في اليوم العالمي للشعر.. سلامًا على من رحلوا بأجسادهم.. وما زلوا أحياء في قوبنا
آية ممدوح محطة مصريعتبر الشعر من الأكثر الأدوات تعبيرا عن مشاعر الفرد وعواطفه، وكذلك التعبير عن الهوية اللغوية والثقافية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ انه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب.
ولذا، تم تخصيص يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر. حيث اعتمد المؤتمر العام لليونسكو، خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999، ولأول مرة، يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرص أكثر لاستخدامها في التعبير، ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية.
ففي هذا اليوم العالمي المميز، نعرض لكم أهم الشعراء المصريين الذين تركوا بصمة في تاريخ الفن وخلدوه حتى الآن بشعرهم.
1-الشاعر عبد الرحمن الأبنودي:
يعتبر من أشهر الشعراء المصريين، ومن أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها. ومن أشهر كتبه كتاب أيامي الحلوة والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.
صدر مؤخرًا عن دار "المصري" للنشر والتوزيع، كتاب "الخال" للكاتب الصحفي محمد توفيق، يتناول فيه سيرة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذاتية. يرصد الكتاب قصص الأبنودي الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف.
في مقدمة كتابه، يقول توفيق: "هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن".
2- الشاعر أحمد شوقي:
يعد أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.
ومن أشهر أعماله :
-ديوان الشوقيّات: هو ديوان يتألف من أربعة مجلدات، ، وقُسمت الشوقيات إلى أربعة أجزاء، طبع الجزء الأول 1926م دون أيّة إضافة إليه، ثمّ طبع الجزء الثاني عام 1930م، وبعد وفاة أحمد شوقي طبع الجزء الثالث الخاص بالرثاء عام 1936م، ثمّ طبع الجزء الرابع عام 1943م
-كتب الشاعر أحمد شوقي ثلاث روايات، عذراء الهند: هي رواية عن تاريخ مصر القديم أيام الملك رمسيس الثاني، وقد ألفها عام 1897م.
ورقة الآس: هي أيضاً رواية تاريخية وقعت أحداثها في زمن سابور ملك الفرس.
مذكرات بنتاؤر: هي رواية تدور حول معتقد مصري قديم وهو أنّ بعض الناس بإمكانهم التكلم مع الطيور والتعبير عنهم بألسنتهم، فكانت الرواية عبارة عن حوار دار بين طائر الهدهد الذي يرمز إلى الشاعر ذاته وطائر النسر الذي يرمز إلى الشيطان الذي كان يسكن بنتاؤر والشاعر المصري القديم.
-ومن المسرحيات: مسرحية مصرع كليوباترا ومسرحية قميز، ومسرحية علي بك الكبير، ومسرحية الست هدى، ومسرحية مسرحة عنترة ومسرحية مجنون ليلى.
3- حافظ إبراهيم
يعتبر الشاعر حافظ إبراهيم من أهم شعراء العرب في العصر الحديث، وتتلخص أهم أعمال الشاعر في كتابين هما:
ليالي السطيح:
قام الشاعر حافظ إبراهيم من خلال هذا الكتاب بمحاكاة حديث عيسى بن هشام، فذكر في هذا الكتاب العديد من المشاكل الأدبية والاجتماعية المختلفة؛ كمشكلة الامتيازات الأجنبية، والقضايا الأدبية، ولم يعتمد حافظ إبراهيم على الأسلوب التصويري في هذا الكتاب بل ذهب للأسلوب التقريري، ويتمثل كتابه ليالي سطيح على شكل نثر فني يتجه بشكل أكبر إلى المقامة، ولم تكن الأحداث في هذا الكتاب حقيقية فالشخصيات الموجودة في هذا الكتاب ليس لها وجود حقيقي. المؤلفات الكاملة:
قام الشاعر حافظ إبراهيم بجمع الأشعار في هذا الكتاب، وقام بتقسيم هذه الأشعار حسب نوعها إلى المدائح، والتهاني، والتقريظات، والأهاجي، والإخوانيات، والوصف، والخمريات، والغزل، والاجتماعيات، والسياسيات، والشكوى، والمراثي، وأكثر ما ميز هذا الشعر هو جمال تركيبه وصدق معانيه، وقد كان لشعره تأثير كبير في النفوس.
ومن قصائده:
سمَا الخطيبانِ في المعالِي. حَيَّا بَكُورُ الحَيا أرباعَ لُبنانِ. جرائِدٌ ما خُطَّ حَرفٌ بها. يا ساكِنَ البيتِ الزُّجا. لا تَعجَبوا فمَليكُكُم لَعِبَت به. عَطَّلْتَ فَنَّ الكَهْرَباءِ فلمْ نَجِدْ. أَخْرِقُ الدُّفَّ لو رَأيْتُ شَكِيبَا. أَدِيمُ وجهِكَ يا زِنْدِيقُ لوْ جُعِلَتْ. يا سَيِّدي وإِمامي.
4- الشاعر أحمد رامي
عندما تُذكر أم كلثوم وأغانيها المشهورة يرتبط معها ذكر الشاعر أحمد رامي الذي كتب لها كلمات لمجموعة من أغانيها، فالشاعر أحمد رامي هو شاعر مصري كما هو شائع، إلا أن أصوله وجذوره تعود إلى تركيا فهو حفيد الأمير حسين بك الكريتلي، وقد عُرف الشاعر أحمد رامي بحياة حافلة بالأنشطة الثقافية والبعثات الدراسية إضافة إلى الميل لكتابة الشعر وكلمات الأغاني.
كتب الشاعر أحمد رامي ديوانًا شعريًا له أربعة أجزاء، ومعروف باسم ديوان رامي، وله أيضًا من الأعمال الشعرية رباعيات الخيام، وغرام الشعراء، وأغاني رامي، ومما يجدر ذكره أن أم كلثوم غنّت 110 أغنيات من كلماته، منها: أغنية عودت عيني، وأقبل الليل، وافرح ياقلبي.
تميز الشاعر أحمد رامي بالقدرة على توظيف موهبته الشعرية في أكثر من منحى من مناحي الفن، فلم يتوقف عند تأليف كلمات أغاني لأم كلثوم، بل تجاوز ذلك ليكتب كلمات الأغاني لبعض الأفلام السينمائية، إضافة إلى أنه استطاع أن يقوم بتأليف بعض الأفلام، أو القيام بكتابة الحوار في بعض الأفلام السينمائية أيضًا، ومما ذُكر أنه شارك في ما يقارب ثلاثين فيلمًا سينمائيًا، ومن الأمثلة عليها؛ فيلم دموع الحب وفيلم عايدة وفيلم دنانير وفيلم وداد، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الحس الفني المرهف والقدرة الإبداعية التي يتميز بها أحمد رامي وهي التي مكّنته من الإبداع في الشعر والأفلام أيضًا.