مسلسل الملك وحكاية شعر الذقن والرأس عند المصري القديم
جودة مبروك محمد محطة مصرانتشر على صفحات التواصل الاجتماعي ما أثير حول شعر الذقن "اللحية" والرأس عند المصري القديم، يأتي هذا قبل عرض مسلسل الملك على شاشات التليفزيون في شهر رمضان الكريم، وتبدو هناك صورة للملك ولديه شعر للذقن والرأس، وبعض الإكسسوارات التي اتهمها بعض المغردين بأنها خطأ في الإخراج، وكان الأجدر بالعمل أن يحمل طبيعة العصر القديم وتقاليده بدلاً من إضفاء روح العصر الحديث أو عصور مختلفة.
وقد حدث جدال بين صناع العمل أو المسؤولين عن مراجعته فنيًّا بحيث يستقيم مع تقاليد الزمن القديم، وبين نقاده، وغاب عن هؤلاء أن الإنسان خلقه الله بشعر في ذقنه ورأسه، فإذا ما رأينا أحمس وقد غطاه شعر رأسه أو ذقنه فلا عجب في ذلك، بالإضافة إلى أننا لا ندرك كثيرًا من واقع الحياة القديمة حتى نحاكم العمل على كل كبيرة وصغيرة، فالعمل الفني قد يحمل تصورًا ما يطرحه للساحة، وما علينا أن نشاهده أولاً ثم يأتي حكمنا، خاصة أننا لا ندرك الحالة أو السياق الذي عليه الملك لحظة وجوده بهذه الهيئة.
شعر الجسد في مراحل التاريخ له دلالته، فقد تزيَّن المصري القديم به، سواء الطبيعي أو المستعار على شكل "باروكة"، وكان يطيله أحيانًا ويحدث فيه تزيينًا ، وكذلك المرأة التي كانت تلبس شعرًا مستعارًا، أو تطوِّل شعرها بخصلات مستعارة من الشعر، وكانت تدفن معها في القبر، ودليل ذلك ما عُثِر عليه من مومياوات.
وتختلف لحية الرجل من الملوك والأثرياء عن البسطاء، فكانت لحيتهم مثلثة، وليست كثيفة، وكانت مستعارة، وتشدُّ إلى الأذن بخيط، ولها دلالتها على القوة، وليست من باب التدين في شيءٍ، والجدير بالذكر أن حتشبسوت كانت لها في أحد تماثيلها لحية مستعارة، للدلالة على السيطرة والنفوذ والقودة أيضًا.
وقد عُرف أن المصريين القدماء كانوا يميلون إلى حلق الشعر من باب المحافظة على نظافة البدن، وأن يأتوا بشعر مستعارٍ كما ذكرنا، وفي أوقات الحزن كانوا لا يهتمون ولا يبالون بحلق شعرهم، فذلك دليل على حالتهم النفسية السيئة. أما الكهنة فكانوايحلقون شعرالجسد كنوع من الطهارة، وكانوا يستخدمون باروكة شعرمستعارولحية مستعارة في الاحتفالات والشعائروالطقوس الدينية وفي مناسبات بعينها.
ولذا نقول لهؤلاء النقاد الذين ينتقدون عملاً قبل إذاعته:مهلاً ، ودعونا نستمتع به ، ثم الحوار بيننا، والفيصل هو الاحتكام إلى التاريخ ومقابر القدماء والنقوش والآثار المختلفة فيما يطرحه المسلسل من أحداث درامية.
ومع هذا كله يأتي التساؤل: هل يجب للعمل الفني أن يطابق الواقع تمامًا أم أنه يمكن أن يخرج عنه؟