على قدر أهل مصر تأتي العزائم.
نجوى حجازي محطة مصرلو لم أكن مصرية لوددت أن أكون مصرية ، فدائما ما أجد مِصريتي مدعاة لفخري واعتزازي فمن مثلي ينتمي إلى بلد تاريخها وحده يحتاج آلاف المجلدات ،وشواهد حضارتها مازالت تبهرنا كل يوم حين تُكتشف ، بلد وهبها الله كنوز الأرض مجتمعة والشاهد في القرآن الكريم حين قال سيدنا يوسف لملك مصر " اجعلني على خزائن الأرض " وربما غيّر الاستعمار الذي طغى على مصر طيلة حكم المخلوع من مفاهيم المصريين كما غير الكثير من طباعهم وما جُبلوا عليه طيلة حياتهم ،فلم يستطع الانجليز ولا غيرهم زعزعة الوطنية والانتماء والقيم وكل الموروثات منهم بينما استطاع هذا الحكم البائد أن يغير من الشعب الذي كان المعلم الأول لكل قيم الحضارة النبيلة لغيره من شعوب الأرض ، ولن أتحدث عن شواهد لهذا الوقت ويكفيني أن استشهد بمقولة للمخلوع في حوار تليفزيوني حين سُئل عن توريث الحكم لابنه فرد بكل كبرياء لن أورث الحكم له وهل أورث له حكم بلد خربانه.
كان وقع تلك الكلمات في هذه الآونه كوقع الخنجر المسموم في القلب ، إلا أن الله أبى لمصر ألا تُهان فهي البلد التي تجلى فيها لكليمه فوهبها حاكمًا لا يخشى في الله لومة لائم واستطاع بعزيمة صادقه أن يمحو بعض الصدأ عن تلك الأرض التي سماها غيره بالخربة ، فمصر بلد خير وأمن وسلام والخير في مصر لا ينضب ، ولها قوة وهيبة ترهب غيرها من الشعوب حتى المجاورة ،فنحن لم نسمع نباح الكارهين ونكتوي بأحقادهم إلا من بعد تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم وإدارة مصر بتلك الطريقة التي بات هؤلاء المتربصون يتعجبون ويحاولون إفشال أهدافه تارة بعد أخرى ، وربما كنت واحدة من ملايين المصريين الذين جلسوا يراقبون جنوح السفينة وبداخلهم يقين لا يتزعزع بأن هناك من السواعد المصرية التي ستخرج كالمارد من القمقم لزحزحة تلك السفينه رغم كل رسائل ووسائل الإحباط التي أحاطت بتلك الواقعه ،ولكن ولأننا شعب لا يُقهر ،ولأننا لم نعتاد الهزيمة ونحول دائماً أسبابها لأوجه انتصار محقق حتى لو كانت كل المعطيات تؤكد عدم الاستطاعة ، ورغم أن حادثة السفينة تعتبر من الحوادث العابرة إلا أن أبواق الكراهية جعلتنا نلتفت إليهم لنلقنهم درساً جديداً من دروسنا في حب مصر، وكيف لا ونحن لا يهمنا ثِقل المهمه فعلى قدر أهل مصر تأتي العزائم.