في يومه العالمي.. كيف ينتقل ”الجذام” بالتنفس على نهج ”كورونا”؟
محطة مصريصادف اليوم الخميس الموافق الـ 28 من يناير، اليوم العالمي لمرض الجذام، وهو مرض ناجم عن العدوى البكتيرية، ويؤثر على أعصاب الأطراف والجلد وبطانة الأنف والجهاز التنفسي العلوي، وهو مرض معدى وينتقل من الشخص المريض إلى الصحيح من خلال التنفس.
وفى السطور التالية يقدم لكم موقع "محطة مصر"، أبرز المعلومات عن مرض الجذام، وكيفية انتقاله وأعراضه..
ما هو الجذام
يُصنف الجذام، أو مرض "هانسن"، نسبة للطبيب الذي اكتشف الجرثومة المسببة له، واحدًا ضمن قائمة من الأمراض المزمنة التى يصاب بها الإنسان، وهو مرض جلدى معد يصيب الإنسان، نتيجة تعرضه وإصابته بعدوى بكتيرية، مما يؤدي إلى تقرحات جلدية شديدة تؤثرعلى أعصاب الأطراف والجلد وبطانة الأنف والجهاز التنفسى العلوي.
تاريخ ظهوره
يعد الجذام من أقدم الأمراض المسجلة فى قوائم الأمراض بالتاريخ، وظهر منذ مئات السنوات، ومازال منتشرًا وشائعًا في العديد من البلدان، وخاصة التي تتعرض لمناخ مداري أو شبه استوائى، حيث وجدت شهادات تؤكد إصابة الإنسان به في أقدم حضارات الصين ومصر والهند، مع نبذ المريض حتى لا العدوى.
ما هي أعراضه؟
تتباين أعراض مرض الجذام بين أعراض طفيفة مثل، تقرحات جلدية وضعف بالعضلات وتلف بالأعصاب، وقد تتطور الحالة إلى تشوهات شديدة وإعاقات كبيرة لدى بعض المصابين، نتيجة لإستهدافه الحبل الشوكى.
فبمجرد ما يصاب به الإنسان، يحدث له ضعف بالعضلات مع الشعور بتخدير في اليدين والذراعين والقدمين، تصاحبها بعض التقرحات، بجانب ظهور آفات بالجلد تؤدي إلى انخفاض الإحساس باللمس ودرجة الحرارة والألم، بلون أبيض فاتح من لون البشرة الطبيعي، أو اللون الأحمر نتيجة للالتهابات، فضلًا عن جفاف شديد فى الجلد، وتورم الوجه وتغيير لونه، وسقوط شعر الحاجبين والرموش.
كيف ينتقل الجذام؟
يصبح الجذام معديًا، من خلال ملامسة الإفرازات المخاطية للشخص المصاب، أو التقاط الرذاذ الصادر عند العطس والسعال، فى حين لا ينتقل المرض عن طريق مصافحة الشخص المريض أو الجلوس بجانبه، كما لا ينتقل من الام الحاملة للمرض لجنينها، أو أثناء الاتصال الجنسى.
فترة حضانة المرض
يعد مرض الجذام رغم كونه بكتريا معدية، إلا أنه غير قوي العدوى، فقد لا يظهر المرض بعد العدوى مباشرةً، حيث تنتشر البكتيريا المسؤولة عن الجذام ببطء حيث تبلغ متوسط فترة حضانة المرض، وهي الفترة الواقعة بين الإصابة وظهور الأعراض الأولية، 5 سنوات، فى حين لا تظهر الأعراض في بعض الحالات إلا بعد 20 عامًا، حسبما ذكرت لمنظمة الصحة العالمية.
أنواع الجذام
1. الجذام الدرني أو الجذام السلي: وهو يظهر على شكل بقعة أو بضع بقع تصيب الجلد، بلون شاحب مع تقشير مستمر بالجلد، إلا أنه أقل أنواع الجذام انتشارًا بين الأنواع الأخرى.
2. الجذام الورمي: ينتشر هذا النوع على مساحة أوسع من الجلد، ويسبب الطفح الجلدي، ويرافقه ضعف بالعضلات، ويستهدف الأنف، الكلى، والجهاز التناسلي الذكري، وينتقل بسرعة أكبر عن نظيره.
3. الجذام الحدي: يعاني فيه المصاب من نفس أعراض النوعين السابقين.
مضاعفات الجذام
يشتد المرض بالأشخاص المصابين بالجذام، ما لم يتلقوا الرعاية الكافية، وقد تصل الأعراض لمضاعفات منها، العمى، تشوه الوجه الشديد، العقم، الفشل الكلوي، انسداد دائم بالأنف ونزيف مزمن، بالإضافة لبتر الأطراف فى بعض الحالات، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض.
كيف يتم معالجة الجذام؟
تستخدم المضادات الحيوية فى معالجة الجذام، من فترة ستة أشهر وحتى عام، أو قد تستمر بناءً على نوع الجذام نفسه، فى حين تستخدم العقاقير المضادة للالتهاب للسيطرة على الألم والضرر بالأطراف، مع الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية، ويصل عدد المصابين بالجذام على مستوى العالم حوالى 211009 حالة إصابة جديدة، وفقًا لأحصائيات عام 2017، وذلك طبقاً للأرقام الرسمية المأخوذة من 159 بلداً في الأقاليم الستة التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وجدير بالذكر أنه تم القضاء على الجذام فى الصعيد العالمي عام 2000، بوصفه من مشاكل الصحة العمومية (وهو ما يُعَرَّف بمعدل الانتشار المُسجل بواقع أقل من حالة واحدة لكل 10000 نسمة)، وعُولِج ما يربو على 16 مليون مريض بالجذام باستخدام العلاج بالأدوية المتعددة على مدى ال20 عاماً الماضية.
فيلم يوم الدين
لم تهتم السينما التسجيلية والروائية بمرض الجذام، أو حتى دمج أصحاب ذلك المرض، إلى أن فعلت السينما الروائية فى فيلم "يوم الدين"، وظهر بطل الفيلم شخصًا من مرضى الجذام، كما حصل الفيلم على أعلى الأصوات من لجنة اختيار الأفلام المصرية المرشحة للأوسكار.
مستعمرات الجذام
قد لا يمثل الجذام مشكلة صحية بمصر، ولكن يوجد مستعمرتين بمصر، توجد الأولى بأبو زعبل محافظة القليوبية، وأنشأت عام 1933، وهى خالية من المرض منذ 1984، كما تتواجد الثانية بالعامرية بمحافظة الأسكندرية وأنشأت عام 1948، وذلك قبل توافر العلاج فى جميع العيادات وبمنظمة الصحة.