رئيس وزراء الأردن: نساند مصر في قضية سد النهضة
محطة مصرعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الأردني الدكتور بشر الخصاونة، مؤتمرا صحفيا، في ختام المباحثات الثنائية الموسعة التي عقدت في وقت سابق، اليوم، بالعاصمة الأردنية عمّان، وضمت وفديْ البلدين.
واستهل الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، كلمته بالترحيب بالدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والوفد الوزاري رفيع المستوى المرافق له، خلال زيارتهم اليوم للمملكة، وترأسه الوفد المصري في اجتماعات الدورة الـ 29 للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، مشيرًا إلى أن هذه اللجنة دائما ما تبحث السبل الكفيلة للارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية والعميقة بين البلدين الشقيقين، اللذين تجمعهما علاقة استثنائية ونموذجية على مستوى القيادتين المتمثلتين في الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، والوزراء والمسئولين وكافة المؤسسات في الجانبين، وأيضًا على المستوى الشعبي، إلى جانب الأواصر والعلاقات الأخوية التي تربط البلدين، لافتا إلى أن العلاقات المصرية الأردنية تُعد نمطًا للعلاقات النموذجية المثالية التي يتعين أن يكون عليها العلاقات بين الأشقاء جميعًا.
ونوه الدكتور بشر الخصاونة إلى أن اجتماعات، اليوم، للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة شهدت التوقيع على عدد من وثائق التعاون في بعض المجالات، منها ما يتعلق بالربط الكهربائي والموارد المائية والاتصالات، ومنها ما يتعلق بتبادل الخبرات في التخطيط، والآثار والإسكان والتطور الحضري، وغيرها من المجالات الأخرى.
وتطرق الخصاونة إلى استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، للدكتور مصطفى مدبولي، بقصر الحسينية، اليوم، الذى نقل لجلالته رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجددا التأكيد أن العلاقات المصرية الأردنية المتميزةترتكز على اننا دائمًا في مركب واحد، وان اصطفافنا وتطابق وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا السياسية، وكذا الخاصة بالأمن القومي لأى من القطرين الشقيقين، والأمن القومي العربي بشكل عام، يعد اصطفافا واحدا، مشددًا في الوقت نفسه على المواقف المتطابقة الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتي تعتمد على أن غياب الحل العادل والشامل لهذه القضية من شأنه استمرار أسباب التوتر فى المنطقة، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد لها هو حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على التراب الوطني الفلسطيني على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يضمن أن تعيش هذه الدولة المستقلة بأمان مع مختلف دول وشعوب المنطقة بأكملها، وتؤسس لحالة من الاستقرار الإقليمي.
كما أكد الخصاونة أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للمملكة الأردنية الهاشمية، لافتا إلى المساندة الكاملة للموقف المصري في مختلف القضايا المحورية المصرية، والتي من بينها ما يتعلق بقضية سد النهضة، والمقترحات المطروحة للوصول إلى حلول تتعلق بهذه القضية وفق التصور المصري، الذى يمثل مقاربة حصيفة لتسوية هذه القضية دون المساس بحقوق الدول المتشاطئة، وخصوصًا جمهورية مصر العربية الشقيقة، مجددًا التأكيد على تطابق مواقف الدولتين الخاصة بمختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار الخصاونة إلى أن المباحثات التي عقدت اليوم تناولت الآلية الثلاثية التي تجمع بين مصر والأردن والعراق، والتي كان آخر اجتماعات القمة لقادتها وباقي الاجتماعات في شهر أغسطس من العام الماضي، حيث استضافها جلالة الملك عبد الله الثاني في العاصمة عمّان، وحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، و مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، وتم الاتفاق على هذه الآلية الثلاثية لتبدأ بوجود سكرتارية دائمة انتقالية تحتضنها وزارة الخارجية في الدولة التي تستضيف القمة، معلنا أن هناك قمة قريبة ستعقد لهذه الآلية الثلاثية، مثلما تستضيف عمّان اليوم الوزراء المصريين والأردنيين والعراقيين؛ وذلك توطئة لقمة قريبة بين قادة الدول الثلاث، في إطار هذه الآلية الثلاثية المهمة والأساسية، من أجل تعزيز التعاون التجاريّ والاقتصادي بين الدول الثلاث الشقيقة، والتعاون في مجالات: البترول والغاز والمعادن، والثروات الطبيعية، وحرية انسياب التجارة، وتحديد مشروعات بعينها، ليبدأ مباشرة أعمالها، ولتعظيم استفادة الدول الثلاث وشعوبها من هذه المشروعات المشتركة.
وقال رئيس الوزراء الأردني: اتفقنا اليوم مع الأشقاء المصريين على استمرار التنسيق الدائم، وتبادل الزيارات بعيدا عن الإطار المؤسسي للجان المشتركة، وبأن يتم معالجة مختلف القضايا، أو أية عوائق قد تعترض سبيل التعاون الثنائي أو الثلاثي، وذلك عبر مقاربات وحلول مباشرة بواسطة الوزراء والمسئولين المعنيين في البلدين الشقيقين.
وخلال كلمته، أشار الدكتور بشر الخصاونة إلى أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أكد استعداد أشقائنا في مصر للتواصل المباشر بين الجانبين للارتقاء بالتعاون بين البلدين، وهو ما نحرص عليه نحن أيضا في المملكة الأردنية بشأن التعامل الفوريّ؛ من أجل الارتقاء بهذه العلاقات إلى مجالات وآفاق أرحب من مجالاتها الرحبة بالأساس وعلاقات الأخوة الاستراتيجية القائمة بالفعل.
كما قدم رئيس الوزراء الأردني الشكر الوافر للأشقاء في جمهورية مصر العربية على الاستجابة الفورية والمباشرة لتوفير بعض الاحتياجات الدوائية التي طلبها الجانب الأردني، والتي تكرم الجانب المصري بالعمل على تلبيتها على الفور، وأيضا لقيامهم بالعمل على تيسير بعض الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق انسيابية في التجارة والحركة التجارية بين البلدين الشقيقين.
وأضاف الدكتور بشر الخصاونة أنه أكد بدوره للدكتور مصطفى مدبولي، أن الأشقاء المصريين المتواجدين بين ظهرانينا على أرض المملكة في صميم القلب والفؤاد، وبأنهم في بلدهم الثاني، وأن كل أردني يعتبرهم من أبناء أسرته الواحدة، ونحن نعتز بهؤلاء الأشقاء، ودائما سيحظون منا بكل أوجه الرعاية والمحبة، النابعة من هذه الأواصر المشتركة.
وقال الدكتور الخصاونة موجها حديثه للدكتور مدبولي: أنتم بالحق والقول والفعل في بلدكم الثاني، مجددا ترحيبه بجميع أعضاء الوفد المصري، بقوله: "نحن نسير على الدوام في مركب واحد نحن والشقيقة جمهورية مصر العربية، وكل الخير الذي يصيبنا أو يصيبكم، يصيب بعضنا البعض، وأنه لا قدر الله فإن أي أذى أو شر يستهدفكم أو يستهدفنا، نحن مؤمنون وعلى ثقة بأنه يستهدفنا مباشرة ونحن نتصدى له بكل الأرواح والمُهج".