”خلافات حليم والموجي” الأول أنهاه” العمروسي ”والثاني حصلت فيه نجاة علي تنازل لـ ” رسالة من تحت الماء ”
أحمد النجار محطة مصرظلت علاقة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ( 21 يونيو عام 1929 – 30 مارس 1977 ) والموسيقار محمد الموجي( 4 مارس 1923- 1يوليو 1995) نموذجا للصداقة الوطيدة حيث صعدا سلم الشهرة والنجاح سويا درجة درجة
صافيني مرة كانت بداية كليهما وهي الأغنية التي سطرت الي جانب رائعة علي قد الشوق التي لحنها كمال الطويل الخطوات الأولي في طريق نجاح حليم
إستمرت العلاقة الفنية والشخصية بين حليم وكمال علي مايرام حتي ظهرت بوادر الخلاف الأول بين حليم وكمال من جهة والموجي من جهة أخري وفي هذا الموضوع سنقترب أكثر للخلاف بين حليم والموجي والذي وصل الي حد أن يكون مثالا واقعيا للصداقة التي تحولت الي عداوة شرسة
بداية الخلاف كانت مع فيلم يوم من عمري الذي لعب بطولته عبد الحليم وزبيدة ثروت وزكي طليمات وعبد السلام النابلسي وأخرجه عاطف سالم وأنتجه صبحي فرحات عام 1961
في كتابه أعز الناس الذي سرد فيه مشواره مع حليم كشف الراحل مجدي العمروسي تفاصيل أول خلاف بينهما ويقول مجدي : إمتنع الموجي عن التلحين في فيلم يوم من عمري لرفض المنتج زيادة أجره وألقي الموجي باللوم علي عبد الحليم وتكفلت بحل هذا الموضوع بينهما بأن جمعتهما وإتفقت معهما أن أعمل عقدا بين عبد الحليم والموجي لادخل للمنتجين به يكلف بموجبه عبد الحليم الموجي بعمل عدد معين من الأحان في السنة بأجر يتفق عله شامل المسرح والفيلم والإسطوانة بـ 1500 جنيه
وأضاف العمروسي في شهادته : إستطعنا أن نحصل من الموجي بعد ذلك علي جبار في معبودة الجماهير ومغرور في فيلم الخطايا ثم أحضان الحبايب في فيلم أبي فوق الشجرة وبعدها يامالكا قلبي وكامل الأوصاف
الي هنا وتنتهي شهادة الراحل مجدي العمروسي الذي نجح في إتمام الصلح بين الصديقين الموجي والعندليب لكن ثمة خلافا أخر نشب بينهما من جديد بسبب تكرار حليم التعاون مع بليغ حمدي ومحمد حمزة في سلسلة من الأغنيات الناجحة وإعلان حليم في الحفل الذي قدم فيه رائعة مداح القمر عندما قدم للأغنية وقال تلحين أمل مصر في الموسقي بليغ حمدي
هنا ثار الموجي الذي كان يعتقد أن حليم سيقدم أغنية رسالة من تحت الماء والتي سلمه لحنها لكنه ركنها لمدة عام ولم يجري عليها أية بروفات و فضل تقديم مداح القمر
فما كان من الموجي إلا أن أسمع نجاة الصغيرة الأغنية وأعجبت بها وقررت تقديمها بصوتها وأخذت الموجي وطارت الي بيروت لمقابلة الشاعر نزار قباني مؤلف القصيدة للحصول منه علي التنازل ومنح لهما بالفعل التنازل بعدما سأله الموجي عن موقف حليم من القصيدة فأكد نزار وفقا للرواية التي أدلي بها الموجي للإذاعي الراحل وجدي الحكيم أن نزار أكد لا حليم ولا عبد الوهاب تحدثا معه بشأن هذه القصيدة
وعلم العندليب فخرج في حوار مع وجدي الحكيم عندما واجهه بسؤال حول إمكانية عودتة لغناء الموشحات القديمة فقال أنه كان سيعود لتقديمها من خلال قصيدة رسالة من تحت الماء لكن ملحنها باعها للسيدة نجاة وعاد الحكيم ليسأله معني ذلك أنك لن تغنيها ؟
رد حليم لاطبعا معنديش إستعداد أن أغني أغنية إشتريتها من مؤلفها وأعطيتها لملحن علشان يلحنها وياخدها يبيعها لمطرب تاني معنديش أي إستعداد أغني أغنية حد عينه فيها
وواجه وجدي الحكيم الموجي بكلام حليم فقال فعلا أخذت الكلام علشان ألحنه لعبد الحليم من سنة وروحت البيت علشان أسمعهوله وإنتظرت انه يتابع العملية علشان يغنيها لكنه سكت خالص
وسأله الحكيم يعني هو اللي أعطاك الكلام علشان تلحنه ؟
قال الموجي : الكلام موجود في الديوان مش حكاية وبعدين وجدت أنه بيطلع بأغنيات تانية ووجدت أنها محاولة لحبس رسالة من تحت الماء وقعدنا من عام 67 وحتي 68 لم نقدم سويا سوي كامل الأوصاف وحبيبها وأحضان الحبايب وواضح إننا كده بنشتغل بالسنين ومش معقول أنهي موسم مع عبد الحليم بقصيدة حبيبها وبعد 3 سنين أرجع معاه وأقدم قصيدة
وأضاف الموجي : طلبت منه أنه يعطيني أغنية عامية زي مابيقدم مع الأستاذ بليغ حاجات خفيفة والناس بتصفق لها مش معقول الطبل والزمر ده والناس هايصة ومتجاوبة مع حاجات شعبية وأنا أرجع معاه بقصيدة أعتقد أنها مش مناسبة
ثم سيبك من كل ده وجود الأغنية في الدرج عنده لمدة سنة ده هو المهم لماذا لم يتابعني ؟ يسألني يامحمد مخلصتش ليه؟ إنت ساكت ليه؟
لما لقيته مابيسألش في اضطريت إني أتصرف فيها وعرضت اللحن علي نجاة وقلت لها مش ممكن أوافق إنك تسجيله إلا إذا أحضرتي تنازل من الشاعر وأشوفه بعيني علشان ماكونش متجني عليه لو أحضرتي تنازل ممكن أديلك اللحن وأوافق علي التنفيذ وجابت التنازل وسافرت انا ونجاة وقابلنا نزار وقال لنا أنه لن يعطي عبد الحليم ولا عبد الوهاب حاجات لإنهما أخذا منه قصائد وركنوها وقال معنديش إستعداد إني أعطي قصائد لأشخاص لن ينفذوها فقلت له إحنا هنفذها وحصلت نجاة منه علي التنازل
وعاد وجدي الحكيم ليوجه سؤالا مباغتا للموجي وقال له ألن يؤثر هذا الموقف علي علاقتك بعبد الحليم ؟ ورد الموجي : وهو كان أثر ركنة اللحن في الدرج لمدة سنة
وسأله من جديد وهل ننتظر منك لحنا جديدا لعبد الحليم عوضا عن اللحن ده ؟ورد الموجي لو طلب ذلك
وفي مواجهة أخري لوجدي مع عبد الحليم سأله نفس السؤال الذي وجهه للموجي فقال حليم لا أبدا لكنه موقف لاتشعر فيه بالأمانة يعني سلمتك كلام علشان تلحنه ومش عاوز تلحنه رجعلي الكلام وماتبيعهوش لحد تاني
وبعد مرور وقت علي الخلاف الثاني نجح العمروسي وبعض الأصدقاء في الصلح بينهما مرة أخرى وتراجع عبد الحليم عن موقفه وغني رسالة من تحت الماء التي سبق وأعلن في حواره الإذاعي أنه لن يغنيها
جدير بالذكر ان محمد الموجي يعد ثاني أكثر الملحنين تعاونا مع حليم حيث قدم معه 54 أغنية فيما يعد الموسيقار الراحل كمال الطويل في صدارة الملحنين بـ 56 أغنية
ويشاء القدر ان تكون أخر أغنية يقدمها العندليب في حفل عام وهي قارئة الفنجان من كلمات نزار قباني ولحن محمد الموجي