”السفينة الجانحة” ... فيلم سينمائي
بهجت العبيدي محطة مصرهناك أحداث لابد من الوقوف عندها وفحصها وبحثها وذلك للاستفادة القصوى منها، هذه الاستفادة التي يمكن أن تكون بتجنب مثل تلك الأحداث والعمل على عدم تكرارها، والتي يمكن على الجانب الآخر استحضارها وتكرارها وإعادتها، حال كانت هذه الأحداث، في النوع الأول، مما يضر تكرارها، عكس النوع الثاني الذي يجب العمل على تعزيزه والإيمان به إن كان حدوثها قد عاد بالفوائد.
وفي كل الأحوال هناك من يستطيع أن يستخرج من الأحداث الأولى نتائج قريبة من أحداث النوع الثاني، هذا الذي يمكن أن نراه رأي العين في تلك الحادثة الخطيرة التي كان نتيجتها إغلاق قناة السويس، بسبب جنوح السفينة البنمية "إيفر غيفين" والتي شغلت العالم كله الذي وقف على أطراف أصابعه لمتابعة هذا الحدث الهام الذي كاد أن يتسبب في شلل اقتصادي للعالم كله، يفوق ذلك الذي حدث نتيجة انتشار فيروس كورونا الذي ضرب كل دول العالم.
اقرأ أيضاً
- رئيس هيئة قناة السويس يكشف مكان السفينة الجانحة الآن (فيديو)
- سقطات برجر كينج...السفينة الجانحة
- الإمارات تثمن جهود مصر في تعويم السفينة الجانحة
- بدء التحقيقات في واقعة السفينة الجانحة بقناة السويس.. اليوم
- جولة السيسي لقناة السويس وتفقده لمركز التدريب البحري والمحاكاة في 16 صورة
- تفاصيل المؤتمر الصحفي العالمي للرئيس السيسي من هيئة قناة السويس
- بنك القاهرة للعاملين بهيئة قناة السويس: كنتم على قدر المسؤولية
- السيسي: تكلفة استصلاح الفدان 200 ألف جنيه
- رسالة قوية من السيسي لرجال الصحافة والإعلام
- السيسي: سنقوم بزراعة 1.5 مليون فدان ضمن مشروع الدلتا الجديدة خلال عامين
- السيسي: أنا صعب إرضائي.. وعاوز مشروعات كبيرة في مصر
- السيسي: بتباهى بالمصريين.. كل المشروعات بأيادى مصرية
هذا الذي يعكس الأهمية الهائلة لهذا الشريان المائي الحيوي، والذي يمر من خلاله ثلث سفن شحن البضائع في كل العالم، وتعبر من خلاله ١٢% من حركة التجارة العالمية، ذلك نفسه هو الذي أربك الاقتصاد العالمي لمدة ستة أيام كانت الخسائر خلالها تنذر بأزمة اقتصادية عالمية إذا ما استمر إغلاق القناة لعدد من الأسابيع أو عدة من الشهور، هذا الذي جعل قناة السويس محل أنظار العالم أجمع.
تزاحمت كاميرات القنوات الفضائية العالمية لتنقل عن مسؤولين عالميين مرة ومحليين أخرى توقعاتهم هذه الأزمة العالمية، وما يمكن أن ينتج عنها من آثار، فأخذ هؤلاء المحللون يدلون بتصريحاتهم المبنية على أسس موضوعية ودراسات منهجية، أكدت جميعها على أن استمرار هذه الأزمة يضر ضررا بالغا بالتجارة العالمية، بخسارة تقدر، حسب إحدى شركات التأمين العالمية إلى مليار دولار يوميا، هذا الذي دفع محللين من نوع آخر، يبحثون في المدة التي يمكن أن تحتاجها الجهود لإنهاء هذه الأزمة، تلك الجهود التي قدرت بعدة أسابيع على الأقل، ذلك حال استعانت مصر بجهود دولية في هذا المجال .
وفي هذه الأثناء كانت التصريحات تخرج عن المسؤولين المصريين بحرص شديد وبلغة دبلوماسية دقيقة، تؤكد من خلالها مصر أن العمل جارٍ على إنهاء الأزمة، في ذات الوقت الذي توجه الشكر فيه لكل من يعلن رغبة في المساعدة لحل الأزمة، وفي أثناء ذلك كله، كانت هناك ألسنة تستحق "القص من لغلوغها" تنال من مصر ومكانتها، وتشمت في القاهرة وقيادتها، وتسخر من الوسائل والأدوات المستخدمة وكفاءتها، وهذا كله لم تلفت له مصر الدولة، وإن تصدت له أقلام الأحرار الشرفاء من أبناء هذا الوطن الذين لم يشكوا يوما في قدرة الإنسان المصري الذي أثبت على مدار كل العصور من أقدمها إلى أحدثها أن لديه القدرات الفذة لتنفيذ أية مهمة يكلف بها مهما كانت القدرات المتاحة ومهما كانت الأدوات المستخدمة، وليس خط برليف وتحطيمه عن الذاكرة ببعيد، وليس عبور قناة السويس أصعب مانع مائي في العالم قد نسيته الذاكرة الحربية العالمية بعد.
إنه الشعب الذي حطم أسطورة العدو الصهيوني الذي لا يقهر، فقهره، وهو الشعب الذي انتصر على الإرهاب ومازال يسطر أبطاله يوما بعد يوم صفحة بيضاء من صفحات النضال والنصر، هذا الشعب خرج من بينه رجال أعلنوا التحدي وواصلوا الليل بالنهار ليحققوا المعجزة بالوسائل والأدوات التي كانت مثار سخرية البعض، وانتصروا للعقل المصري، وانتصروا للإنسان المصري، وانتصروا للعزيمة المصرية فحققوا المعجزة، بل فاستمروا في تحقيق المعجزات، وانتهت على أيديهم أزمة السفينة البنمية الجانحة، وعادت القناة لمصر والعالم، وانتهت الأزمة العالمية على الأيادي المصرية، لتنطلق زغاريد الشعب المصري، وتصدح الأصوات المحبة لمصر بالتهنئة على هذا الإعجاز المصري الجديد وتخرس الألسنة الشامتة وتعمي العيون الكارهة وتعلن للعالم للمرة الأولى بعد الألف عن عبقرية المصري وعزيمته وإصراره على النجاح والنصر.
ونحن من هنا من صفحات موقع صحيفة "محطة مصر" نطالب بتخليد هذا العمل الإعجازي في عمل سينمائي عالمي: يتناول ما أصاب العالم من هلع، ويتناول العمل الدؤوب الذي وصل الليل بالنهار من رجالات قناة السويس الأبطال، ويتناول لقاء السيد الرئيس بأبطال قناة السويس في اليوم التالي ورسائله المتعددة من قلب القناة التي شاء لها القدر أن تشهد الانتصارات العظمى للشعب المصري في العصر الحديث.