حصار وجوع وإبادة..
اغتصاب وجرائم حرب في تيجراي.. القوات الإثيوبية والإريترية ”إيد واحدة” ضد الإنسانية
آية ممدوح محطة مصرما زال الوضع الإنساني في إقليم تيجراي في إثيوبيا مروع للغاية، حسبما ذكر المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في تصريحات صحفية الخميس الماضي.
وكان منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارك لوكوك قال في وقت سابق، إنه من دون وقف لإطلاق النار، فإن هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة بالفعل ستزداد سوءا.
اقرأ أيضاً
- ثم تأكلهن الذئاب.. الجارديان : اغتصاب سيدات وفتيات بأحد أقاليم أثيوبيا وقتلهن
- زينب غريب تحكي تفاصيل تحرش طبيب بيطري بها: ”افتكرني جاموسة”
- النيابة العامة: لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية في قضية اغتصاب فتاة بفندق فيرمونت
- ”تعالي أذاكر لك”.. هكذا استدرج مدرس ثانوي طفلة واغتصابها
- استمرارًا للتصعيد.. إثيوبيا تصب الخرسانة في ممر سد النهضة الأوسط
- تفاصيل جريئة في الحلقة 26 من مسلسل الطاووس
- النيابة تستدعي والد طفل معاق اغتصب طفلة ٥ سنوات في القاهرة
- الأمم المتحدة تُحذر من قرار تأجيل الانتخابات بفلسطين
- السودان يدعو القادة الأفارقة الى الضغط على إثيوبيا للوصول لاتفاق بشأن سد النهضة
- تطورات الحلقة 16 من مسلسل ”ملوك الجدعنة” .. اغتصاب نجلاء وعنتر يتزوج فاتن
- النيابة تحري معاينة تصويرية لموقع اغتصاب «معاقة» في نهار رمضان
- قرار جديد من النيابة في اغتصاب طفلة المطرية المعاقة
وأشار لوكوك إلى أن "الناس بدأوا يموتون من الجوع في منطقة تيجراي الشمالية التي ضربها الصراع في إثيوبيا، حيث تدهور الوضع الإنساني وما زال العنف الجنسي يستخدم كسلاح حرب".
وتابع "ليس هناك شك في أن العنف الجنسي يستخدم في هذا الصراع كسلاح في الحرب، وكوسيلة لإذلال وترهيب وصدمة شعب بأكمله اليوم وكذلك للجيل القادم".
عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراي
أكدت الأمم المتحدة، أن القوات العسكرية الإثيوبية تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من منطقة تيجراي التي مزقتها الحرب في إثيوبيا، بعد أن كشف تحقيق حصري لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن القوات الإرتيرية كانت تنسق مع القوات الإثيوبية لقطع طرق المساعدات الحيوية.
وفي أول بيان للأمم المتحدة يؤكد عرقلة المساعدات، قال ستيفان دوچاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "الحصار من قبل القوات العسكرية الإثيوبية" أعاق بشدة قدرة وصول المساعدات إلى المناطق الريفية حيث تكون الأزمة الإنسانية أسوأ.
وأضاف أنه "من بين الثلاثة ملايين شخص المستهدفين لتلقي المأوى الطارئ والمواد غير الغذائية، لم يتم الوصول إلا إلى 347000 شخص، أي نحو 12 % من الأشخاص المستهدفين، منذ 3 مايو.
ومع بداية موسم الأمطار، حذر العاملون في المجال الإنساني من أهمية تمكين وكالات الإغاثة من توفير الحد الأدنى من المأوى الكريم للنازحين ".
ويحتاج ما لا يقل عن 5.2 مليون شخص من أصل 5.7 مليون شخص في تيجراي إلى مساعدات غذائية طارئة، وفقًا للأمم المتحدة، ويقدر المسئولون الأمريكيون أن ما يصل إلى 1.25 مليون شخص يعيشون في مناطق لا يستطيع العاملون في المجال الإنساني الوصول إليها.
تورط عناصر من الشرطة وجنود بجرائم اغتصاب في تيجراي
وأكدت الحكومة الإثيوبية تورط عناصر من الشرطة وجنود في جرائم اغتصاب في نوفمبر بمنطقة الصراع في تيجراي.
وقال النائب العام في بيان إن تحقيقا سجل 116 شهادة اغتصاب خلال الهجوم العسكري للسيطرة على بلدة أكسوم في نوفمبر.
وأضاف النائب العام أن التحقيق أوضح أن عددا من عناصر الشرطة الاتحادية والجنود من بين الجناة.
بالإضافة إلى ذلك، قُتل 93 شخصا خلال القتال في 27 نوفمبر، وأشار البيان إلى أن الغالبية العظمى من القتلى كانوا من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، لا من المدنيين.
وفي وقت سابق، حققت منظمة العفو الدولية في الحوادث التي وقعت في تيجراي، وسجلت أسماء أكثر من 240 قتيلا، واتهمت المنظمة القوات الإثيوبية الإرتيرية بارتكاب جرائم حرب.
كما تحدث البطريرك أبوني ماتياس، زعيم الكنيسة الإثيوبية عن إبادة جماعية في تيجراي في رسالة بالفيديو تم تهريبها إلى خارج البلاد.
تأجيل الانتخابات لأسباب لوجستية وتيجراي خارج الحسبة
أعلن مجلس الانتخابات الإثيوبي، تأجيل الانتخابات التي كان من المُقرر عقدها في 5 يونيو، لأسباب لوجستية.
وقالت رئيسة مجلس الانتخابات الإثيوبية، برتكان مدقيسا، خلال مؤتمر صحفي لها، إن أسبابًا لوجستية تعوق إجرائها في موعدها المحدد، مضيفة أن السبب تحديدًا، تأخر تسجيل الناخبين وعدم اكتمال طباعة بطاقات الاقتراع.
وعن موعد الانتخابات، التي سجّل فيها نحو 36 مليون ناخب، قالت «مدقيسا» إن التاريخ المحدد سيتم الإعلان عنه بعد التشاور مع الأحزاب السياسية المختلفة بشأن إجرائها.
يُذكر أن إقليم تيجراي خارج حسبة الانتخابات الإثيوبية، فيما يتعافى من عملية عسكرية ضد جبهة تجراي المتمردة التي صنفتها الحكومة المركزية مؤخرا كحركة إرهابية.
في تصريحات سابقة، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إن حكومته دعت لإجراء الانتخابات وتجاوز التحديات، مضيفًا أنها "تتحمل مسؤولية مزدوجة لضمان أن تكون الانتخابات سلمية وحرة ونزيهة".
وحذر من أن "أعداء إثيوبيا يعملون ليل نهار لتعطيل الانتخابات وتشكيل حكومة ضعيفة، وهو ما يتطلب من جميع أصحاب المصلحة بذل كل جهد ممكن".
وتعد الانتخابات المقبلة السادسة من نوعها منذ إقرار البلاد الدستور الوطني عام 1994، والأولى في عهد رئيس الوزراء آبي أحمد.
إقليم تجراي:
تجدر الاشارة إلى أن تيجراي هي إحدى المناطق الإدارية العشر التي تتألف منها إثيوبيا المقسمة وفق نظام "فيدرالية إثنية"، وعظم سكانه من أقلية التيجراي التي تضم حوالي ستة ملايين نسمة، ما يساوي أقل من 6% من مجموع الإثيوبيين البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.
كما يتميز الإقليم بتضاريس وعرة من الجبال العالية والسهول الخفيضة، ويقع عند أقصى شمال إثيوبيا، على مسافة أكثر من 600 كلم من العاصمة الفيدرالية أديس أبابا.
وتحدّه من الشمال إريتريا، الشقيق العدو الذي يضم بين سكانه أيضا إثنية التيجراي التي تتكلم التيجرانية على غرار سكان الإقليم.
وتقع عاصمته ميكيلي في شرق الإقليم وكانت تعد قبل اندلاع النزاع حوالى نصف مليون نسمة، أي أقل من 10% من مجموع سكان الإقليم.
ولعب إقليم تيجراي دورا محوريا في تاريخ إثيوبيا، ولا سيما على الصعيد الديني، وهو اليوم بفعل تراثه إحدى الوجهات السياحية الكبرى في البلاد.
ويضم الإقليم مدينة أكسوم المصنفة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي كانت مركزا للحضارة الإثيوبية القديمة، وكانت المدينة مقر مملكة أكسوم بين القرن الأول والقرن التاسع، وبفضل الجهود التبشيرية للكنيسة القبطية، أصبحت المسيحية في القرن الرابع الديانة الرسمية لمملكة أكسوم.
ومن أبرز معالم المدينة مسلّة يرجّح أنها تعود إلى القرن الخامس قبل المسيح، يصل ارتفاعها إلى 24 مترا.
وأكسوم موقع مقدس للمسيحيين الأرثوذكس الذين يشكلون الغالبية في إثيوبيا، إذ تحتوي بحسب الكنيسة الإثيوبية على تابوت العهد الذي يقال إن ألواح العهد حفظت فيه، حمله إليها من القدس الإمبراطور منليك الأول الذي يعتبر ابن الملك سليمان وبلقيس ملكة مملكة سبأ، والذي اعتبر ملوك إثيوبيا أنهم يتحدرون منه.