أمنه المسلمون على اوقافهم وهو مسيحي ورفع الانتداب الفرنسي عن سوريا بذكائه ..السوري فارس الخوري
نيرمين حسين محطة مصر
كان فارس الخوري رئيس وزراء سوريا 1944م،يشغل ايضا منصب وزير للأوقاف الإسلامية وهو" مسيحي " ،وعندما اعترض البعض، خرج نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبد الحميد طباع ليتصدى للمعترضين قائلا: إننا نؤّمن فارس بك الخوري (المسيحي) على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا.
واوضح النائب أنه في أحد الأيام ابلغ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻏﻮﺭﻭالوزير فارس خوري ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳا ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗدّعي ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺳﻮﺭﻳا ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﻠﻮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻭﺣﻤﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻭﻃﻨﻲ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﺩﻣﺸﻖ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﺧﺮﺝ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﻣﻸﺕ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ.
رئيس الوزراء السوري فارس الخوري عام 1947م دخل إلى مقر الأمم المتحدة، بطربوشه الأحمر ووبدلته البيضاء الانيقة..قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق،اتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا،وبدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس فارس بيك المعروف برجاحة عقله وسعة علمه وثقافته،في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركاً المقعد المخصص لسوريا فارغاً.؟
فدخل المندوب الفرنسي، ووجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.فتوجه إليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وضع أمامه علم فرنسا، وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلاً عليه بعلم سوريا.ولكن فارس بيك لم يحرك ساكناً بل بقي ينظر إلى ساعته، واستمر المندوب الفرنسي في محاولة إفهام فارس بيك بأن الكرسي المخصص له في الجهة الأخرى،ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته.
وبدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ،واستخدم عبارات لاذعة واهتاج ولولا تدخل سفراء الأمم الأخرى بينه وبين عنق فارس لكان خنقه وعند الدقيقة الخامسة والعشرين،تنحنح فارس بيك ووضع ساعته في جيبه،ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه.
وقال للمندوب الفرنسي:سعادة السفير، جلستُ على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة، فكدت تقتلني غضباً وحنقاً،وسوريا استحملت سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة، وآن لها أن تستقل،وفي هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها.عام 1947م،وتم جلاء آخر جندي فرنسي عنها.