حدث في منتصف الليل... الأسباب التي دفعت عمر الشريف لسرقة 28 جنيها
يارا وليد محطة مصر
يحمل نجوم الفن أسرارًا قد تصل عنان السماء، من بينها ما قد يبوحون به، ومنها ما قد يحفظونه في جعتبهم حتى يبوح به الزمن، ومن بين نجوم الزمن الجميل الفنان العالمي الراحل عمر الشريف، الذي قرر ذات مرة أن يبوح بالسر في مقال نشره في مجلة الكواكب، في شهر مارس من العام 1956، واعتبره البعض أغرب اعتراف باح به فنان بحجم وقيمة عمر الشريف.
سرقت لأدفع حساب الشلة، عنوان اختاره الشريف لمقاله، حيث اعترف بصدر رحب أنه من الأشخاص الذين يكرهون حمل نقود كثيرة معهم، قائلا: أنا أفضل دائماً أن أخرج وليس بجيبي إلا القليل جدا من النقود، وقد كان ذلك سبباً في وقوعي في مآزق كثيرة كنت أنجو منها في آخر لحظة.
وذكر الشريف، موقفًا منها حينما كان عضوًا في نادي المعادي الرياضي، وكانت له شلة من الأصدقاء، تجتمع كلما أتيحت لها الفرصة للترفيه بعيدا عن عناء يومها، قائلا: في إحدى لقاءات الشلة أردت أن أعمل "جدع" أمامهم وأبقا "فنجري" لزوم السهرة السعيدة، فملت على صديقي أحمد رمزي، وكان من أفراد الشلة، وقلت له: إيه رأيك في سهرة "تهوس" والتفت إلى بقية الشلة وكانت لا تقل عن عشرين شخصًا وقلت: أنا عازمكم كلكم الليلة في روف سميراميس نتعشى ونرقص هناك، فقالوا: مفيش مانع يلا بينا.
وتابع الشريف: وفي روف سميراميس احتللنا ركناً قصياً، ضحكنا وتناولنا العشاء، والمشاريب، حتى اقتربت الساعة من الواحدة صباحا، وحان وقت دفع الحساب، لم أجد في جيبي ما يكفي لشراء علبة سجائر، فادعيت أنني سأتكلم في التلفون، وخرجت من سميراميس أعدو نحو منزلي، وكنت أسكن في قصر الدوبارة، ولما وصلت إلى المنزل كان الوقت قد تأخر لما بعد الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وخشيت أن أوقظ والدي، فما كان مني إلا أن تذكرت حصالة شقيقتي حيث تحب أن تدخر نقودها، وتحتفظ بها في دولابها.
وأكمل الشريف، اعترافه ببساطته وتلقايئته المعهودة، قائلا: تسللت دون أن تشعر بي شقيقتي إلى حجرتها ومنها إلى الدولاب وأخذت الحصالة بما فيها، وعدت إلى الفندق حيث الشلة تبحث عني، ناديت للجرسون وطلبت منه الحساب، وكان قد بلغ ثمانية وعشرين جنيهًا وبضعة قروش، فأخرجت ما في جيبي وكان مجموعات من الشلنات والقروش والتعريفات ودفعت الحساب بين نظرات الدهشة وعلامات الاستفسار من الجميع.
وقال الشريف، انتهت السهرة، وعدت إلى المنزل، لكن في الصباح اكتشفت شقيقتي، أنني سرقت نقودها، بينما قامت أمي بإنهاء الموقف بسلام، لكنها في المقابل حرمتني من المصروف لشهرين متتاليين، ومن يومها لم أعد مرة أخرى إلى الفنجرة.