إهانة مسجلة وصبر أيوب.. مواقف لا تنساها فاتن حمامة
يارا وليد محطة مصر
من أكبر النعم التي ينعم بها الله على الإنسان، أن يملك زمام أعصابه ليستطيع التحكم فيها والسيطرة عليها، هذه النعمة حباها الله للراحلة فاتن حمامة، سيدة الشاشة العربية، التي كتبت بلسان حالها مقالًا على صفحات مجلة الكواكب في نهاية فترة الستينيات، رصدت فيه ثلاثة مواقف كان هدوء الأعصاب البطل فيها.
قالت فاتن، إنها ذات يوم سافرت إلى الإسكندرية لتقضي بضعة أيام من الصيف على شاطئها الجميل، وقادت سيارتها في الطريق الصحراوي، وكانت حرارة الجو مرتفعة إلى حد كبير، وفي الطريق هبت زوبعة رملية جعلت السير مستحيلا والرؤية منعدمة، ففضلت أن تقف بسيارتها على جانب من الطريق حتى تهدأ العاصفة.
لكن هبوب الرياح، اشتد وارتفعت موجة الحرارة حتى أيقنت أنها سأختنق، وتلفتت حولها فلم تجد سيارة واحدة تمر بالطريق فتملكتها رهبة، وقبل أن يتسرب الجزع إلى نفسها فكرت أن الخوف لا يجدي نفعا، فأغلقت نوافذ السيارة بإحكام وألقت برأسها على المسند وذهبت في ثبات عميق، وبعد أقل من ساعة استيقظت فوجدت العاصفة هدأت ودرجات الحرارة هبطت، واستأنفت سيرها حتى وصلت إلى الإسكندرية، وكانت كلمة السر في ذلك هدوء أعصابها.
موقف ثانٍ تذكرته فاتن؛ بأنها خرجت في يوم للتنزه في شارع قصر النيل، وفي الطريق التقت بعض الطلبة، من فئة الهاربين من الدراسة، وفجأة اعترضوا طريقها، وقدموا كراساتهم لها طالبين توقيعها، وكان من بينهم فتى وصفته بالسمج، لأنه أراد أن تخصه بكلمة تختلف عن الكلمات التي كتبتها لزملائه، فأمسكت بكراسته وكتبت له جملة مقتضبة لكنها عميقة كان نصها: "أرجو أن تعود إلى مدرستك وتلتفت إلى دراستك لتصبح رجلا جديرا باحترام مواطنيك رجالا ونساء، ولكن الفتى اعترض على ما كتبته فاتن، واعتبرها إهانة مسجلة لكرامته، وعلا صراخ الطلبة حتى تجمع الناس، فتراجعوا عن موقفهم ووعدوها بالعودة إلى مدارسهم.
اقرأ أيضاً
- افتتاح المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام
- ضبط المتهمين بنشر فيديوهات خادشة للحياء العام بالإسكندرية
- ضبط أكثر من 13 ألف شخص لعدم الالتزام بارتداء الكمامات الواقية
- استقرار عيار 21.. تعرف على سعر الذهب اليوم السبت
- نشرة ”محطة مصر”.. السيسي يتفقد مشروعات تطوير القاهرة الكبرى.. نجوم الفن والإعلام ينعون محمد الصغير.. وصول بعثة الأهلي مطار الدوحة
- اللاعبة سمر هاني تفوز بذهبية الكونغ فو ببطولة القاهرة الكبري تحت ٢٠ سنة
- الأسماء ستصدمك.. أفلام شهيرة رفضتها الرقابة بسبب عناوينها
- بتحريض من زميله.. قصة طبيب تشوه وجهه بمياه نار
- ”الداخلية” تعلن ضبط مرتكب واقعة حريق التوفيقية
- غلبهما النعاس على موقد التدفئة.. مصرع عاملين خنقًا في الجيزة
- مصر تدعم مرشحتها على منصب مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي
- النيابة العامة تكشف أسباب حريق مترو البحوث
موقف ثالث لا تنساه فاتن، حيث كنت قد صادفت بعض المتاعب النفسية في أحد الأيام، وكان عليها أن تكون بالاستديو في السابعة صباحًا لتصوير بعض المناظر الخارجية، فخرجت ورأسها يكاد ينفجر من الصداع الناشئ من الأرق، ولما وصلت وجدت مساعد المخرج في انتظارها، ليخبرها أن العمل قد تأجل لليوم التالي، ولما سألته عن السبب قال إن المخرج قضى الليلة الماضية سهرة استمرت إلى الثانية صباحًا، وهُنا شاطت فاتن غضبا، وسألت المخرج عن سبب عدم اتصاله بها تليفونيًا ليخبرها بهذا التأجيل حتى لا تتكبد مغبة الطريق والخروج مبكرًا، وكان رد المخرج أشد استثارة للغضب، فقال لها لقد نسيت، فبدلًا من أن تثور، استلهمت صبر أيوب، واستدارت لتركب سيارتها لتعود في هدوء إلى المنزل، وكأن شيئا لم يكن، ولما هدأت أعصابها استطاعت أن تنام ولو أنها استسلمت لثورة نفسها لتفتت أعصابها لهذا الموقف، حقًا هدوء الأعصاب نعمة.