قصة وقوف ”عبدالحليم ”وراء ميكرفون الإذاعة ممثلا في رمضان : صراع ”الحكيم” و”علوان ”السبب
أحمد النجار محطة مصرفي زمن مضي كانت الدراما الإذاعية المتصدرة لإهتمام الجماهير المصرية والعربية بمختلف فئاتها . تاريخ الدراما الإذاعية طويل ومليئ بالأسرار والحكايات خاصة وأنها إجتذبت كبار النجوم بمختلف أجيالهم منذ بداية تأسيس الإذاعة المصرية في عام 1934 وحتي الآن . كانت الشوارع تخلو تماما من المارة عند إذاعة مسلسلات مثل سمارة أو القط الأسود وأرجوك لاتفهمني بسرعة والأخير لنا وقفة معه بإعتباره المسلسل الوحيد الذي لعب بطولته العندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ وشاركه في بطولته نجلاء فتحي وعادل إمام وسمير صبري وكتبه الراحل محمود عوض وأخرجه محمد علون وإذيع المسلسل خلال شهر رمضان عام 1973 أثناء حرب أكتوبر المجيدة وتوقفت إذاعة بعض حلقاته بسبب الحرب وإستأنفت إذاعتها عقب إعلان نصر السادس من أكتوبر مباشرة .
قصة تقديم المسلسل رواها مجدي العمروسي رفيق درب العندليب في كتابه أعز الناس والذي خصص له بعض صفحات الكتاب ووضع له عنوان المسلسل اليتيم بإعتباره عملا دراميا إذاعيا وحيدا في مشوار العندليب الراحل
يقول العمروسي : كان الصراع والمنافسة علي أشدها بين الراحل الأخ محمد علوان ، والإذاعي النشيط الأخ وجدي الحكيم للحصول علي مذكرات السيدة أم كلثوم بصوتها ، ومذكرات عبد الحليم بصوته ،وفي النهاية إقتسما الغنيمة ،وفاز وجدي الحكيم بمذكرات السيدة الراحلة سيدة الغناء العربي أم كلثوم بصوتها ،وكانت أكبر الخبطات الإذاعية ، إستمع إليها العالم العربي كله بشوق ولهفة .
ويضيف : أما محمد علوان فلم يستطع الحصول علي مذكرات عبد الحليم بصوته ، وهذه خسارة عظيمة ، إلا أنه نجح في إقناع عبد الحليم بعمل مسلسل لإذاعة الشرق الأوسط ،ووقع عبد الحليم عقد ذلك المسلسل ، ولكنه كتب علي العقد بخط يده " علي أن يقوم بكتابة المسلسل الأخ الكاتب الصحفي محمود عوض ".
ولم يكتف عبد الحليم بذلك بل طلب محمود عوض تليفونيا وقال له : يامحمود إلبس هدومك وأنا هافوت عليك بالعربية دلوقتي نروح مشوار مهم .
ويواصل : وفعلا بعد ساعة كان محمود عوض يجلس بجوار عبد الحليم في سيارته المرسيدس ذات الباب الواحد والمقعدين، والتي كان عبد الحليم يحبها جدا، ويحب أن يسوقها بنفسه ، وفوجئ محمودعوض بأن عبد الحليم يتجه الي الطريق الصحراوي ،وبأقصي سرعة ، ولما سأل محمود عوض عن الوجهة التي يتجه إليها عبد الحليم ، قال عبد الحليم استني وحاتشوف.
ولم يقف عبد الحليم إلا في جراج فيلته في العجمي ، وفوجئ محمود عوض بأن السفرجي والسائق عبد الفتاح قد سبقوهما الي هناك ، وقام محمود عوض في الصبح يبحث عن عبد الحليم فلم يجده .
وسأل محمود السفرجي والسائق فقالا : إنهما لايعرفان أي شييء ، وفي وسط النهار فوجيء محمود عوض بعبد الحليم يتصل به ،ويقول أنه يتكلم من القاهرة ، ويستغرق في الضحك ويقول : إنت ياعم سجين زندا العجمي ، ولن تخرج من السجن أو تعود إلي القاهرة إلا بعد ما تطلبني أنا ومحمد علوان لكي نقرأ العشر حلقات الأولي .
وفعلا لم يتحرك محمود عوض إلا بعد أن ذهب إليه عبد الحليم وعلوان ،وقرأ عشر حلقات من المسلسل .
ويتابع" العمروسي" :فأخذا الحلقات ، وعادا إلي القاهرة، وتركا محمود عوض يكمل الباقي ، ولكن محمد علوان طلب من محمود عوض أن يفكر في مشروع تسجيل ثلاثين خطابا يوجهها عبد الحليم بصوته إلي من يختارهم من الشخصيات الهامة والعامة ، وقبل محمود بعد أن إشترط ألا يذكر في الخطابات أنها من تأليف محمود عوض ،وقبل علوان وقبل عبد الحليم ، ولكن عبد الحليم وفي بوعده حتي الخطاب 29، وفي الخطاب الثلاثين قال : أنا كنت وعدت الصديق محمود عوض ألا أذكر اسمه كمؤلف للخطابات ووفيت بوعدي 29 يوما ، ولكني الآن أحل نفسي من هذا الوعد ،وأقول إن كاتب الخطابات هو الصديق الكاتب الصحفي محمود عوض، وأرجو ألا يغضب مني فهذا حقه .