أحدهم يشكل خطراً كبيراً.. وزير الري يكشف سيناريوهات ملء سد النهضة للمرة الثانية
إيمان فهيم محطة مصربينما تتوجه أنظار كل دول العالم نحو التصعيدات التي تشهدها القضية الفلسطينية، لا يدرك الكثيرون الخطورة التي تواجهها مصر بمفردها، بعدما أعلنت إثيوبيا عن اعتزامها بداية الملء الثاني لسد النهضة الأثيوبي في الموعد المحدد مسبقا من قبل الحكومة الإثيوبية، في الوقت الذي مازالت إثيوبيا تماطل بصورة تمنع وفدي المفاوضات المصري والسوداني من التوصل لاتفاق عادل يحمي مصالح كل أطراف القضية.
وتعليقا على إجراءات إثيوبيا لبداية الملء الثاني للسد، فقد أجرى وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي مداخلة هاتفية مع الإعلامي رامي رضوان لتوضيح عدد من المحاور، حيث كشف عبد العاطي خلال حديثة أنه لابد للمواطن أن يدرك إلى أي مدى يمكن أن تتحمل البنية التحتية للدولة صدمات مختلفة وتتعامل معها، متابعا أن الصدمات تشمل الفيضانات المرتفعة، الجفاف القارص، السيول، وفي نفس الجانب فإن سد النهضة يمثل صدمة على البنية التحتية المصرية وأن تتعامل معها وتمتصها.
اقرأ أيضاً
- موعد مباراة الزمالك وطلائع الجيش بالدوري المصري
- سفير مصر في جنوب إفريقيا يوجه «دعوة عشاء» للخطيب
- أسعار العملات الأجنبية في البنك الأهلي المصري اليوم الخميس
- نياحة الراهب تواضروس الرزيقي من دير الشهيد مارجرجس بجبل الرزيقات بالأقصر
- مصرع شخصين في حادثي قطار بمركزي ببا والواسطى
- «الزراعة» تتابع منظومة توزيع الأسمدة في المحافظات وتوجه تحذير للمتلاعبين
- سحب 5 ألاف رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني
- متلقو لقاح كورونا يشكرون الرئيس والحكومة على الاهتمام بتوفير التطعيمات
- الداخلية تضرب أوكار المخدرات في المحافظات
- إقبال على العمل من «الميزان» ونصيحة للعذراء.. ماذا يحمل لك برجك اليوم؟
- ضبط عنصر إجرامي بحوزته كمية من المواد المخدرة بقصد الاتجار بالقاهرة
- سقوط إمبراطور «البودرة» في مدينة نصر
اقرأ أيضاً | 3 رسائل قوية من الرئيس السيسي بشأن سد النهضة
وأوضح أن أحد النقاط التي يجب النظر اليها هو قدرة البنية التحتية المصرية في تحمل الملء الثاني للسد بإعتباره صدمة للنظام المائي المصري، ومن هنا يؤكد عبد العاطي أنه على خلفية التأثيرات السلبية لسد النهضة على مصر فإن الجانب المصري قد فكرت بالفعل في وجود 3 سيناريوهات مختلفة، قد تتعرض الدولة المصرية ونظامها المائي إليها في إطار عملية الملء الثاني للسد.
سيناريوهات ملء السد:
وضح عبد العاطي أن مصر ستواجه ثلاث سيناريوهات لا غير مع بداية الملء الثاني لسد النهضة، وأول سيناريو أن تندفع فيضانات مرتفعة من السد بإتجاه مصر والسودان، وفي حالة كان معدل المياه في بحيرة السد العالي في مستوى آمن، فإن قدرة النظام المائي المصري على إمتصاص هذه الصدمة سيكون كبيرًا وسيكون من الممكن عبور الأزمة.
الأمر نفسه في حالة اندفعت فيضانات متوسطة، فسيتم خصم كمية المياه التي سيحجزها سد النهضة قبل أن تصل الفيضانات إلى مصر والسودان، مؤكدًا أن هذا السيناريو أيضا يمثل فرصة لمصر لتخطي الصدمة التي قد يتعرض لها نظام الري المصري.
أما عن السيناريو الأسوأ وفقا لتوضيح عبد العاطي، فقد أكد أن حدوث جفاف طبيعي تزامنًا مع الملء الثاني لسد النهضة، فإن ذلك قد يدفع مصر لمواجهة حالة من الجفاف المضاعف.
خطوات تطوير البنية التحتية المصرية
وبينما أكد عبد العاطي أن مشكلة سد النهضة من المؤكد أنها ستؤثر على مصر، إلا أن الدولة المصرية قد إتخذت عدد من الإجراءات المحكمة للتعامل بصورة رشيدة مع هذه المشكلة، وعن الخطوات التي تم إتخاذها فقد وضح عبد العاطي أن الدولة قد قامت بتخفيض عدد أفدنة الأرز المزروعة من مليون فدان إلى 700 ألف فدان فقط، وهو ما وفر قدر كبير من المياه، خصوصا بسبب الكميات المائية الكبيرة التي تستهلكها زراعة الأرز.
اقرأ أيضاً | الرئيس السيسي يكشف آخر تطورات أزمة سد النهضة
كما تم تحديد مساحات زراعة القصب والموز بإعتبارها محاصيل مستهلكة للمياه، تزامنًا مع إنشاء 120 محطات خلط للمياه، مع إنشاء عدد من السدود المسئولة عن حجز مياه الأمطار، كما يشرف قطاع الري والموارد المائية حاليا على إنشاء أكبر محطتين لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم، وهى أحد أهم الوسائل للحفاظ على الموارد المائية المصرية وحل أزمات المياه المتوقع حدوثها.
إضافة إلى تدشين أحد أكبر مشاريع تبطين الترع، وتحلية مياه البحر لتكون هي مصدر الماء الأساسي للمناطق الساحلية مثل مدينة العلمين، حتى يخفف هذا الأمر من الإعتماد على مياه النيل.
تأثير الملء على السودان
من جانب أخر فقد أشار عبد العاطي إلى أن السودان قد تتأثر بصورة أكبر من مصر جراء الملء الثاني للسد، موضحا أن الملء الأول قد سبب ثلاث مشاكل كبرى للأشقاء السودانين، وكان أولها هو جفاف شديد شهدته السودان بسبب حجز إثيوبيا الماء لعملية الملء الأول، أعقب ذلك خروج كميات كبيرة من المياه خارج سد النهضة بعد انتهاء الملء الأول تزامنا مع سقوط سيول في السودان، وهو الأمر الذي تسبب في حدوث فيضانات تسبب في حدوث خسائر كبيرة إلى حد ما.
إلا أن المشكلة الثالثة كانت تكمن في فتح إثيوبيا بوابات السد بدون أي تشاور مع الجانب السوداني، وهو الأمر الذي سبب خروج كميات كبيرة من الطمي إلى المياه وصولا لسد الرصيرص بالسودان، مما أدى لتعكر مياه الشرب بصورة كبيرة، وارجع عبد العاطي هذه المشاكل تحديدا، لإقدام أثيوبيا على اتخاذ عدد من الأفعال الأحادية بدون تشاور مع باقي الأطراف.
واختتم عبد العاطي حديثه مؤكدا أن عدم التوصل إلى إتفاق مرضي لجميع أطراف قضية سد النهضة يمثل مشكلة للجميع، موضحاً أن اتفاق الملء والتشغيل يحمل نفس الأهمية للدول الثلاثة المرتبطة بالقضية وهم مصر والسودان وإثيوبيا.
اقرأ أيضاً | أثيوبيا تؤكد: الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده