رمضان في المغرب تسامح وتزاور.. والفنار وآلة الغيطة أشهر الطقوس
آية ممدوح محطة مصرمع تنوع الثقافات والمورثات الشعبية تختلف العادات والتقاليد بين الشعوب ولعل أبرزها ما يشهده شهر رمضان المبارك من طقوس تميز شعوب الدول الإسلامية عن بعضها، من بينهم المغاربة حيث تشهد الأسواق إقبالا ملحوظا إلى جانب المائدة الرمضانية، فضلا عن إقامة الصلاة والحفاظ على صلة الرحم.
مكونات المائدة الرمضانية المغربية:
تُعَدّ المائدة الرمضانية في المغرب من أفضل الموائد العربية وأشهرها بالطعام الشهي على الإطلاق، وتجتمع العائلة المغربية حولها وهي عامرة بأشهى المأكولات المغربية اللذيذة، ويأتي في مقدمة الأكلات الشعبية المغربية طبق”الحريرة” وهي حساء غليظ من الحمص والعدس والشعيرية مخلوطة بالكزبرة والبقدونس والكرافس والطماطم والبصل، بالإضافة إلى الأكلات الأخرى مثل خبز “البغرير” و”الرغايف” و”السلو” وهو معجون الدقيق والزبدة والسكر معاً و”الشباكية” المصنوعة من الدقيق الأبيض والعسل والسمسم وماء الورد و”الكسكس” الذي يُعد وجبة شعبية مفضلة في المغرب العربي شأنه شأن الكبسة التي تُعد الوجبة المفضلة لدى معظم أبناء الخليج العربي.
اقرأ أيضاً
- مفاجأة.. وزير النقل يكشف أسباب تكرار حوادث القطارات في الآونة الأخيرة
- في ليلة النصف من رمضان.. ردد هذا الدعاء
- ”الصحة” تدعم أهالي سوهاج بـ33 طبيبا لمكافحة ”كورونا”
- مستقبل وطن بقنا يواصل حملة ”معاكم” لمواجهة كورونا
- محافظ قنا يوجه بتوفير الدعم لإنجاز المشروع القومي لتطوير القرية المصرية
- المغرب: مستعدون لزيادة استثماراتنا في سلطنة عُمان عبر ”رؤية 2040”
- رئاسة الطائفة الإنجيلية تحتفل بالقيامة بدون جمهور
- رئيس الوزراء يتابع موقف توسعة وتطوير الطريق الدائري
- مصمم أزياء يطالب محمد رمضان بثمن «بدلة» بعد عرض مشهدا من «موسى»
- الفخراني” يبحث عن نجله الوحيد.. تفاصيل الحلقة 13 من مسلسل ”نجيب زاهي زركش”
- إصابة مجند شرطة إثر اصطدام سيارة نقل بكمين إسنا بالأقصر
- للقضاء على خوفه.. عازف كمان يقيم حفلة موسيقية في الجو
دور العبادة في رمضان في المغرب:
وتسطع أنوار المساجد في صلاة العشاء والتراويح بحيث تضيق بالمصلين فأصبح من المعتاد أن تتراص صفوف طويلة خارج المساجد وعلى قارعة الطريق لأداء الشعيرة، ليتفرق الجمع بعدئذ بين من يعود الى بيته ليعيش أجواء أسرية خاصة، ومن يقصد المقاهي التي تنتقل ذروة نشاطها الى الليل في سهر ممتد الى وقت ما قبل السحور، تتناسل حول طاولاتها نقاشات السياسة والرياضة وأحوال المجتمع أو تحتدم على رقعتها مباريات لعب الورق.
وبقدر ما تتعزز مظاهر التدين في رمضان المغربي وتزدحم المساجد بزوارها وتزدهر مشاريع الخير والإنفاق على الفئات المحتاجة والإسراع الى صلة الرحم والإطعام من خلال موائد الرحمن، التي باتت تشرف عليها جمعيات أهلية، فإنه في المقابل يكشف عن تناقضات سلوكية غريبة لدى شرائح تعيش الصوم في النهار وحياة السهر والمجون أحيانا بعد مدفع الإفطار.
رمضان فرصة للقضاء على البطالة:
كما يمثل شهر رمضان في المغرب فرصة للذين يعانون من مشكلة البطالة كي يخرجوا منها ولو بشكل جزئي أو مؤقت أو موسمي، فتظهر لهم وظائف رمضانية مثل بيع السلع المختلفة التي يهتم بها الناس في هذا الشهر الكريم، وبالرغم من أن هذه الوظائف تظهر في مناسبات أخرى، كالمولد النبوي والأعياد، إلّا أن طول شهر رمضان يوفر لصاحبها دخلاً معقولاً، كما أن بعض المغربين يترك مهنته الدائمة، ليعمل في أعمال وحِرف رمضانية توفر له دخلاً أكبر حتى لو كانت لمدة شهر واحد.
الشوارع في نهار رمضان في المغرب:
وكذلك تتحول شوارع المدن الكبيرة والصغيرة والأحياء المغربية إلى أسواق تعرض منتجاتها على جانب الطرقات، فهناك بائعات الحلوى والخبز اللذيذين، وهناك مجموعات من الطبَّالين والمدَّاحين والموسيقيين، والمُقرئين ومربّي القرود، وباعة الأعشاب والأدوية الطبية المستخلصة من الطبيعة.
الطقوس الرمضانية في المغرب:
في هذا الشهر الكريم، تتجدد الكثير من الطقوس المؤثرة التي تستمد قوتها من التراث الشعبي المحلي، ومن أشهر هذه الطقوس التي انتشرت في هذا الشهر الكريم:
الفنار:
هو رجل يحمل طبلاً بلدياً قديماً أو مزماراً ينادي به الناس استعداداً للسحور، وهو عنصر أساسي في معادلة أعراف المجتمع لا يفارق الأزقة والدروب والسكان في بلد المغرب.
آلة الغيطة:
من أشهر الآلات التي اشتهرت لدى الشعب المغربي العريق، التي يزيد العزف عليها جمالاً وطابعاً شعائرياً مغربياً أصيلاً، يَستحضر خلاله الإنسان كينونته العريقة، هذا بالإضافة إلى حميمية وجمال الجلسات الشعبية التي تجمع العائلات والأصدقاء على موائد الإفطار الرمضانية، فرمضان في المغرب أكبر هدف للتسامح والتزاور والاجتماعات العائلية الحميمة التي ساعدت على انتشار وتوطيد أواصر المحبة والود والاحترام بين الأسر المغربية.