انطلاقة جديدة للتسوق عبر المحمول...تعرف عليها
محطة مصردخل عملاق التكنولوجيا الأمريكي "جوجل" بثقله في مرمى المنافسة على اقتسام حصة من سوق منصات بث مقاطع الفيديو القصيرة الذي يشهد تناميًا ملحوظًا خلال أخرعامين وذلك من خلال خدمة "يوتيوب شورتس" التي أطلقت تجريبيًا في سبتمبر الماضي، وتقول يوتيوب -المملوكة أصلا لشركة جوجل- إن الخدمة التجريبية حظيت بنحو 3.5 مليار مشاهدة يومياً في الهند.
وتشبه الخدمة التي أطلقتها "يوتيوب" ما يتيحه التطبيق الصيني الشهير "تيك توك" لمستخدميه من إمكانية تسجيل مقاطع فيديو قصيرة عبرهواتفهم المحمولة وبثها للمتابعين، وسوف تعمل يوتيوب على تقديم خدمته الجديدة بنفس النمط لكن تحت اسم "يوتيوب شورتس"، ومن المتوقع أن يتم طرحها في شكلها النهائي بحلول نهاية هذا العام، ومن المعتقد أن يؤدي تقديم جوجل تلك الخدمة عبر منصتها "يوتيوب" إلى تغيير قواعد اللعبة التي ظلت حكرًا على تيك توك وبعض المنصات الأخرى مثل سناب شات.
وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2022، ستشكل مقاطع الفيديوعبر الإنترنت أكثر من 82% من إجمالي حركة مرورالمستهلكين على الإنترنت بزيادة تعادل 15 مرة أكبر مما كانت عليه في عام 2017. وسوف تستحوذ منصات الفيديو الاجتماعية على المزيد والمزيد من حركة المرور، حيث يستمر الفيديو في التطور كوسيلة لرواية القصص وتبادلها مع الأصدقاء والعائلة والمتابعين.
ولسنوات طويلة تجاهلت "يوتيوب" التصاعد المدوي لمنصات الفيديو الاجتماعية قصيرة المدة، غير أن السيطرة التي تمكنت تيك توك الصينية من فرضها ونجاحها في اجتذاب ملايين المراهقين حول العالم أجبرعملاق التكنولوجيا الأمريكي "جوجل" على إعادة النظر في سياساته لاسيما مع الحظر الذي فرضه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على خدمات "تيك توك" التابعة لمجموعة "بايت دانس" الصينية في الولايات المتحدة بحجة استخدام السلطات الصينية لها في التجسس على الولايات المتحدة لصالحها، دون أن يقدم دليلاً رسمياً على تلك الاتهامات.
وللبرهنة على النجاح الكبير الذي حققته منصات الفيديو الاجتماعي، يمكننا مراقبة عشرات المسابقات الدولية التي يتم تنظيمها لهواة تصوير المقاطع القصيرة التي تتراوح مدتها بين ثلاث إلى خمس دقائق، كتلك المسابقة الدولية التي نظمتها تايوان مؤخرا للمبدعين حول العالم ووصل مجموع جوائزها لنحو خمسين ألف دولار أمريكي، وغيرها من المسابقات الدولية الأخرى التي غيرت مفهوم "الفيلم القصير" بفضل تلك المنصات.
تنامي ملحوظ في أعداد المستخدمين
وتشير تقديرات شركة "فيسبوك" الأمريكية إلى أن مقاطع الفيديو القصيرة التي يتم تداولها عبر المنصة تجذب ملايين المشاهدات الجديدة يوميا، بينما يشاهد المقاطع القصيرة على منصة تويتر نحو 82% من مستخدمي المنصة المتخصصة في بث التغريدات القصيرة بالأساس. وخلال عام 2020، نمت منصة "تيك توك" خمس مرات مقارنة بعام 2019، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وباء كورونا الذي تسبب في مضاعفة معدلات استخدام تيك توك خلال فترات الإغلاق وبات التطبيق الأكثر تنزيلًا في العالم. وقبل بضع سنوات، كان مستخدمو "سناب شات" يشاهدون 10 مليارات مقطع فيديو يوميًا على منصة الفيديو، ومع هذا التنامي المطرد لجأت الشركة لمضاعفة عمليات الاستحواذ على شركات مبتكرة مثل شركة الواقع المعزز Cimagine Media و 3D & VR وتطبيق اكتشاف الأجهزة المحمولة Vurb، مع إطلاقها لنظارات سنابشات، وهي أول جهاز يمكن ارتداؤه لتحسين تجربة الفيديو الاجتماعي.
كما استجابت منصة "بينترست" الدعائية الشهيرة لتلك المتغيرات من خلال إطلاق منصة إعلانات فيديو عبر الهواتف للمسوقين والناشرين، ونجحت في اتاحة مقاطع الفيديو الدعائية للعلامات التجارية وعززت من إمكانية الوصول المشوق للمستهلكين، وذكرت Pinterest أن "مقاطع الفيديو الملهمة" زادت بنسبة 31٪ خلال عام واحد.
مؤشرات متفائلة
وفقا لشركة "ستاتيستا" المزودة لأرقام وإحصاءات السوق والمستهلكين، فمن المتوقع أن يصل الإنفاق الإعلاني في قطاع إعلانات الفيديو في العالم إلى 37.418 مليار دولار أمريكي خلال العام الجاري. كما سينمو الإنفاق الإعلاني بمعدل نمو سنوي حتى عام 2025 بنسبة 5.1٪، مما ينتج عنه حجم سوق يبلغ 45.576 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025 مقابل 21 مليار دولار عام 2017.
وتقول الشركة إن تقنية الأجهزة المحمولة ستبقى المحرك الرئيسي للتطورات في إعلانات الفيديو في الأعوام المقبلة كما ستسمح قوة المعالجة العالية للأجهزة المحمولة جنبًا إلى جنب مع سرعات اتصال الإنترنت بتكنولوجيا الجيل الخامس 5G الجديدة بتنفيذ استراتيجيات إعلان فيديو بالهواتف أكثر تعقيدًا، وسوف تسمح تقنيات مثل البث المباشر أو الصور البانورامية بزاوية 360 درجة أو مقاطع فيديو الواقع الافتراضي بجعل بيئة إعلانات الفيديو جذابة بشكل متزايد.
وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية سوق الإعلانات عبر الفيديو بسوق يبلغ 14.7 مليار دولار، تليها الصين بنحو 7.5 مليار دولار، ثم 2.5 مليار دولار لليابان، ثم 1.5 مليار دولار للمملكة المتحدة، ثم المانيا بنحو 1.2 مليار دولار, وذلك بنهاية العام الماضي. وفي منطقة الشرق الأوسط، تنفق الشركات في مصر نحو 68 مليون دولار على الإعلانات عبر الفيديو، مقابل 94 مليون دولار في المملكة العربية السعودية، ونحو 135 مليون دولار في الإمارات، وحوالي 105 مليون دولار في تركيا.
ويقول 89٪ من مسوقي الفيديو أن المقطع يمنحهم عائد استثمار جيد، فيما يعتقد 83٪ من مسوقي الفيديو أن المقاطع القصيرة تساعدهم في إنشاء قوائم العملاء المحتملين، وقام 95٪ من جهات تسويق الفيديو بزيادة معدلات الإنفاق على الفيديو أو الحفاظ عليه في عام 2020.
استجابة المستهلكين للتسويق عبر "الفيديو"
تشير إحصائيات الفيديو عبر الإنترنت إلى أن الأشخاص يشاهدون ما متوسطه 16 ساعة من الفيديو عبر الإنترنت في الأسبوع بينما يقول 84٪ من الأشخاص إنهم اقتنعوا بشراء منتج أو خدمة من خلال مشاهدة فيديو لعلامة تجارية.
ووفقًا لشركة جوجل، فإن يوتيوب يصل إلى عدد أكبر من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 49 عامًا في المتوسط في الأسبوع مقارنة بجميع شبكات تلفزيون الكابل مجتمعة، كما أن وقت مشاهدة مقاطع الفيديو المتعلقة بالتسوق على يوتيوب زاد في الولايات المتحدة بأكثر من 5 أضعاف خلال العامين الماضيين، وأكثر من 55٪ من المتسوقين يستخدمون الفيديو عبر الإنترنت أثناء التسوق فعليًا في المتجر، فيما يفضل 66٪ من المستهلكين مشاهدة مقطع فيديو على القراءة عن منتج، كما أن حوالي 68٪ من الأشخاص سيشاهدون فيديو النشاط التجاري بالكامل إذا كانت مدته أقل من دقيقة واحدة، أما إذا زادت مدته عن 20 دقيقة فسوف تصل تلك النسبة إلى 25٪ فقط من الأشخاص.