اللحاق بركب التقدم
مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج بهجت العبيدي محطة مصرإن الطبيعة الإنسانية تميل دائما إلى المقارنة، وهذه الطبيعة الفردية تنسحب على المجتمعات، بل تنسحب على أن الدول والأمم، وهذا أمر طبيعي، بل إننا نرى أنه أمر ضروري، فهذه المقارنة هي أحد دوافع الإنسان للعمل على تغيير وضعه الراهن، ومن ثم فهي أحد أسباب التطور.
إن المقارنة لا تكون في جانب دون جانب، ولا في ناحية دون أخرى، بل هي مقارنة متعددة الأوجه ومختلفة المجالات، هذا الذي يعني أن المقارنة يمكن تجعل شخصا - أو جماعة بشرية أو دولة أو أمة - يرضى بما يتمتع به في مجال من المجالات، أو أن تدفعه دفعا لتغيير حاله في مجال آخر من المجالات يرى أن أقرانه يتقدمون فيه تقدما ملحوظا، فيسعى للأخذ بالأسباب للوصول إلى ما وصل إليه غيره، وتحقيق ما قام الآخرون بتحقيقه.
اقرأ أيضاً
- تعرف على أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد
- سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه اليوم الأحد
- سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه اليوم الأحد
- تعرف على سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الأحد
- تعرف على سعر اليورو أمام الجنيه اليوم الأحد
- تعرف على سعر الدولار في مصر اليوم الأحد
- نشرة ”محطة مصر”.. السيسي يفتتح مشروع الفيروز.. مدبولي: أنشأنا 24 تجمعا عمرانيا جديدا
- جنون المزادات.. ملايين الدولارات مقابل خصلات شعر الفنانين وأسلحة الجواسيس
- رسائل رئاسية قوية من بورسعيد.. اعرف التفاصيل
- خاصة المنزلة.. رسالة قوية من السيسي بشأن البحيرات
- منتجات الأسماك.. السيسي: نسعي لتحقيق أعلى المعايير العالمية
- السيسي يكشف عنه.. تعرف على سبب نجاح مصر للتصدي لوباء كورونا
ولا شك أن الأمم المتخلفة تنظر بعين الغبطة والحسد إلى تلك الأمم التي حققت نهضة كبيرة وتقدما مشهودا، جعلت شعوبها تعيش في رغد ويسر من الحال، ونظمتها تلك النهضة وهذا التقدم في عقد الدول القوية التي لا تخشى على نفسها من أعدائها، أو ممن يتربصون بها دوائر السوء.
وتتمنى هذه الدول أن تلحق بركب التقدم هذا الذي نرى أنه يمكن أن يتم حتما حال اتخذت نفس الأسباب التي اختبرتها واتخذتها هذه الدول المتقدمة، فتقوم بالسير على نفس خطاها في رحلة التقدم.
وهنا يمكن أن يصم آذاننا صوت يعارض ذلك مدعيا حرصا على هويتنا، وزاعما حفاظا على ثوابتنا، ذلك الذي لا نرى فيه سببا وجيها للاعتراض، حيث أن هذا الصوت يخلط ما بين الأمور خلطا متعمدا، حيث أننا نؤمن أنه لا تعارض في الأخذ بنفس أسباب التقدم التي اتخذتها قبلنا تلك الدول، وبين الحفاظ على هويتنا وثوابتنا.
ويمكننا هنا أن نسترشد بالتجربة اليابانية التي حافظت فيها على الهوية والثقافة اليابانية، ولكنها اتخذت نفس أسباب أوروبا والغرب في التقدم.
ولكن كيف حافظت اليابان على ذلك؟ إن اليابانيين يعيشون في المنزل بنفس التقاليد والقيم التي كان يعيش بها أجدادهم، وما ذلك إلا لأنهم تلقنوا، في هذا المنزل، القيم اليابانية الأصيلة والتي منها قيم الأسرة، وهذا هو جانب التقليد الذي يحرص عليه اليابانيون والذي يحافظون به على هويتهم وثقافتهم وثوابتهم، وهذا الياباني نفسه يعيش في الشارع والشركة والمصنع والمدرسة كما يعيش الغربي: الأوروبي والأمريكي، ويتخذ نفس الأساليب وذات الطرق التي يتخذها الأمريكي والأوروبي في كل حياته العملية وهكذا حقق الياباني المعادلة الصعبة، تلك المعادلة التي يجب حتما أن نحققها.