في ليلة خير من ألف شهر.. مسلمو العالم يودعون شهر رمضان بقلوب ظمأى
ياسر خفاجي محطة مصرفي مشهد مهيب ودع الملايين من المسلمين حول العالم ليلة أمس شهر رمضان مع اقتراب نهايته في ليلة خير من ألف شهر ليلة الـ 27 من رمضان، حيث تمثل مكانة خاصة لدى المسلمين لاعتقادهم الراسخ أنها ليلة القدر، فيجتهدون في الدعاء والتضرع إلى الله طمعا في تحصيل ثوابها والتي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أنها تكون في الليالي الوترية من العشر الأواخر.
اكتظت بيوت الله بالمصلين ورفعوا أكف الضراعة إلى السماء راجين من المولى -عز وجل- عفوه ومغفرته والعِتق من النيران، واقتضت حكمة الله أن يُخفي ليلة القدر في رمضان ليجتهد الصائم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ *سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3-5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضاء الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان، حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.
ويتعرض المسلمون في هذه الأيام المباركات إلى نفحات كثيرة فالنفحة الكُبرى والنعمة العُظمى هى شهر رمضان وبداخله النفحات التى يجب على كلِّ مسلم أن يتعرَّض لها عسى أن يُرزق القبول والعِتق من النيران ومن بين هذه النَّفحات الليلةُ المباركة التى هى خَير من ألف شهر ألا وهى ليلة القدر قال تعالي: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن لله فى أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها لعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقي بعدها أبدا «ومن أجل هذه الأيام التى تفضل الله بها على الحبيب صلى الله عليه وسلم وأمته ليله القدر التى عبادتها وقيامها يعادل عبادة ألف شهر أى ما يقرب من 84 سنة وحول فضل تلك الليلة وثوابها وكيفية الاستعداد لها.
الأدعية المستحبة في ليلة القدر
اللهم في ليلة الـ27 من شهر هو أحب الشهور إليك اشملنا يا ربنا بعفوك ولطفك وجميل إحسانك، إلهنا وخالقنا ورازقنا، ليس في الوجود ربٌ سواك فيُدعى، وليس في الكون إله غيرك فيرجى، اللهم وسّع أرزاقنا، واشف أمراضنا، واحفظ أولادنا، وارحم آباءنا وأمهاتنا وجميع أهلنا.
اللهم إنَّا نسألك في هذه الليلة العظيمة يا الله يا مَن وَسِعَتْ رحمتُه كلَّ شيءٍ أنْ تكشف عنَّا وعَن العالمين الضُّر، وأنْ تقيَنا كلَّ مكروهٍ وشرّ، وأن تحفظ علينا أمنَنَا وسَلَامتنا، وأن ترزقنا طمأنينةَ الصِّلة بك، وأن ترُدَّنا إليك ردًّا جميلًا؛ إنَّك يا ربنا علىٰ ما تشاء قدير.
اللهم إنا تتوسل إليك في هذه الليلة العظيمة، باسمك الواحد الأحد، الفرد الصمد، وباسمك الأعظم أن تتقبل صيامنا وقيامنا وصلاتنا وصالح أعمالنا، ونسألك أن تفرّج عنا وتعافنا وتعفو عنا.
اللهم بلغنا ليلة القدر ولا تحرمنا بركاتها وأجرها وعتقها واجعل لنا فيها دعوة لا ترد وباباً إلى الجنة لا يسد واكتبنا من عتقائك من النار ووالدينا ومن نحب.
اللهم اجعلنا في هذه الليلة المباركة مقبولين بكرمك مكفولين بذكرك مشمولين بعفوك، وأتمم علينا عافيتك وأسعدنا برضاك واجعلنا ممن نظرت إليهم فرحمتهم وسمعت دُعاءهم فأجبتهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفوَ فاْعفُ عنا.
اللهم يا رازق السائلين يا راحم المساكين وياذا القوة المتين ويا خير الناصرين يا وليّ المؤمنين يا غيّاث المستغيثين إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً وعملا صالحا متقبلا، وجسدا على البلاء صابرا، وأسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين، اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك.