إلياس الرحباني.. «طير الوروار» الذي حلق في سماء الموسيقى العربية
أحمد النجار القاهرة محطة مصرمع ظهور الأخوين الرحباني، شهدت الأغنية العربية تطورًا ملحوظًا، وساهم عاصي ومنصور الرحباني في تقديم أشكال وقوالب موسيقية معاصرة سواء على مستوى التوزيع أو اللحن.
كان لنجاح وانتشار موسيقى الرحبانية الأثر في تعاون موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب معهما في أكثر من عمل بأصوات مطربين مثل حليم وفيروز ونجاة الصغيرة، أو غناها عبد الوهاب بصوته مثل "حي على الفلاح" التي كتب كلماتها ووزعها الأخوين رحباني.
نجاح عاصي ومنصور لم يمنع شقيهما الأصغر إلياس الذي كان مولعًا بالموسيقى والتأليف من الظهور.
خرج إلياس من عباءة شقيقيه وأحب الموسيقى من خلالهما، لكنه قرر أن يحقق ذاته بعيدًا عنهما فاتجه إلى الدراسة الأكاديمية في روسيا، ورغم الصعوبات التي واجهها هناك إلا أنه أصر على استكمال رحلته.
عاد إلياس محملًا بالعلم والموهبة، لكنه سرعان ما غادر إلى فرنسا برفقة عائلته لينطلق من هناك إلى آفاق العالمية، بعد أن ألف ووضع العديد من المؤلفات والمقطوعات التي حققت انتشارًا كبيرًا، واستعان به راديو لبنان ليكون مستشارًا موسيقيًا له.
وضع إلياس ألحان غنائية شهيرة صافحت أصوات فيروز، ووديع الصافي، وصباح، ونصري شمس الدين، وماجدة الرومي، وباسكال صقر، وجوليا بطرس، وكان لحنه "طير الوروار" الذي غنت له فيروز واحدًا من أشهر الألحان التي انتشرت عربيًا وعالميًا، وأيضا لحنه الأشهر سهر الليالي.
وفي مجال التأليف الموسيقي وضع إلياس الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام المصرية الشهيرة، والتي دخل عدد منها في قائمة الـ 100 الأهم في تاريخ السينما المصرية مثل دمي ودموعي وابتسامتي، وحبيبتي وأجمل أيام حياتي.
لم يتاثر إلياس بنجاح شقيقيه بل عمل على أن يحقق ذاته بعيدًا عن اسميهما، ويقدم موسيقى عالمية معاصرة بمختلف الوسائل الفنية أغنية وسينما ومسرح.
عاش إلياس الرحباني حياته بالطول والعرض، وكانت الموسيقى والألحان هي السمة الغالبة عليها، لم يشغله في رحلته الحياتية سوى فنه وموسيقاه، حيث وضع ما يقرب من 2500 لحنًا حققت جميعها النجاح والشهرة، وتجاوزت شهرتها حدود العالم العربي.
ومنذ ساعات قليلة هبط طير الوروار الذي ظل يحلق في سماء الموسيقى لسنوات تجاوزت الـ 83 عامًا إلى الأرض، ليعلن استسلام جسد إلياس لفيروس كورونا الذي داهمه منذ أيام، لكن موسيقاه وألحانه ستظل باقية محصنة ضد أي فيروسات.