زبيدة ثروت ابنة العائلة المالكة.. أحبها حليم وأوصت هي بدفنها بجواره

زخرت حياة الفنانة الراحلة زبيدة ثروت، "قطة السينما" وصاحبة "أجمل عيون بالسينما"، بالعديد من الأسرار التي لم يتم الإفصاح عنها إلا خلال آخر ظهور لها إعلاميا، خلال سنوات حياتها الأخيرة، فضلا عن الشائعات التي طاردتها، وأثارت ضجة كبيرة عنها.

ولدت الفنانة زبيدة ثروت، بالإسكندرية في 14 يونيو عام 1940، من أصول شركسية والدها أحمد ثروت، كان ضابطا من أصل تركي وعمها تركي عاش مع أبنائه بأسطنبول، والدتها تدعى زبيدة حسين كامل، وكانت نصف تركية ونصف سورية، وهي حفيدة للسلطان حسين كامل نجل الخديوي إسماعيل.

سميت في طفولتها "أميرة البحر" لأن والدها كان قد ألبسها وهي في الرابعة من عمرها رداء البحرية وظهرت بهذا الرداء في احتفال عيد الزهور، وكانت تقف فوق إحدي العربات وتلوح بيدها للجماهير التي كانت تحتشد علي جانبي كورنيش الإسكندرية، وكانت تحلم بأن تكون صحفية ولكن بعد ذلك تحول حلمها للتمثيل مثل نعيمة عاكف التي كانت تعشقها.

زبيدة لها شقيقة تؤام تسمي "حكمت" ولها شقيقان تؤام هما علاء وكمال، كان من أحلام حياتها أن تدخل لعالم الفن والشهرة رغم أنها كانت بارعة في الرسم في طفولتها لكن حلم جدها المحامي الكبير شفيق حلابو، أن تكون حفيدته محامية وقف أمام حلمها ورفض دخولها لعالم الفن وهددها بأنه سيحرمها من الميراث إذا حققت حلمها بالدخول لهذا المجال وبالفعل، التحقت بكلية الحقوق لترضي جدها، الذي كانت تحبه وتقدره وعملت بمهنة المحاماه لفترة بعد تخرجها بمكتب محاماه للأستاذ لبيب معوض، وكان المكتب الذي التحقت به زبيدة دائما ما يمتلئ عن أخره في وجودها بالمعجبين الذين يأتون من كل حدب وصوب لرؤيتها، وذات مرة أتى الأستاذ لبيب للمكتب فوجده مزدحم بالناس فسأل أحد العاملين "كل دول زباين جدد؟" فرد عليه لا يا أستاذ دول معجبين أستاذة زبيدة، وعاوزين يتكلموا معها ومن يومها استغني الأستاذ لبيب عن خدماتها.

كان في فترة الخمسينيات دور كبير لأغلفة المجلات الفنية، في جلب الفنانين الجدد من خلال الصور الخاصة للفاتنات، وكان هناك الكثير من الفنانين الذين التحقوا بعالم الفن من خلال أغلفة المجلات، مثل مريم فخر الدين، فكانت المجلات تقوم بعمل مسابقات ومن تفوز بالمسابقة تكون لصورتها نصيب في أن تحتل الغلاف ومن ثم ينتبه المنتجين لظهور وجه جديد للعمل بالسينما فقررت زبيدة أن تدخل مسابقة لإحدي المجلات واسعة الانتشار في ذلك الوقت، وكانت تدعى مجلة "الجيل"، وفازت زبيدة بلقب أجمل مراهقة وكان ذلك سنة 1955 وفي نفس العام فازت مع مجلة الكواكب بلقب ملكة جمال الشرق وبفارق 5 آلاف صوت عن صاحبة المركز الثاني، وكانت صورتها تحتل غلاف المجلة فالتفتت إليها عيون المنتجين والمخرجين وأنهالت عليها العروض للعمل في الفن.

وبالفعل قامت بدورها الأول في فيلم دليلة مع عبد الحليم وشادية سنة 1956، والذي ظهرت فيه لدقائق معدودة ربما يكون جدها الذي كان رافضا لعملها في الفن قد ارتضي أن تخطو خطواتها عندما، رأى بادرة النجاح في الأفق، وأيضا لرغبتها الملحة وكان والدها يرافقها بالأستديوهات ليوفر لها الحماية الكافية.

كان دورها الصغير في فيلم دليلة غير كاف، لمعرفة الجمهور بزبيدة ثروت فقدمت بعد ذلك عدد من الأفلام ولكن الفيلم الذي حقق نقلة فنية كبيرة مع زبيدة ثروت هو فيلم (يوم من عمري) مع عبد الحليم حافظ، سنة 1961، وأيضا دورها في فيلم في بيتنا رجل أمام عمر الشريف ولأن نجومية وشهرة حليم الطاغية كفيلة أن تحقق لأي فنانة تقف أمامه النجاح الكبير فكان من نصيبها النجاح.

كانت حكمت شقيقة زبيدة التؤام تبعد عن عالم الأضواء رغم أنها كانت تأتي لها عروض للتمثيل بحكم قربها من زبيدة ومرافقتها لها في الأستديوهات وكانت زبيدة تغير من شقيقتها حكمت لأنها تزوجت قبلها تحديدآ سنة 1958، وذات يوم عرض أحد المنتجين علي حكمت أن يجمعهما هي وشقيقتها زبيدة، بعمل فني سويا لكن حكمت رفضت لأنها لا تهوي الأضواء وكانت حكمت تهوي العزف علي ألة المندولين وفاجئت زبيدة والدها ذات يوم قائلة لأبيها "أريد أن أتزوج يا أبي"، فكان رده عليها أن الأجدر بها أن تنهي دراستها أولا.

تزوجت زبيدة ثروت سنة 1960 من ضابط البحرية المصرية إيهاب الغزاوي، وبعد خلافات بينهما انفصلت عنه، وتزوجت مرة أخري من المنتج السوري صبحي فرحات، وهو من قام بإنتاج فيلميها يوم من عمري، وفي بيتنا رجل وهم أهم أفلامها، وأقامت معه في شقة بعمارة أبو الفتوح المطلة علي النيل، وأنجبت منه 4 بنات وهم ريم عام 1962 ورشا 1964 ومها 1965 وقسمت 1967، ولكنها انفصلت عنه، وكان سبب الطلاق أن زوجها المنتج كان خارج مصر وعندما عاد وجدها قد تعاقدت علي تمثيل فيلم "زمان يا حب" مع فريد الأطرش فخيرها زوجها وقتها ما بين ترك تمثيل الفيلم والفن عموما أو الطلاق فاختارت هي التمثيل، وكان الفيلم يصور في بيروت وعندما عادت من هناك إلي مصر وجدت ورقة الطلاق تنتظرها.

وتزوجت مجددا من رجل يدعى محمد إسماعيل، ولكن لم يدم الزواج طويلآ وانفصلت عنه وكان آخر أزواجها من الممثل عمرو ناجي، والذي انفصلت عنه بعدها بفترة.

من الشائعات القوية في حياة زبيدة ثروت هي أنه قيل عنها أنها تزوجت من الكوافير اللبناني الشهير والذي كان يعمل مع النجوم ( نعيم عبود)، بعد قصة حب ورغم أختلاف ديانتهما حيث كان نعيم يعتنق المسيحية قيل أنهما تزوجا زواجا مدنيا في قبرص لأن الدول العربية لا تسمح بذلك، ولكن زبيدة أقرت بالفعل أن هناك علاقة صداقة بريئة تجمعها بنعيم، وأنها كانت معه في قبرص بالفعل لاتفاقهما علي إنشاء شركة إنتاج، وأن الصور التي كانت تجمعهما كانت دعاية لأول أفلامها ونفت تمام حقيقة الزواج بينهما.

صرحت ذات يوم زبيدة ثروت في برنامج بوضوح مع الإعلامي عمرو الليثي في ظهورها الأخير إعلاميا أنها لم تكن تعلم أن عبد الحليم حافظ قد تقدم لوالدها للزواج منها إلا بعد الزواج الثاني لها من المنتج السوري، حيث أخفى والدها عنها هذا الأمر، وأضافت أن حليم أحبها بالفعل كما أنها أحبته هي الأخري، عندما كانا يمثلان فيلم يوم من عمري، وأن قصة الحب الملتهبة التي كانت علي الشاشة هي تجسيد لما كانا يعيشانه في الواقع، متابعة أن والدها كان يرافقها دوما في الأستديوهات أثناء التصوير وعندما رأي حليم والدها في البلاتوه تعرف عليه وذهب إلي منزله، وطلب أن يتزوجها ولكن والدها رفض وقال له (أني لن أزوج إبنتي لمغنواتي) وتكتم حليم علي الأمر، وأيضا والدها ولم تكن تعلم زبيدة بذلك الأمر، حتي توفي حليم وبعد أن تزوجت هي من المنتج السوري فاعترف هنا لها والدها بالأمر.

قالت زبيدة ثروت أن أمنية حياتها أن تدفن بجوار عبد الحليم حافظ، لأنها تحبه وستظل تحبه للأبد ولو كانت تعلم أنه تقدم لها كانت وافقت علي الفور، لكن هذا لم يحدث ودفنت بمدافن العائلة بمصر الجديدة، بعيدا عن مدفن حليم بالبساتين، وعلمت زبيدة أن حليم طلب من المقربين منه أن تلصق صورتها بمدفنه.

كما كشفت زبيدة ثروت أيضا، أن الفنان حسين رياض كان يحبها جدا وكان يعلن هذا دائما علي الملأ.

قدمت زبيدة ثروت ما يقرب من 30 فيلما سينمائيا منها "في بيتنا رجل، زمان يا حب، بنت 17، شمس لا تغيب، يوم من عمري".

وشاركت في عدد من المسرحيات وهي 20 فرخة وديك، مين يقدر علي ريمن عائلة سعيدة جدا، شهرزاد، 8 ستات، أنا وهي، ومراتي ومسلسل وحيد بعنوان "وفاء بلا نهاية"، وكان آخر أفلامها "المذنبون"، حيث اعتزلت في أواخر السبعينيات بعد قيامها بمسرحية عائلة سعيدة جدا وغابت عن الأعلام لأنها هاجرت لأمريكا وعاشت هناك لتربية بناتها وعادت بعد فترة طويلة إلي مصر.

من الأسرار في حياة زبيدة ثروت أنها قالت إن "أسطورة كرة القدم بيليه كاد يفقد عقله عندما رأني في دولة الكويت، لجمالي الشديد وكان في طريقة للمصعد، وقال لي أني زميل لك فأنا قمت بتمثيل 3 أفلام، فقمت بالرد عليه قائلة وكيف عرفت أني ممثلة؟ فأجاب من المستحيل أن تكون صاحبة تلك العيون الساحرة سوى فنانة وطلب مني الزواج وألح في طلبه لدرجة أنه كاد يخطفني معه إلي البرازيل"، وتابعت "في الحقيقة أنا لم أكن أعرفه من الأساس بسبب عدم متابعتي لكرة القدم لكن المحيطين بي، أخبروني أنه أفضل وأشهر لاعب كرة بالعالم وعندما أتي لمصر في لقاء ضد الأهلي وأحرز هدفين كنت اقوم بتشجيعه من الأستاد".

تقول زبيدة عن نفسها أنها تعلمت في مدرسة عربية وليست أجنبية ووالدها ووالدتها كانا متشددين، وكان شعرها طويل منذ صغرها وكانت إحدي جاراتها تجلس لتتأمل جمالها كونها كانت تريد إنجاب فتاة تشبهها، وأكدت أنها لا تحب الأكسسوارات ولا تهتم بالمكياج وكانت تذهب للطبيب دون مكياج أو طلاء أظافر.

حصلت زبيدة ثروت علي العديد من الجوائز المحلية والعالمية بخلاف أن الرئيس جمال عبد الناصر كرمها عن دورها في فيلم في بيتنا رجل.

تلقت زبيدة عرضا مغريا قيمته مليون جنيه، من إحدي المحطات الفضائية مقابل تسجيل قصة حياتها، ومشوارها الفني في حلقات تعرض علي شاشة التلفزيون في رمضان، وأبدت استعدادها لتسجيل مشوارها الفني، وما يتعلق برحلتها منذ بداية مشوارها حتي آخر عمل شاركت فيه بشرط الابتعاد عن حياتها الخاصة، مؤكدة أنها ترفض الاتجار بخصوصياتها أو التعريض بزملائها القدامى.

في حوار صحفي لزبيدة ثروت في مجلة "الكواكب" قالت أن علاقتي بسعاد حسني كانت مجرد زمالة فنية، وليست صداقة وكانت بيننا غيرة فنية في ارتداء الأزياء، فكل منا كان يريد أن يظهر بشكل أجمل ولكن في الحقيقة سعاد لم تكن بالجمال الكبير في الحقيقة، وكانت تلجأ للمكياج والرموش ووصلات الشعر، حتى يعطي هذا إحساس للمشاهد أنها جميلة الجميلات، وكانت هناك تجربة واحدة جمعتنا في فيلم "الحب الضائع"، ولا أتصور أنها انتحرت، وأعلم أن صديقتها نادية يسري التي كانت ترافقها بلندن تعلم الحقيقة كاملة، مشيرة إلى أنها لا تنوي كتابة مذكراتها، ولكن إذا كان هناك عمل يحمل سيرتها الذاتية، تتمني أن تقوم به الفنانة مي عز الدين.

كانت زبيدة ثروت مدخنة شرهة، تدخن كثير جدا، وهذا ما تسبب في متاعب كبيرة بالرئة وعندما قامت بالفحوصات وجدت أن لديها سرطان الرئة.