فردوس محمد.. الأم التي تألمت في حياتها وأبكت الجمهور
محطة مصربملامحها العفوية، وأدوراها الأمومية، احتلت مكانة قوية في قلوب الجمهور المصري، إنها الفنانة فردوس محمد، التي يحل اليوم السبت الموافق 30 يناير ذكرى وفاته، فرحلت عام 1961عن ناهز الـ55 عامًا.
ويستعرض لكم "محطة مصر" أبرز المعلومات حول حياة الراحلة فردوس محمد...
ولدت في 13 يوليو عام 1906، في حي المغربلين بالقاهرة يتيمة الأبوين، وتبنتها أسرة الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة المؤيد، فمكنها من الالتحاق بالمدارس الأجنبية، وتعلم القراءة والكتابة واللغة.
تزوجت مرتين، أولها في الشباب، فتقدم لها شاب فى عمر الرابعة عشر، ولكنها لم تنجب منه وعانت معه كثيرًا بسبب سوء المعاملة، فانفصلت عنه في سن الـ19عامًا بعد 5 أعوام من الزواج، وتزوجت فى المرة الثانية 1946من الفنان والمونولوجيست محمد إدريس، فكان عضوًا معها بالفرقة المسرحية، واستمر الزواج 15 عامًا إلى أن توفى.
بعد انفصالها عادت "فردوس" لبيت الأسرة التي كفلتها، باحثة عن عمل تدبر منه نفقاتها، فابدأت العمل بفرقة عكاشة عام 1927 في إحدى المسرحيات، عملت بعدها في فرقة إسماعيل ياسين وعبدالعزيز خليل، وفرقة رمسيس، وفرقة فاطمة رشدي، لتنتقل إلى عالم السينما.
جسدت فردوس محمد دور الأمومة ببراعة، ولكنها حرمت منه فعليًا، وتوفي 3 أبناء لها عقب ولادتهم مباشرة، فخشيت الحسد وامتنعت عن إعلان حملها، إلى أن وضعت مؤخرًا ابنتها سميرة، وادعت بأنها تبنتها.
قدمت أكثر من 129 فيلمًا كأم مصرية لعدد كبير من النجوم، مثل عبد الحليم حافظ، وفاتن حمامة، وفريد شوقي، وعمر الشريف، وتعد أبرز أفلامها "بياعة التفاح"، "سفير جهنم"، "سيدة القطار"، "صراع فى الميناء"، "إحنا التلامذة"، "حكاية حب"، "الطريق المسدود"، "سيدة القصر"، "رُد قلبى"، "أين عمرى"، "شباب امرأة"، وغيرها كثيرًا.
كانت الفنانة فردوس محمد صاحبة لكوكب الشرق أم كلثوم، وكانتا يتقابلان يوميًا للسهر، كما كان نجيب الريحاني يحبها ويتفاءل بوجودها في أعماله، وهذا ما جعله يطلب لها دورًا في فيلم "غزل البنات"، فقام المؤلف بوضع دور خصيصًا لها وهو مربية ليلى مراد.
صارعت مرض السرطان كثيرًا قبل أن تتوفى به، كانت تقطع التصوير أثناء الصلاة، وأبلغت الأطباء أثناء مرضها الأخير برغبتها بنزع الأجهزة الطبية لتتمكن من الوضوء والصلاة، كما أنها أكملت التمثيل ولم تتوقف.
توسطت أم كلثوم لإتمام قرارعلاجها في سويسرا على نفقة الدولة، وتمت الموافقة عليه كأسرع قرار لعلاج على نفقة الدولة، حيث لم يستغرق سوى مكالمة هاتفية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما سافرت معها الفنانة فاتن حمامة إلى سويسرا على نفقتها الخاصة، واعتذرت عن ثلاثة أفلام بسبب سفرها لتكون فى خدمتها، وتناوب على رعايتها شادية وصباح وماجدة وهند رستم ونادية لطفي.
رحلت الفنانة فردوس محمد قبل أن تشاهد دورها في فيلم "عنترة بن شداد"، والذي جسدت فيه أم الفنان فريد شوقي "أم عنترة"، وهو الفيلم الوحيد الملون في مشوارها، فالفيلم عرض فى 4 ديسمبر 1961، وتوفيت هى 22 سمبتمبر 1961.
بعد وفاتها، استقبل جثمانها الجثمان عبد الحليم حافظ بنوبة من البكاء، والذي نعاها، قائلًا: "اليوم فقط ماتت أمي فردوس محمد"، كما انهارت شادية، وتسلم الجثمان جمع كبير من الفنانين، أبرزهم يحيى شاهين و شكري سرحان ورشدي أباظة و فريد شوقي.