مات في عمر 45 عاماً
هارون الرشيد.. هل كان «زير نساء» كما صورته الأساطير؟
محطة مصريربط العديد منا اسم هارون الرشيد بتعدد الزواج أو يكون رمزا واسقاطا عن الرجل المتعدد العلاقات النسائية، وظلت هذه الصور النمطية مربوطة بالأذهان، بناء على ما صورته الأساطير والكتب ووسائل الإعلام، إلا أن الحقيقة ليست كذلك.
والقصة كاملة يقدمها موقع محطة مصر لتصحيح الصورة النمطية السائدة عن هارون الرشيد..
اقرأ أيضاً
- شوقي غريب مديراً فنياً للمنتخب الأولمبي .. محمد وهبة للناشئين
- طه ياسين الخنيسي على أعتاب البنك الأهلي
- حبس مدمن شرع في قتل والده بـ”سيخ حديد” في منشأة ناصر
- بيراميدز يقترب من ضم حمدي النقاز
- المالي ماليك توريه ينضم لفريق غزل المحلة
- راحة سلبية للاعبي الأهلي الدوليين من التدريبات
- كهربا وطاهر محمد طاهر يغيبان عن مران الأهلي
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع بطبيب الفريق للاطمئنان على المصابين
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع باللاعبين والجهاز الفني
- سامي قمصان يهدد بالرحيل عن الأهلي لهذا السبب
- علاء ميهوب يرفض العمل في جهاز موسيماني بالأهلي
- رمضان السيد يتحدث لـ”محطة مصر” عن اختيارات كيروش لقائمة المنتخب
من هو هارون الرشيد؟!
هو هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن عباس الملقب بالرشيد، ولد بمدينة الري في إيران عام 149 هجريًا، وتم توليه الخلافة ليلة الجمعة، وتحديدا في النصف الأول من شهر ربيع الأول170 هجريا.
اقرأ أيضاً | حياته في ألبوم.. الملك فاروق من الطفولة وحتى آخر يوم على عرش مصر
والرشيد واحد من أعظم خلفاء الدولة العباسية، كما وصفه المؤرخون، بل وأكثرهم شهرة، وفي عهده أصبحت الدولة العباسية في قمة قوتها وزادت الثروة بخزانة الدولة، كما انتشر الأمن.
حول زوجات الرشيد وأبناؤه
تزوج الرشيد من زبيدة ابنة عمه جعفر ابن أبي جعفر المنصور في عام 165 هجريا، وكانت تلك الزيجة في حياة أبيه المهدي، وأثمرت تلك الزيجة عن ولد اسماه الرشيد محمد الأمين.
في حين كانت زيجته الثانية من جارية، ولدت له ابنه موسى الهادي، والثالثة كانت من ابنة خاله عزيزة بنت الطريف، كما تزوج ابنة عمه العباسة بنت سليمان بن أبي جعفر.
وكان لهارون الرشيد مما ملكت يمينه، فتزوج مراجل الجارية وولدت له القاسم وتزوج من جارية تسمى قصف وولدت له المعتصم، وتزوج من أمة زوجته زبيدة وأنجبت له ابنه المأمون.
هارون الرشيد المُفترى عليه
كانت شخصية هارون الرشيد ولازالت شخصية مثيرة للجدل، فبين مدح وذم، مدحه المداحون للحد الذي جعل منه أعظم ملوك الأرض، كما بالغ الشعراء والأدباء في وصفه، فأصبحت حياته مثالًا يضرب لكل من يعيش في نعيم وترف، ولكن الحقيقة، هي أن الخليفة هارون الرشيد كان من الخلفاء المجاهدين الحاملين لهموم أمتهم ولم يكن يعنى بالترف.
ويُذكر فيب كتب المؤرخين أن هارون الرشيد كان خليفة زاهدا تقيا، همه الأكبر هو الجهاد في سبيل الله، فابن كثير كان قد ذكر مثلا، أن هارون الرشيد كان يحج عامًا ويغزو عامًا، وقيل إنه كان يصلي في كل ليلة 100 ركعة، ويتصدق من ماله الخاص، ولم ينقطع عن قيادة الجيوش طوال حكمه، فكان يؤمن حدود دولته أو يفتح أرضًا جديدة فكانت حياته جهادا وعبادة، ولم يكن أبدا عابثًا.
بجانب تمكنه من الانتصار على الروم، فبلغت الحضارة الإسلامية في عصر الرشيد ذروتها، لذا كانت خلافته العصر الذهبي للدولة العباسية.
هارون الرشيد حاكم ذو سياسة خاصة
الدولة العباسية، كانت تحتاج لقوة وإدارة، وقبادة حاكمة، مختلطة بالحزم، ويرجع ذلك نتيجة لكونها دولة مترامية الأطراف، تمتد من وسط آسيا حتى بلاد المغرب العربي.
اقرأ أيضاً | قصة كفاح الخضري | كتب 150 قصة.. وأجره 12 قرش والتحق بالثانوية في سن الـ25
وحافظ الرشيد على تلك الدولة التي نعمت بالأمن والسلام في عهده رغم صغر سنه، وقد ساعده في ذلك أنه أدرك ضرورة إحاطة نفسه بعدد من الرجال من ذوي الكفاءة والخبرة.
وبالتالي لم تكن حياة هارون رشيد أبدًا عبثا ولهوا كما أعتقد الكثيرون عنها، وعمل على أنشاء المساجد والمدارس والمستشفيات من ماله الخاص، لتصبح بغداد في عصره قبلة العلماء.
سياسة الرشيد في تعامله مع الناس
أما في تعاملاته مع الناس، تميزت سياسة الرشيد، بالعدل بين الناس، وقسم بين بني هشام ممتلكاتهم بالعدل، وجمع الخراج أي "الضرائب"، بناءا على أساس شريعة الله، في الوقت الذي كلف القاضي أبا يوسف بوضع نظام شامل للخراج باعتباره واحدا من أهم موارد الدولة.
ألف ليلة وليلة شوه تاريخ الرشيد
يعد كتاب ألف ليلة وليلة من أكثر ما شوه تاريخ هارون الرشيد، والتي تتكون من مجموعة قصصية، جمعت في كتاب، تمت ترجمت من الفارسية إلى العربية، وهي قصص خيالية غير واقعية، زج باسم الرشيد فيها بقصد تشويه سمعته.
أقوال العلماء والمؤرخين عن الرشيد
1) ابن خلدون
فند ابن خلدون الكثير والعديد من الافتراءات والاتهامات التي وجهت إلى هارون الرشيد، كما رد عليها في مقدمته عن الحكايات المُلفقة عن شربه للخمر فقال: "وما تروي الحكايات عن معاقرة الرشيد الخمر فحاشا لله ما علمنا عليه من سوء، وأين هذا من حال الرشيد؟".
وأوضح أن الرشيد كان محمود الصفات بما يستوجب لمنصب الخلافة، في صفاته من العدل والدين، كما شهد له بمصاحبة أولياء الله الصالحين والعلماء مثل الفضل بن عائض، وابن السماك وسفيان الثوري.
وتحدث ابن خلدون، متابعا: "عن دعاء هارون الرشيد بمكة في طوافه، والمحافظة على أوقات الصلاة له، إنه كان صواما قواما ولم يكن الرشيد يشرب الخمر أبدًا، ولم يكن للرشيد أن يقع في محرم من أكبر الكبائر، وقد صحب العلماء والزهاد"، ليتبين أن تلك الشائعات هي محض افتراء أريد به النيل من هارون الرشيد وتاريخه الناصع.
2) الإمام السيوطي
في كتاب "تاريخ الخلفاء"، تحدث الإمام السيوطي عن هارون الرشيد قائلا: "كان أبيض طويلًا جميلًا مليحًا فصيحًا يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام، كثير الغزو والحج، حج تسع مرات".
3) الخطيب البغدادي
تحدث الخطيب البغدادي، في كتابه "تاريخ بغداد" عن هارون الرشيد، قائلا: "كان يصلي في كل يوم 100 ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم".
وفاة هارون الرشيد شابا
توفي هارون الرشيد عن عمر ناهز الـ 45 عاما، بتاريخ عام 193 هجريًا في مدينة طوس بخراسان.