لماذا لم يهبط أي إنسان على سطح القمر منذ 50 عاما؟
آية ممدوح محطة مصرانطلقت أول رحلة فضائية إلى القمر، باسم "أبولو 11"، وكان ذلك في 16 يوليو عام 1969، عندما سار رائد ومهندس الفضاء الأمريكي نيل أرمسترونغ، وبوز ألدرين، ومايكل كولينز على القمر.
وفي صباح اليوم العشرين من شهر يوليو، انتقل أرمسترونغ وألدرين من وحدة القيادة المسماة "كولومبيا" إلى الوحدة القمرية من خلال نفق بينهما، وانفصلت وحدة القيادة عن الوحدة القمرية، وهبطت الوحدة على سطح القمر، ثم خرج نيل أرمسترونغ ليكون أول شخص هبط على سطح القمر، ومن ثم تبعه ألدرين بعد حوالي 20 دقيقة، وقد قاموا بأخذ حوالي 23 كيلوغراما من عينات الصخور والتربة، هذا عداعن التقاط العديد من الصور الفوتوغرافية.
اقرأ أيضاً
- ضبط المتهمين بقتل سائق توكتوك في مركز أجا
- ألقيا جثته بترعة الإسماعيلية.. صاحب مخبز وشقيقه قتلا سائق ”توكتوك”
- طمعا في التوكتوك.. عاطل يقتل سائقا بكفر الزيات
- إهانة مسجلة وصبر أيوب.. مواقف لا تنساها فاتن حمامة
- افتتاح المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام
- بعد حفلة مخدرات.. فني تكييف يخنق صديقه بـ”كوفية”
- ضبط المتهمين بنشر فيديوهات خادشة للحياء العام بالإسكندرية
- ضبط شبكة لعرض فتيات الدعارة بالجيزة على ”فيسبوك”
- ضبط أكثر من 13 ألف شخص لعدم الالتزام بارتداء الكمامات الواقية
- استقرار عيار 21.. تعرف على سعر الذهب اليوم السبت
- نشرة ”محطة مصر”.. السيسي يتفقد مشروعات تطوير القاهرة الكبرى.. نجوم الفن والإعلام ينعون محمد الصغير.. وصول بعثة الأهلي مطار الدوحة
- اللاعبة سمر هاني تفوز بذهبية الكونغ فو ببطولة القاهرة الكبري تحت ٢٠ سنة
وتبع ذلك هبوط 12 شخصا على سطح القمر والذي يعتبر أعظم إنجازات وكالة ناسا، إن لم يكن الأعظم على الإطلاق. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو "مع التطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم في شتى المجالات لماذا لم تتكررمنذ50عاما؟"، في الحقيقة أن رحلات الإنسان إلى القمر لم يكن هدفها الرئيسي أبدًا الكشف العلمي، بل كان هذا عرضًا جانبيًا لهدف أكبر: تفوق أمريكا على الاتحاد السوفييتي في سباق الفضاء.
الوصول إلى القمر مكلف لكنها ليست هذه التكلفة الكبيرة
رغم انخفاض تكلفة الرحلة اليوم إلى سطح القمر، بنسبة 80 % تقريبا، فإن التكلفة ما زالت مرتفعة جدا والخطورة على أرواح رواد الفضاء مستمرة دائما، إن العقبة الحاسمة والصعبة التي تواجه أي برنامج رحلات فضائي، خاصة بالنسبة للبعثات التي تشمل أشخاصا، هي الكلفة الباهظة.
تخصص لناسا ميزانية والتي تبلغ حوالي 19.5 مليار دولار أمريكي، وذلك حسب القانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مارس 2017، وارتفعت إلى 19.9 مليار دولار أمريكي في عام 2019.
في أبريل 2019، أعلنت وكالة "ناسا" عزمها العودة إلى القمر عام 2024، وقد لاقت دعمًا من الإدارة الأمريكية الحالية، وأعلنت كذلك عن حاجتها إلى نحو 30 مليار دولار من أجل تحقيق الهدف، يعني هذا أن على الحكومة الأمريكية استقطاع مبلغ من قطاع ما وتحويله إلى "ناسا"، وعلى الوكالة إعادة تنظيم ميزانيتها داخليًا من خلال التخلي عن بعض المشروعات أو أجزاء منها، غالبا تلك المتعلقة بالأرض أو علوم الكواكب.
ومع أن قطاع الفضاء لا يتلقى اليوم إلا الفتات من ميزانيات الدول، فإن هناك من يتساءل عن جدوى رحلات الفضاء، ويعتبر القطاع بأكمله هدرًا للأموال العامة، الانخفاض النسبي اليوم لتكلفة رحلة القمر مقارنة بالماضي لا يجعلها رحلة رخيصة في المطلق، فما زالت قيمتها أكبر من قدرة العلماء على إقناع العامة بالدفع من أجلها، وقد يتغير ذلك خلال السنوات القادمة.
الأسباب التقنية التي تهدد حياة رواد الفضاء
وذلك أن سطح القمر مليء بالفوهات والصخور التي تهدد الهبوط الآمن لرواد الفضاء، في أول هبوط للقمر عام 1969، أنفقت الحكومة الأمريكية ما يقدر بمليارات الدولارات بسعر اليوم لتطوير، إطلاق، وإيصال الأقمار الصناعية إلى القمر، حتى يتمكّنوا من دراسة خريطة سطحه، وبالتالي مساعدة مخططي البعثات على استكشاف مواقع الهبوط المحتملة لأبولو.
لكن القلق الأكبر يكمن في ما خلقه الدهر من آثار النيازك "الحطام الصخري أو ما يسمى بالغبار القمري"، بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك مشكلة مع أشعة الشمس، إذ أن سطح القمر يكون عبارة عن حقل عارٍ يتعرض مباشرةً لأشعة الشمس القاسية لمدة 14.75 يومًا كل مرة، فالقمر على عكس الأرض لا يحتوي على غلاف واقٍ، زد على ذلك أنّه سيغرق في ظلام دامس خلال الأيام 14.75 التالية، ما يجعل سطحه واحدًا من أبرد الأماكن في الكون.
يصل الفضاء المليارديرات فقط
قد تكون خصخصة مشاريع الفضاء وتبني الأثرياء لهذه المشاريع، بداية جديدة للوصول إلى أهداف الرواد، حيث إن استعمار الفضاء الخارجي مثل المريخ بحاجة إلى مجموعة من الصواريخ المكلفة ماديا.
حيث قال رائد الفضاء جيفري هوفمان خلال مائدة مستديرة في وقت سابق من هذا العام: "هناك هذا الجيل من المليارديرات. لابتكار الذي كان يحدث خلال السنوات العشر الماضية في رحلات الفضاء، لم يكن ليحدث لو كانت ناسا وبوينج ولوكهيد فقط هي التي تتبناه، إذ أنّه لم يكن هناك دافع لخفض التكلفة أو تغيير الطريقة التي نقوم بها".
وأضاف هوفمان: "لا شك في ذلك- إذا كنّا سنذهب أبعد، خاصة إذا كنّا سنذهب أبعد من القمر - فنحن بحاجة إلى وسائل نقل جديدة، في الوقت الحالي، نحن ما زلنا نعيش في أيام الفرسان والعربات التي تجرها الخيول".
وحلم هوفمان هو أن يصبح القمر يومًا ما جزءًا من المجال الاقتصادي للأرض، تمامًا مثل المدار الثابت بالنسبة للأرض والمدار الأرضي المنخفض، وأن يكون الفضاء الخارجي للمدار الثابت بالنسبة للأرض جزءًا من اقتصادنا اليومي. "في يوم ما أعتقد أن القمر سيكون كذلك، وهذا شيء نعمل من أجله".
يذكر أنه بعد مرور 50 عاما منذ أن مشى رائد ومهندس الفضاء الأمريكي نيل آرمسترونغ على القمر، ظهر من يشكك في أن بشرا مشوا على التابع الذي يدور حول الأرض، وما زال المشككون يصرون على أنّ الهبوط البشري الأول كان قصة مفبركة.