مسجد عمره 300 عام يثير الجدل.. تعرف على ”المحلي” أقدم آثار رشيد

ناقشت الدكتورة درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار، خلال الأيام الماضية طلب الإحاطة المقدم من النائب هشام الجاهل بشأن ترميم، ورفع كفاءة مسجد المحلي برشيد في محافظة البحيرة، حيث أكد أن مسجد المحلي يماثل مساجد السيدة زينب، والحسين في الروحانية بالنسبة لأهالي رشيد ويرجع تاريخ إنشائه إلى ما يقرب من 300 عام.

وفي هذا الإطار أوضح المهندس مجدي أبو عيد، مدير عام الإدارة العامة للشئون الهندسية، أن وزارة الآثار قامت بالتعاقد مع إحدى الشركات منذ 2008 ودفعت الأوقاف مبلغ 6 مليون ونصف جنيه لوزارة الآثار، لاستكمال تجديد مسجد المحلي.

ولكن توقفت أعمال الترميم أثناء ثورة يناير، ثم تم تحويل المبلغ إلي مشروعات أخرى تابعة للأوقاف تقوم الآثار بترميمها، بسبب خلافات قانونية خاصة بترميم مسجد المحلي، وبالفعل تقدموا لوزارة التخطيط لإدراجه في أعمال الترميم في الخطة الجديدة.

 

كما تحدث النائب نادر عبدالمنعم، وكيل لجنة الثقافة في هذا الموضوع أيضًا، وأشار إلى أنه ورد في بعض الصحف أن مجلس الوزراء قد وافق في اجتماعه الأخير على التعاقد مع إحدى الشركات، لتنفيذ البنود المستجدة في أعمال ترميم مسجد المحلي برشيد، وذلك في إطار خطة الدولة لإعادة إحياء المباني التاريخية وإضفاء طابع حضاري عليها.

 

وأكد كذلك أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، أن الوزارة قامت بتسجيل 1300 أثر إسلامي من مساجد وقباب، وأن تسجيل الأثر لا يخضع للأهواء الشخصية ولكن يخضع إلي لجنة فنية متخصصة، واللجنة مستمرة في تسجيل الآثار خاصةً التحف المنقولة للحفاظ عليها من السرقة، مشيراً إلى أن عملية تسجيل الآثار كان آخرها قبة العيدروس، ومشكاوات الرفاعي.

 

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتسبب فيها هذا المسجد في جدل، فقد أثار أهالي رشيد في محافظة البحيرة جدل واسع في فبراير الماضي عندما بدأ مسئولو الآثار بالمدينة في ترميم مسجد المحلي الأثري بالطوب الأسمنتي، وهو ما اعتبره سكان رشيد، وعلماء الآثار تشويهًا للأثر الإسلامي، كما طالبوا بتوضيح الأمر ومدى قانونيته، وطلبوا تدخل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنقاذ ما تبقى من أثار رشيد.

جدير بالذكر أن مسجد المحلي بني برشيد في عام 1722 في العصر العثمانى، ويعتبر ثانى أكبر مسجد أثرى بمحافظة البحيرة بعد مسجد زغلول، ويقع وسط السوق العمومى بمدينة رشيد.

وتبلغ مساحة المسجد حوالي 2300 متر، حيث يضم 4 مداخل رئيسية وبه 99 عمودًا ويبلغ ارتفاع مئذنته حوالي 19 مترًا، كما يوجد به ضريح سيدي "على المحلى" الذي توفي عام 90 هجرية، وهو عبارة عن حجرة مربعة ذات بابين في الشمال والجنوب، وعلى كل باب حجر بارز تتوسطه حلية متوجة بعقد ثلاثي وزخرفت بتوشيحات العقود بالجص، وصُنعت مقصورة الضريح من الخشب.

اقرأ أيضًا| مسجد السلطان برقوق.. أحد أفضل 10 زيارات افتراضية لأروع الأبنية في العالم

كما يطل المسجد على واجهتين شرقًا وجنوبًا، وتبدأ الواجهة الشرقية في الطرف الشمالي بالكتاب وحجرة الإمام، وتحتوي كذلك على 3 مداخل بارزة وشباك السبيل المصنوع من النحاس، والذي تحيط به أشرطة من الرخام وتعلوه مظلة يعلوها شباك مزدوج مكون من قسمين معقودين بينهما عمود رخامي.

أما الواجهة الجنوبية فتضم مدخلًا مشابهًا لمداخل الواجهة الشرقية، ويضم المسجد كذلك مكتبة زاخرة بالكتب والمخطوطات الإسلامية، وإذا انتقلنا إلى المحراب فسنجد أنه عبارة عن نصف دائرة يتوسطها عمودان من الرخام يحملان العقد المدبب بطاقية مزينة بالخوصات.

كما سنجد أن المنبر مصنوع من مجموعة متنوعة من الأخشاب، ومزين بكتابات بخط النسخ، وتقع مئذنته المكونة من 3 أدوار في الزاوية الجنوبية الشرقية ويوجد بها شرفة تقوم على مقرنصات تزينها زخارف جصية.

اقرأ أيضًا| الأقصى...من أهم ثلاث مساجد يشد المسلمون الرحال إليها