دق على الجمجمة وكوكايين.. كيف كانت تجرى العمليات الجراحية قبل اختراع التخدير؟
محطة مصرلسير إلى غرفة العمليات حينها "كالسير إلى المشنقة".
كالسير إلى المشنقة.. تطور علم التخدير لإجراء العمليات
معاناة البشر قبل اختراع علم التخدير لدخول العمليات الجراحية
اقرأ أيضاً
- حبس شخص بتهمة قتل سائق ”توك توك” وإلقاء جثته في المجاري بالمنيا
- شوقي غريب مديراً فنياً للمنتخب الأولمبي .. محمد وهبة للناشئين
- طه ياسين الخنيسي على أعتاب البنك الأهلي
- حبس مدمن شرع في قتل والده بـ”سيخ حديد” في منشأة ناصر
- بيراميدز يقترب من ضم حمدي النقاز
- المالي ماليك توريه ينضم لفريق غزل المحلة
- راحة سلبية للاعبي الأهلي الدوليين من التدريبات
- كهربا وطاهر محمد طاهر يغيبان عن مران الأهلي
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع بطبيب الفريق للاطمئنان على المصابين
- مران الأهلي| موسيماني يجتمع باللاعبين والجهاز الفني
- سامي قمصان يهدد بالرحيل عن الأهلي لهذا السبب
- علاء ميهوب يرفض العمل في جهاز موسيماني بالأهلي
تتطلب بعض الأمراض علاجًا بسيطًا وحاليًا، أو قد يدوم العلاج لفترات تصل لأشهر أو سنوات عديدة، في حين تحتاج بعض الأمراض لعمليات الجراحية، التى تعتمد في استئصال أحد أعضاء الجسم، أو بعض الدواخل على الجسم، مثل: الأورام وغيرها، مما يستدعي ضرورة تشريح جسد المريض.
ولأن الأمر يظل صعبًا على صعيدين، الأول: هو أمر إنساني تجاه شعور ذلك المريض بالألم، والثاني: هو صمت الإنسان وكتم ذعره وخوفه، عن فتح جسده ورؤيته لتلك العمليات لفترات طويلة، وجب اختراع البنج المخدر.
وفي السطور التالية يعرض موقع "محطة مصر" تاريخ اختراع البنج على مر العصور.
- منتصف القرن الـ19
حتى منتصف القرن الـ19، كانت الجراحة تُجرَى كاختيار أخير ويائس، ليشهد عليها المريض وهو في كامل وعيه، كما أن حال الطبيب كان من حال المريض، حيث وصف الجراحون السير إلى غرفة العمليات حينها "كالسير إلى المشنقة".
- الدق على الجمجمة
لجأ الأطباء للعديد من الطرق المؤقتة لتخدير المريض أثناء إجراء العمليات الجراحية، كتقييد حركته بمساعدة مجموعة من الممرضين ذوي البنية الجسدية القوية، أو ربط قدميه ويديه وتثبيتهم بالسرير في غرفة العمليات.
في حين لجأ أطباء أخرون لوضع قطعة من الخشب على رأس المصاب ثم الطرق، عليها بشدة بواسطة مطرقة، مما يسبب فقدان الوعي والتوازن، أو من خلال ضرب المريض خلف جمجمته بواسطة جسم حاد فيفقد وعيه لفترة وجيزة.
- طرق بدائية وحلول مؤقتة
تحايل بعض الأطباء على العلم، ووضعوا كميات كبيرة من الثلج المجروش، على مكان الجراحة، مما يساعد على فقدان الإحساس تدريجيًا، ويمكن حينها للطبيب إجراء العملية بشكل سريع، أو من خلال تكتيف وربط العضو المرغوب في استئصاله، مما يسبب منع وصول الدم إلى الأعصاب بهذا العضو، ومن ثم فقد الأحساس به واستئصاله.
- الأفيون والكوكايين
كانت هذه محاولات لإجراء العمليات الجراحية بسلامة، إلى أن أكتشف العلماء النباتات والعقاقير المخدرة، مثل: الكوكايين الذي يسبب عند استنشاقه الدوار، والأفيون والماريجوانا اللذين كانا يستعملان للتخفيف من الآلام، ولكنها كانت بتأثيرات جانبية كبيرة، تؤدي أحيانًا إلى الموت، كما حرمها رجال الدين فقد كانوا يعتبرون أن التخدير محرم دينيًا.
- الفراعنة وعلم "الميتو"
ابتكر الفراعنة، طريقة جديدة للتخدير، وأصبحوا يطورها حتى صار علمًا، وهو التخدير عن طريق الوخز، فبعد أن درسوا شرايين وأوردة الجسم، واكتشفوا مواقع النبض، وتوصلوا إلى التخدير من خلال الوخز بالإبر فى مكان العضو المراد علاجه أو استئصاله، وسمي بعلم"الميتو" أي علم التخدير.
- محاولات الغرب في التخدير
أصبح علم التخدير علمًا متطورًا، مختصًا ومستقلاً بذاته، وقدم العديد من الأطباء اكتشافات عدة، كان أبرزهم الكيميائي الأميركي صموئيل غوثري عام 1831، بعد أن قدم مادة الكلوروفورم، وهو عبارة عن سائل لا لون له، لكن رائحته نفاذة، متضمنًا مخدرًا سريعًا ومريحًا للمريض، يتم استنشاقه.
وشاع استخدامه منذ عام 1853، بعد أن استخدمته الملكة فكتوريا أثناء ولادتها.
- المسلمون والتخدير
في العصور الإسلامية، ظهرت الإسفنجية المخدرة، حيث توضع في الشمس لعدة أيام وعليها بعض المواد المُخدرة كالحشيش والأفيون والشويكران وست الحسن، ثم توضع على فم المريض لاستنشاقها، إلي أن يفقد الوعي تمامًا، وتجرى له العملية دون ألم، وعرف التخدير في الحضارة الإسلامية باسم "المرقد"، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن للحضارة الإسلامية تطورًا كبيرًا في علم التخدير.
وظل التطور مستمرًا، حتى وصل العالم المسلم الكندي إلى استقطار الكحول، كما اكتشف الرازى حمض الكبريت، ودمجهم معا، ثم وضعهم في الماء وتقديمهما للمريض للاستنشاق، ومن ثم إجراء العمليات الجراحية.
- التخدير الآن
شهد علم التخدير مراحل عديدة إلا أنه ظل يتقدم بشكل كبير، حتى وصل إلى حقنة التخدير التي تدخل في الوريد بجسم الإنسان، وبجرعة محددة تساهم بشكل كبير في ذهاب الوعي للفترة التي يخضع بها الشخص للعملية الجراحية، ولكن بكميات محددة، لأن أخذ عينة زائدة منه قد تؤدي للموت.