”عبلة الكحلاوي ” تدعو أسرة” رأفت الهجان ”علي الإفطار أثناء تصويره بالقرب من منزلها
أحمد النجار محطة مصرلايعرف الكثيرون أن الإعلامي عمرو الليثي درس الإخراج بالمعهد العالي للسينما وعمل مخرجا بالقناة الثالثة فور تخرجه مباشرة ثم قرر تغيير مساره ليصبح جالسا أمام الكاميرا مذيعا بدلا من الجلوس خلفها مخرجا
عمل عمرو الليثي مساعدا للمخرج الراحل يحيي العلمي في مسلسل رأفت الهجان وعايش مواقف كثيرة مر بها العمل في تصويره
ويتذكر الليثي بداية عملة بالمسلسل وعلاقته بالفنان الكبير الراحل محمود عبد العزيز بطل الحلقات ويقول : كان حظى أننى أقوم بتحفيظه الدور، فقد كان يحبنى منذ أن كنت صغيراً، وكان يطلق علىَّ اسم شخصية موجودة فى المسلسل كانت تسمى "جدعون شبطاى"، فكان يقول لهم: اندهولى "شبطاى"، وكان "شبطاى" المقصود به أنا، فأنا الذى أشبط فيه وأقعد أزن عليه بالبلدى عشان خاطر الملابس والإكسسوارات والراكورات وغيره وغيره، كنت أجلس مع محمود عبدالعزيز فترات طويلة، بحكم أننى مساعد المخرج، الذى أقوم بتحفيظه الدور، فكان يؤدى أمامى فى غرفة ملابسه الدور وهو يحفظ بأداء متقن بارع فى غاية الجاذبية والحساسية الشديدة جدا، فقد كان فناناً فذا عبقرياً.
ويروي الليثي موقفا من مواقف تصوير الحلقات ويقول : كان محمود عبدالعزيز فناناً صادقاً للغاية، بدأنا أولى حلقات المسلسل وأول أوردرات التصوير- كما يطلق عليها- بتصوير أصعب المشاهد، وهو مشهد وفاة "رأفت"، ذلك المشهد الذى أداه الأستاذ "محمود" على ترابيزة البروفات باقتدار، والآن مطلوب منه أن يؤديه فى الاستديو، لبس البيجامة، وجلس فى غرفته لفترة ليست بالقليلة يدرس الشخصية ويمعن فيها، وجاءت لحظة التصوير، ودخل محمود عبدالعزيز إلى غرفة نوم «رأفت». مشهد 1: "رأفت" ينام على سريره يصارع المرض ويقول لـ"هيلين"، فى لحظات فارقة: " يا هيلين خلى بالك على الأولاد، يا هيلين اتصلى بالمخابرات المصرية"، كان مطلوبا منه فى هذا المشهد أن يؤديه كما لو أنه يحتضر، وأن آلام السرطان قد أصابت جسده كما أصابت جسد رفعت الجمال، هكذا كتب صالح مرسى فى سيناريو هذا العمل البديع وصوره من أول مرة بإتقان شديد، صرخ فينا جميعاً فى الاستديو كأنه يصرخ فعلاً من الألم، لدرجة أننا جميعا كنا فى ذهول ونحن حوله، مساعدو الإخراج وفريق العمل. يسرا كانت واقفة أمامه لا تصدق هذا الشعور القوى الذى يخرج من محمود عبدالعزيز وهو يجسد ألم رأفت الهجان، وأدى المشهد فى قمة الروعة، وفى نهاية المشهد يموت رأفت الهجان، وتقف "هيلين" تصرخ وتقول: "لا لسه لسه فيه ألم تانى"، وقعدت تبكى "هيلين" أو تبكى يسرا، وبعدما أعلن المخرج يحيى العلمى: ستوب برافو، وقال: "بغافو" كما يطلقها دائماً، انتابت محمود عبدالعزيز هذا الفنان القدير حالة من البكاء الشديد داخل الاستديو ونحن نصفق له بإعجاب شديد .
ومن المواقف التي صادفها فريق العمل أثناء تصويره الذي كان يجري قبل عرض الحلقات مباشرة يعني التصوير كان علي الهواء مباشرة كما كان حال معظم الأعمال التي تعرض في رمضان خلال سنوات سابقة وأستمرت حتي وقت قريب
كان فريق المسلسل يصور أحد المشاهد الخارجية خلال شهر رمضان بمنطقة المقطم قبل موعد أذان المغرب وكانت المنطقة شبه مهجورة بسبب قلة المنازل بها خلال تلك الفترة الا من منزل واحد بالمصادفة كان منزل الداعية الإسلامية الراحلة الدكتورة عبلة الكحلاوي والتي حرصت فور علمها بأن طاقم مسلسل يجري تصويره بالقرب من منزلها علي الخروج اليهم ودعوتهم لتناول الإفطار مع أسرتها ولم تتركهم إلا بعد أن تناول جميع الفنيين والفنانين إفطارهم وفي مقدمتهم الفنان الراحل محمود عبد العزيز