وجود دليل، كما نفى شهادة جيران آخرين قالوا أنه بين فترة والثانية يتردد على زيارتها بعض الرجال الذين يلبسون معاطف سوداء.

المحقق الرئيسي فالقضية السيد دي اس لين لم يوافق على قرار الشرطة بترك السيدة، وظل لأخر يوم في حياته يرى أنها المفتاح الوحيد فالقضية، وقال للمحققين الذين حاولوا فتح القضية مرة أخرى بعد 25 عام، وزاروه بعد التقاعد "ابدأوا من تلك السيدة اللعينة، تلك الممرضة، هي تعرف شيئا ما وهي الخيط الوحيدة بتلك القضية".

كيت ابنة جيسيكا

في 2007 ماتت تيريزا بول "كما كانت تعرف في ورق التحقيق"، وكانت ولدت بنت تسمى كيت، بعد أن عاشت مع زوجها أولادها حياة هادئه بعيدة عن الأعين.

وفي عام 2013 بثت حلقة خاصة عن قضية "رجل سمرتون"، ظهرت فيه بنتها كيت لتكشف حقائق كثيرة، منها سر اسم أمها الحقيقي، كما قالت أن أمها اعترفت لها أنها 1ذبت بالتحقيقات، وأنها تعرف هوية الرجل ولكن لا تصرح لأحد بهذا السر.

وصرحت كيت أن أمها كانت تتكلم لغة أخرى غريبة غير الروسية على التليفون، وكانت تتوقف عندما تنتبه لوجود كيت أو أخوها روبن، وأن هناك رجال غريبة تزور أمها.

تكهنات أهمها الجاسوسية

أحدثت الحلقة ضجة مدويّة وأعادت الاهتمام بالقضية، وكثرت التكهنات والفرضيات، وهي نظرية الجاسوسية لدول معادية.

في حين تقترح نظرية ثانية وجود علاقة غير شرعية بين جيسيكا والراجل الميت، وأنها ربما حملت منه، وكان قدومه لشاطئ سمرتون لرؤيتها هي وابنه، ويستندوا في كلامهم على الشبه اللي بين روبن ابن جيسيكا الذي مات في 2009، وبين الراجل الميت.

 

المخابرات الأسترالية

ويقال أن تلك القضية بالذات كانت أحد أهم الاسباب اللي عجّلت من إنشاء السلطات الأسترالية لجهاز مخابراتها السريّة في 1951، بعدما أحسّوا أن حدود استراليا بقت مفتوحة لكل من هبّ ودبّ وأن الحرب الباردة بين القوى الكبرى تقام في بلدهم والجواسيس يتحركوا بحرية كبيرة ويقتلوا على أراضيها بدون حسيب ولا رقيب.

 

هل اقتربنا من الأجابات؟

ومن أسبوع ماضي، في 19 مايو تحديدا، بدأت أخيرا عملية استخراج رفات الجثة المجهولة بهدف الحصول على حمض نووي يمكن أن يفيد في تحديد هويّته.

 

مصادر التقرير

https://www.bbc.com/news/world-australia-57166662

 

https://en.wikipedia.org/wiki/Tamam_Shud_case

 

https://www.adelaidenow.com.au/news/south-australia/new-twist-in-

 

somerton-man-mystery-as-fresh-claims-emerge/news-

 

story/18b3fe551a0b50d1adad4b42646a1748

 

https://www.smithsonianmag.com/history/the-body-on-somerton-beach-50795611/?no-ist