”مصنع جراجوس ”اقدم مصنع للخزف ومنتجاته تصدر لفرنسا...تفاصيل
مريم جمال محطة مصر
في أحد الحواري الضيقة والازقة التابعة لقرية جراجوس مبني قديم يعود الي اربعينيات القرن الماضي تهالكت جدرانه وحفرت علامات الزمن عليه ، يوضع اعلاه لافتة قديمة اختفت ملامحها بفعل عوامل الزمن ومرور السنوات .
لو كنت ناحية تلك البوابة الحديدية الكبيرة ستجد العديد من الايادي المتعاصة طين يشغل بال كلا منهما صناعة تحفة خزفية ما بين اطباق وطواجن .
اقرأ أيضاً
- محافظ قنا يتفقد مستشفيات فرشوط وبينهم العزل الصحي ..صور
- محافظ قنا يشدد على المواصفات الفنية و القياسية للطرق خلال متابعة أعمال رصف بفرشوط lصور
- تحويل خط المياه المعارض لخط السيب في الاقصر
- 39 مليون جنية ..مقرررات تموين الاقصر خلال شهر ابريل
- محافظ قنا يقدم واجب العزاء لأسرة عامل بفرشوط توفي أثناء عمله
- بدون حضور شعبي..أسقف قنا يترأس قداس سبت لعازر بدير المحروسة
- ضياء السيد : لست غريبًا عن سيراميكا كليوباترا
- بعد تحريك أسعار الوقود .. محافظ قنا يعلن عن تخصيص خط ساخن لتلقي الشكاوي
- صحة قنا تنظم قافلة طبية مجانية بقرية الأشراف الشرقية ضمن مبادرة ” حياة كريمة ”
- التأخيرات والتهدئات المتوقعة بقطارات اليوم السبت 24-4-2021
- ”القاهرة الكبرى” تحتفل باليوم العالمي للكتاب
- تعرف على أجر صافينار للظهور في ”شيخ الحارة والجريئة”
"محطة مصر" ترصد لكم تاريخ أقدم مصنع للخزف تم بناؤه منذ خمسينيات القرن الماضي وتوقف وأعيد تشغيله أكثر من مرة، وكلما ترك تاريخه كست علامات الزمن الجميل جدرانه وتم اغلاقه .
تاريخ المصنع
تاريخ مصنع خزف جراجوس إلى عام 1966، حيث أنشئ على يد الراهب الفرنسي استيفان ديمون الذي كان يقيم بمصر، والسبب الرئيسي في إنشائه إيجاد نشاط آخر بجوار حرفة الزراعة التي كانت الحرفة الوحيدة بمنطقة جراجوس التي يقع بها المصنع.
ووقتها أسس الأب هنري أمين عيروط، مؤسس الجمعية الكاثوليكية للمدارس المصرية (جمعية الصعيد للتنمية حالياً)، فهو أول من لفت النظر إلى قرية جراجوس .
حيث أقام في القرية موفدا من "الجزويت" وأنشأ بها مدرسة ابتدائية، وفي عام 1945 جاء راهبان من الجزويت حيث تعلموا العربية وأحبوا جراجوس وأقاموا بها واستأنسوا بأهلها،وحاول الفرنسيون تنمية القرية من خلال آباء الجزويت الوافدين للكنيسة الكاثوليكية، وتعود فكرة بناء مصنع الخزف بالقرية إلى مسيو لوفريه أحد.
وكان أفراد البعثة الأثرية، قد تحمس لها الأب مونجولوفييه الذي استعان بالمهندس حسن فتحي لبناء هذا المصنع،ونجع عدد من الفرنسيين والسويسريين، في تعليم أبناء القرية صناعة الخزف بكافة جوانبها الحرفية والكيميائية والتشكيلية بداية من 1955 حتى اكتسبوا مهارة عالية، مكنتهم من إقامة أول معرض لهم بالقاهرة في تلك الفترة.
وتشهدت صناعة الخزف بجراجوسفي معرضها الاول منتجات من البيئة الزراعية التي اندثرت في الصعيد مثل النورج والمحراث البلدي مؤكداً أن الصناعة تمر بعدة مراحل حيث أنه يتم جلب الطين من منطقة أبو الريش بأسوان.
وبعد رحيله تسلمه العمال الموجودون بالمصنع، وتولوا الاهتمام به واستكمال العمل حتى أصبح ملكا لهم، وبعدها تم إشهار المصنع كشركة مصرية لاستكمال الإجراءات الحكومية والتأمينية.
الهجمات الارهابية
وفي تسعينيات القرن المضاي تعرضت مصر لهجمات تتارية من قبل جماعات مسلحة ارهابية تحت ستار الدين واطلقت علي نفسها عدة اسماء منها "الجماعات الاسلامية" وترعرعت تلك الجماعات في عدة قري ونجوع بصعيد مصر للاسف نتيجة غياب العديد من الخدمات وانتشار الفقر والجهل الذي لايزال الكثير من الصعايدة يعانون منه حتي اليوم .
في ذلك الوقت وقعت جمهة ارهابية علي معبد الدير الغربي "حتشبسوت" وراح ضحيته عدد من السائحين ومنذ ذلك الوقت وعانت السياحة كثيرا في مصر وتوقفت اغلب القري السياحية وغيرها من الصناعات التي كانت تعتمد اعتمادا كبير علي السياحة .
قال أمجد جريس، أحد الصناع، أن المصنع كان يعج بالعدد من العمالة الذين تربوا في هذا المصنع ولكن منذ توقف السياحة توقف معها كل شئ وبدأت الصناعة في الانحدار .
وأشار الي أن المصنع كان يأتي اليه السئحون من كل مكان ويقتني الكثير منهم التحف الخزفية التي كانوا يحرصون علي شرائها من المصنع .
احياء التراث
وبعد مرور عدة سنوات وتحديدا في العام 2019 وبعد رحيل الكثير من العمالة ووفاة كبار الصناع بدأ القائمون علي المصنع الذي يوجد داخل كنيسة الاقباط الكاثوليك في التفكير خارج الصندوق وجاء اليهم «مشروع تنمية قرية جراجوس لإحياء صناعة الخزف» من غرفة الصناعة وعج المصنع من جديد بالايدي الشغالة واصبح كخلية نحل تجمع بين الحداثة والخبرة كبار السن والشباب الذي يسعي كلا منهم الي النهم واكتساب خبرات ومهارات جديدة وادخال اليات حديثة الي المصنع وافران تعمل بنظام الكهرباء بدلا من القيدمة الموجودة في المصنع فضلا عن استخدم فورم حديثة .
ولكن بعد مرور فترة فوجئ القائمي علي المصنع بنزاع قضائي بينهم وبين شرائهم في المصنع بسبب عدم ابلاغهم بذلك المشروع وهو ما دفع الكنيسة القبطية الكاثوليكية الي رفع الدعوي بصتهم شركاء لهم بالمصنع وبالفعل حكم القضاء لصالحهم ،وتوقف الانتاج واغلق المصنع .
مطالبات
وطالب العديد من أهالي قرية جراجوس الاب ابراهيم بطريريك الكاثوليك بالاسكندرية بضرورة فتح المصنع واعادة تشغيله مرة أخري حفاظا علي هوية تلك القرية التي ارتبط اسمها بهذا المصنع .
وهو ما أكد عليه اسامه الغزالي ، أحد أبناء القرية ، أن هذا المصنع يصل عمره الي أكثر من 75 عاما وارتبط اسم جراجوس بهذا المصنع الذي علم كل شاب وفتأة ، مسلم ومسيحي ،ارثوذكسي وكاثوليكي ، فالقرية لايوجد بها بيت لم يتعلم أحد صناعة الخزف في هذا المصنع ، وحتي اذا وقع خلاف فنرجوا الا يكون هذا زريعة لؤد هذه الصناعة بتلك القرية التي نالت شهرتها العالمية به .
وأشار صبري فواز، أحد أهالي القرية ، أن منتجات جراجوس كانت موجودة في قصور فرنسا وهو ما اكتشفه الرئيس الاسبق الراحل محمد حسني مبارك عندما كا موجود هناك واعجب بما يحتسي فيه الشاي ووقتها ذكر له أنه مصنع في قرية بصعيد مصر تسمي جراجوس ووقتها طلب فور عوجته بزيارة هذا المكان الي أن حلت كارثة ضرب دير حتشبسوت ووقع الكثير من التغيرات وقتها وذهبت الزيارة مع الرياح ،وهذه رواية معروفة هنا في القرية .
وطالب الاهالي الانبا ابراهيم اسحاق بطريرك الكاثوليك بالاسكندرية، والانبا عمانوئيل مطران طيبة للاقباط الكاثوليك بضرورة اعادة النظر في هذا الشان واعادة فتح هذا المصنع من جديد .