كارثة قومية
بهجت العبيدي محطة مصر
جاءتني رسالة مهذبة من إحدى الصديقات على موقع فيسبوك، استأذنت خلالها لو هناك فرصة للاتصال صوتيا، فرحبت بمكالمتها، عرفتني الصديقة أكثر قليلا، مما هو مدون على صفحتها، بنفسها، ذكرت أنها مدرّسة تعمل في إحدى المدارس في المرحلة الإعدادية بإحدى محافظات الوجه البحري، وأردفت، وهذا ما أسعدني، أنها تتابع ما نقوم بنشره من مقالات وهي حريصة على قراءة كل المقالات، وأنها، وهذا ما أسعدني أكثر، قد لاحظت حربي على الخرافة، كما أنها تقدّر ما نسعى له من احترام للعلم، وإعمال العقل، وجعله الحكم الفصل في كل ما يخص العالم الأرضي.
اقرأ أيضاً
- كيفية التعامل الآمن مع حسابات التواصل الاجتماعي ومواجهة التهديدات الخطيرة
- ”فيسبوك” يتيح بثا صوتيا مباشرا عبر غرف ماسنجر
- ليفربول يغازل صلاح على”فيسبوك”.. الملك في تدريبات الفراعنة (صورة)
- فيسبوك: إطلاق أول برنامج يساعد ذوي الإعاقة المصريين على إنشاء مشروعات صغيرة
- فيسبوك تغلق 1.3 مليون حساب في 3 أشهر .. تعرف على السبب
- ضبط بطل فيلم تعذيب كلب على ”فيسبوك”
- بعد وقف حساباته على مواقع التواصل.. ترامب ينشئ منصته الخاصة
- تفاصيل خناقة ياسمين عبد العزيز مع شقيقها على تويتر
- ضبط متهمين بترويج أدوية محظورة عبر الفيسبوك بالمنوفية
- فيسبوك يطلق نسخة مصغرة من تطبيق إنستجرام لتبادل الصور والفيديوهات
- فيسبوك: 88٪ زيادة في صناع المحتوى الذين يحققون 10 آلاف دولار شهريًا
- 5 خطوات هامة لتأمين صفحتك على ”فيسبوك” ضد الاختراق أو السرقة
ذلك الذي كان مقدمة منها للدخول فيما وقع في المدرسة التي تعمل بها، حيث كان هناك زيارة متابعة من موجه للغة العربية الذي ذكر في حديثه الذي جمعه بعدد من المدرسين أننا يجب أن نحذر لما يردده غير المسلمين والذين يطلق عليهم "علماء"، وما هم علماء لأن العلماء هم فقط علماء الدين، وذكر أن ما تم ذكره في القرآن الكريم هو الحق، ونحن نؤمن معه بذلك، وعلينا أن نأخذ به دون الالتفات لما يصدر عن هؤلاء المسمين علماء، وكانت القضية الصادمة لي كل الصدمة، أنه استشهد على ذلك بما يسمى "كروية الأرض" والذي يراه متناقضا مع القرآن لأن الأرض مبسوطة (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا). مؤكدا أن المفسرين أكدوا أنها - أي الأرض - مسطحة وليست كروية، وأن ما قاله الموجه، تستمر الصديقة المتصلة بالكلام، وجد من يؤيده ويدافع عنه من المدرسين الذين كان يتحدث معهم، وأنها كانت الوحيدة التي اعترضت وكان اعتراضها مثار تعجب، إن لم يكن تهكم، من الزملاء.
وطلبت مني أن أتناول هذا الموضوع في إحدى مقالاتنا، هذا الذي لم يكن يخطر لي على بال مطلقا: من أن هناك في مصر، ويا للعجب، وهي ما هي! من يمكن أن يكون حتى اللحظة يفكّر بهذا الشكل، أو أن بها من لا يعلم مثل تلك الحقيقة العلمية التي كنا نتعرف عليها ونحن في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، بل ويماري في ذلك، وإننا كنا سيصيبنا دهشة كبيرة لو صدر ذلك عن جاهل أمي، أما وأن يصدر عن موجه للغة العربية فهنا تكون الطامة الكبرى والصدمة الهائلة، أما أن يلقى ما يردده قبولا أو يكون هو المعتقد عن مدرسين مهمتهم أن يعلموا أطفالنا ويدربوهم على إعمال العقل وتحفيز عقولهم وخيالاتهم للبحث والدرس، هنا نكون في كارثة قومية.