”الإمام الطيب”: بعض الشعوب لا تزال تؤمن بأنها مختارة من الله
ميار مختار محطة مصريقدم شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب" والذي يعرض للموسم الخامس، على التوالي، ويعد البرنامج واحدا من أهم البرامج التي تقدم محتوى ديني عبر شاشة التلفزيون كما أنه من أهم البرامج في شهر رمضان والذي يتابعه الملايين من المسلمين والمسلمات ليس في مصر فقط بل في أنحاء الوطن العربي كله، ويناقش البرنامج بدوره بعض التفسيرات والأمور الهامة في الدين، ويشرح بعض الأمور الملتبسة على الشعب المصري والمسلم.
- حول البرنامج
وبرنامج «الإمام الطيب» يذاع للعام الخامس عبر قنوات مصرية وعربية، وقد أطلق البرنامج في رمضان 2016م، ويتناول البرنامج في نسخته الخامسة خصائص الدين الإسلامي، ومظاهر وسطيته، وقواعد التكليفات الشرعية، ويسر الشريعة، ومصادر التشريع، والرد على الشبهات حول السنة النبوية والتراث، ويأتي البرنامج بصورة مكثفة على شاشة قناة "أم بي سي مصر" الفضائية.
نسيج التشريع الإسلامي
وأشار الإمام الأكبر، إلى أن قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" تتغلغل في نسيج التشريع الإسلامي، حيث أنها لا تقتصر فقط على حدود التكاليف الشرعية الفردية، وإنما تمتد لتشمل مقاصد الشريعة في حياة الناس، والذي يترتب عليها استقرار المجتمع، ومن ثم الحفاظ على الوحدة والنظام والتماسك الاجتماعي، مؤكدا أن ذلك يكمن في قوله تعالى"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وأيضا في قوله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" من سورة [آل عمران:110].
- لا ضرر ولا ضرار
وفي الحلقة الثامنة من برنامج "الإمام الطيب"، تناول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الحديث عن لفظ "لا ضرر ولا ضرار"، وأوضح فضيلته أنه حديث نبوي من صحاح الأحاديث، وهو قاعدة من القواعد الكلية التي تَشهَدُ بسماحة الشريعة الإسلامية ويسرها.
- محرم قطعا في الإسلام
وأوضح أن معنى: "لا ضرر" أي: يحرم إلحاق الضرر المحرم في الإسلام في في نفسه أو عرضه أو ماله أو في غيره، حتى ولو جاء الضرر نتيجة لفعل مباح قام به شخص، وأعتقد أنه من حقه، ولكنه يلحق به الضرر في غيره، كأن يقوم شخص ما بعمل معين في داره أو في ملكه، يترتب عليه بطبيعة الحال إلحاق الضرر بجاره في العيش.
- تفسير ولا ضرار
وقدم الإمام الطيب تفسيرا لقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "ولا ضرار"، ومعناها عدم جواز رد الضرر بضرر مماثل له، وذلك بسبب ما قد يترتب على هذا الأسلوب من تفشي الفوضى العارمة في قضاء الحقوق واستيفائها، والتي تؤدي بدورها إلى هدم البناء المجتمعي والإنساني، ويكون الحل هنا خو اللجوء إلى القضاء لتعويضه الضرر الذي لحق به.
- من تصرفات النبي
كما ذكر الطيب، أن الفقهاء استنبطوا تلك الرخصة من تصرفات نبي الإسلام محمد، وأيضا من سيرته على مدار سنين بعثته الشـريفة، وحياته أكبر دليل على تطبيق تلك المقولة، فقد عاش في مكة ثلاثة عشر عاما، عانى خلالهم هو وأصحابُه، وتحملوا ما لا يُطاق ولا يُحتمل، وكان ذلك على عدة مستويات سواء في الاعتقاد أو في القولِ و العمل، ولكنه صبر صلى الله عليه وسلم على كفرهم وإيذائهم له، دون أن يواجههم برد الإيذاء أو البغض، بل عاملهم باللين واللطف.
كما أنه ظل صابرا، ومأمورا بالصبر من ربه سبحانه وتعالى، حتى جائه الأمر بالهجرة إلى المدينة المنوَّرة، وأُذن له بالقتال، أيضا بأمر من الله سبحانه وتعالى.