المكتب الثقافي المصري بالرياض يحتفل باليوم العالمي للمسرح
محمود بدران محطة مصرأقام المكتب الثقافي المصري بالرياض يوم أمس الثلاثاء، احتفالية مصرية سعودية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، تحت رعاية السفير أحمد فاروق سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية، وحضور القنصل أحمد يوسف، وإشراف الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة.
وشارك في الاحتفالية المسرحي المصري القدير صبحي يوسف، والكاتب المسرحي السعودي نايف البقمي، وأدارها الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي.
بدأت الاحتفالية بكلمة ترحيبية للدكتور عمرو عمران، أشار فيها إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بدأ فكرة صغيرة من رئيس المعهد الفنلندي للمسرح الشاعر والمخرج أُرفي كيفيما الذي قدَّم فكرته كمبادرة مقترحة لمنظمة اليونسكو في شهر يونيو من العام 1961م، وبالتنسيق مع الهيئة الدولية للمسرح تم تخصيص يوم 27 مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي لهذا الفن التاريخي الراقي، حيث كان الاحتفال به للمرة الأولى في 27 مارس من عام 1962م بالتزامن مع انطلاق موسم (مسرح الأمم) في باريس، ومن ذلك التاريخ، عرف العالم موعدا سنويا يحتفل فيه بالمسرح، وتحشد فيه الجهات المتخصصة كل طاقتها لمواكبة هذه المناسبة التي تحظى باهتمام واسع على مستوى العالم.
وقال عمران: نحن في المكتب الثقافي المصري بالرياض، نحرص دائما على مواكبة الأنشطة الثقافية والفنية، ونحاول قدر المستطاع أن نتغلب على كل المعوقات التي فرضتها جائحة كورونا على العالم أجمع، ونحرص أيضا على مشاركة الأشقاء السعوديين والعرب في الأنشطة الثقافية التي نقيمها بالمكتب، ومن هذا المنطلق نستضيف في هذه الأمسية شخصيتين مرموقتين لكل منهما تجربته الخاصة في عالم المسرح، الشخصية الأولى مصرية، وتتمثل في الكاتب والناقد والمخرج المسرحي الكبير صبحي يوسف، والثانية سعودية، وتتمثل في الكاتب والباحث المتميز نايف البقمي، لتكون هذه الليلة إضافة نوعية إلى رصيد الأمسيات والأنشطة المميزة التي أقمناها خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن شهر مارس من الشهور المزدحمة جدا بالمناسبات المهمة، ففي 8 مارس كان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وفي 21 مارس كان الاحتفال باليوم العالمي للشعر، وفي نفس اليوم أيضا احتفل العالم العربي بعيد الأم الذي ينطلق مع بداية فصل الربيع في 21 مارس من كل عام، ولكننا في ظل هذه الظروف الصعبة لا ندعي القدرة على مواكبة كل الأحداث والمناسبات، وبرغم ذلك نسعى لتقديم أمسيات وندوات وأنشطة نوعية في ظل الإجراءات المشددة التي فرضتها جائحة كورونا على العالم.
وفي ورقته التي جاءت بعنوان "المسرح.. ضرورة أم ترف؟" تحدث الناقد والمخرج المسرحي المصري صبحي يوسف عن التسلسل التاريخي لفن المسرح والمراحل التي مر بها عبر العصور منذ المسرح الإغريقي وصولا إلى المسرح المصري في العصر الحديث.
وأشار المسرحي صبحي يوسف إلى أهمية المسرح الجاد في تنمية ثقافات الشعوب باعتباره ضرورة ثقافية ومعرفية من شأنها أن ترقى بالذوق العام سواء كانت التجارب المسرحية في إطارها الكوميدي أو التراجيدي، فالمعيار يتمثل في جدية الطرح الفني والفكري بغض النظر عن القالب الذي يقدم من خلاله العمل المسرحي، حيث يمكن للمسرح أن يحتفظ بقيمه الجمالية والثقافية حتى وإن كان العرض كوميديا، فالكوميديا لا تعني الإسفاف كما يتصور البعض، بل تعني طرح القضايا الجادة التي تشغل الناس بأسلوب كوميدي يدخل البهجة على الناس وفي ذات الوقت يقدم لهم المضمون الذي يستهدف وعيهم وفكرهم ويناقش قضاياهم المجتمعية والإنسانية، وخلال محاضرته الثرية قدم المخرج صبحي يوسف عرضا بصريا تضمن الكثير من الصور والمواد الفوتوغرافية التي ألقت الضوء على عمارة المسارح التراثية والمعاصرة، وكذلك ألقت الضوء على أبرز صنّاع المسرح عالميا وعربيا.
أما المسرحي السعودي نايف البقمي، فقد تحدث عن مراحل تطور المسرح السعودي، وجهود المخرجين والمسرحيين المصريين في مسيرة المسرح بالمملكة وإسهامهم في تطويره، وقدم البقمي رصدا تاريخيا لأبرز الشخصيات المصرية التي تركت أثرا في المشهد المسرحي بالسعودية، ومنهم محمد رشدي سلام، أبو بكر خالد الشلقاني، الدكتور كمال عيد، الدكتور حسين جمعة، مصطفى عبدالخالق، جمال قاسم، الدكتور مدحت الكاشف، هشام جمعة، محمد دسوقي، المخرج الراحل فهمي الخولي، المخرج حسين مليس، المخرج إسماعيل مختار، ومهندس الديكور مصطفى درويش، وغيرهم من المسرحيين المصريين الذين كانت لهم إسهامات مهمة في مسيرة المسرح السعودي.
كما ألقى الكاتب نايف البقمي الضوء على التجربة الطويلة للمخرج صبحي يوسف والتي تمتد لنحو ثلاثين عاما من العمل في المسرح السعودي، مشيرا إلى أن تجربة صبحي يوسف تعتبر أكبر التجارب المصرية من حيث التأثير لأنها ظلت مستمرة لثلاثة عقود متواصلة، ولأن صاحبها استطاع أن يُحدث حراكا مؤثرا في المشهد المسرحي بالمملكة، وكان تأسيس أول مهرجان للمسرح السعودي في جامعة الملك سعود بالقصيم من أبرز مبادراته في هذا المجال.
وقد شهدت الأمسية تفاعلا ملحوظا من قبل الحضور، حيث قدم الشاعر والمسرحي أيمن عبدالحميد مداخلة ثرية حول السينوغرافيا المسرحية، وتحدث الدكتور محمد أبوحشيش عن صورة المسرح في الوقت الراهن، وأشار الأستاذ عماد أبو طالب إلى أهمية الجانب الأكاديمي في إثراء الحركة المسرحية في مصر والوطن العربي، ونوه الشاعر محمد زهران بأهمية دعم المسرح الجاد حتى يتمكن من القيام بدوره الثقافي في المجتمع.
وفي ختام الاحتفالية أكد الشاعر السيد الجزايرلي أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح قبل موعده بثلاثة أيام، وبعد يومين فقط من الاحتفال باليوم العالمي للشعر وضعنا في المنتصف وكأننا والمكتب الثقافي المصري بالرياض نقف على مسافة واحدة بين الشعر والمسرح، وهو في الحالتين انتصارٌ للفن والإبداع والجمال.