فوزية ”أميرة الاحزان” ..قصة زواجها و طلاقها كاملة من شاه ايران محمد رضا بهلوي
نيرمين حسين محطة مصرولي العهد الايراني يتقدم لخطبة الأميرة فوزية :
كانوا يصفون الاميرة فوزية اخت الملك فاروق بالأميرة العاقلة، قليلة الكلام، كثيرة التفكير، كانت أكثر شقيقاتها رصانة وأقلهن مرحا ، كان عشقها الأول أن تختار مكانا هادئا بعيدا عن الأعين لتجلس فيه مع نفسها أو بصحبة كتاب .
َيقول الملك فاروق في مذكراته : "كانت فوزية «خام» جدا لاتعرف عن الحب إلا اسمه، فلما كاشفتها بفكرة زواجها بالشاه - وكان يومئذ وليا للعهد - ردت بهدوئها المعتاد : إذا كنت تريد مني الزواج منه فليكن ما تريده ،فقلت : لا، إنني أود أن يتم الزواج ولكني لا أجبرك عليه إن كنت لا تميلين إليه.
اقرأ أيضاً
- محاكمة المتهمين بقتل شاب رفض الزواج من شقيقتهم أمام الحنايات 8 إبريل
- أسرار عن يوسف شعبان مع ابنته حفيدة الاميرة فوزية
- زواج بقرار جمهوري..السيسي يأذن لدبلوماسى مصري بالزواج من تونسية
- ”تحيا مصر” يسلم تجهيزات الزواج لـ 56 فتاة
- حكاية زواج وطلاق الراحل يوسف شعبان وابنة الأميرة فوزية.. القصة كاملة
- صحيفة هندية: إيران المسؤولة عن التفجير الذى وقع قرب سفارة إسرائيل بنيودلهي
- لجنة وزارية عربية تناقش سبل التصدي للتدخلات الإيرانية
- البنتاجون : السعودية بحاجة للدفاع عن نفسها
- الرئيس السيسي يقدم التهاني لولي العهد السعودي لتمام شفاءه
- المملكة 2030.. ولي العهد السعودي يطلق شركة ”السودة” باستثمارات 11 مليار ريال
- آخرها الزواج.. 5 قرارات أثارت ضجة عن حلا شيحا
- القفز على 15 جاموسة وخلع الأسنان.. أغرب تقاليع الزواج حول العالم
فقالت: ما دمت أنت تراه مناسبا فلابد أن يكون كذلك ، فأنا أعتمد على رايك " فقبّلها وهنأها، وتم إبلاغ الشاه الكبير بالموافقة على الزواج، كان ذلك بالتحديد في العام 1938 وتمت إجراءات الخطبة ثم الزواج و أقيمت عدة ولائم و زفاف أسطوري لم تشهد مصر له مثيل الا زفاف الملك فاروق و الملكة فريدة .
حياة الأميرة في ايران :
سعدت الاسرة الملكية الإيرانية سعادة كبيرة بزواج ولي العهد محمد رضا بهلوي من الأميرة المصرية فوزية ، والذي تم في العام 1939 ، يقول كريم ثابت - الذي كان مقربا من الأسرة المالكة في مصر : " أحب الشاه - الوالد - رضا بهلوي الاميرة فوزية حبا جما وأحاطها بعنايته وحنانه و أضحى يتفاءل بوجودها بالقرب منه، ويحرص على أن تكون في مقدمة الجالسين حوله إلى المائدة ساعة غدائه و كان يقابل الوزراء أحيانا ويناقشهم في شؤون الدولة في حضورها " .
أما عن زواجها وليّ العهد الايراني ، فكان يحب عروسه و يقدرها ويحترمها و بعد الزواج بعامين ارتقى العرش خلفا لوالده ، و ظل على حبه لزوجته ، ويعيشا معا أياما سعيدة حتى أثمر زواجهما بابنتهما الوحيدة الأميرة "شاهيناز" . حدثت بعد ذلك بعض المتغيرات !! .. فهناك من يقول إن الامبراطور وأسرته استاءوا من عدم إنجاب وليّ للعهد ، و هناك من يقول إن تقارير سرية كانت تصل إلى الملك فاروق تخبره أن الأميرة المصرية الجميلة ليست سعيدة في إيران
الى ان وصل ذات مرة تقريرا سريا إلى الملك فاروق من طهران ، أرسله شاب مصري كان يعيش في إيران و يتصل بالامبراطورة فوزية عن طريق فتاة مصرية مقربة لها ، و قد جاء بالتقرير أن "الامبراطورة" تعيسة جدا في حياتها مع الشاه، وأن النكد أصبح سمة عيشتهما معا . أزعج هذا التقرير الملك فاروق كثيرا فشقيقته فوزية كانت تحتل مكانة خاصة لديه، لطيبتها ونقائها و كذلك لشعوره بالمسئولية عن تلك الزيجة التعسة . و توالت التقارير السرية على الملك فاروق تقول : ان الأميرة مصابة بمتاعب نفسية وعصبية، و كان على فاروق ان يفعل اي شيء ليطمئن على شقيقته ، ففكر ان يطلب من الشاه أن يسمح لها بزيارة مصر، لقضاء بعض الأيام، ولتهنئة شقيقتها الأميرة فائزة على زواجها من محمد علي رؤوف ، وافق الشاه على الفور ، و أرسل معها حاشية كبيرة إلى مصر ليحيطها بأكبر قدر من الإجلال والاحترام كامبراطورة على عرش الطاووس .
طلاق الأميرة فوزية من شاه ايران :
وصلت الاميرة فوزية مع الحاشية الايرانية الى مصر بدعوة من شقيقها الملك فاروق و نزلت في قصر انطونيادوس بالاسكندرية ، بعد ذلك دعاها شقيقها الملك فاروق على العشاء في قصر رأس التين و دار بينهما حوار ، ولا أحد يعلم بطبيعة الحال ما دار من حوار بينهما ، لكن بعد حوار فاروق مع شقيقته ، وافقت فوزية على أن تبقى اعتبارا من هذه الليلة في قصر رأس التين، وأن تقطع أي اتصال لها بالحاشية الايرانية التي جاءت معها .
استيقظت أفراد الحاشية الإيرانية من نومهم في اليوم التالي ، و قد صدمتهم مفاجأة إخلاء القصر من جميع الحراس والخدم بعد ان غادروا القصر بناءا على اوامر من الملك فاروق ، باستثناء ضابط حراسة واحد ومخبر ، وهو ما يعني بأنهم لم يعودوا من تلك اللحظة ضيوفا على جلالة الملك !! .
ساد الغضب بين رجال الحاشية و دوائر السفارة الإيرانية في مصر و كان الملك فاروق شديد الاصرار على طلاق فوزية من الشاه و قد عهد فاروق إلى السفير المصري في طهران بتسوية الأمور مع شاه إيران دون أن يعبأ بأية ردود أفعال من ناحية ايران وكان يقول : "و لماذا تتأثر علاقتنا بإيران إذا حدث الطلاق ؟ إن سلامة شقيقتي و سعادتها أهم عندي من كل اعتبار و هما الشيئان الوحيدان اللذان أحسب حسابهما . فشقيقاتي أمانة في عنقي ما دمن محرومات من الوالدين فوالدتي تنازلت عن دورها وليس أمامهن ملجأ سواي" .
وفي الوقت نفسه كانت الخلافات قد احتدمت بين الملك فاروق و زوجته الملكة فريدة و لم يكن هناك خيارا أمامهما سوى الطلاق ، وفي الموعد المتفق عليه أُعلن الطلاقان الملكيان في وقت واحد . وبعدها تم الطلاق فى إيران فى عام ١٩٤٨، و يقال ان الملك فاروق منع وصول أي رسالة إلى فوزية من إيران ، منع عنها أي أخبار عن إيران، وحجب جميع الصحف التي كانت تحمل أخبار طلاقها ، ومنع جميع أفراد العائلة من الحديث معها عن زوجها السابق وابنتها ومنع عرض أي فيلم تأتي فيه سيرة إيران، وأمر بمنع عزف مقطوعة السوق الفارسي داخل القصر في حضور فوزية التي استعادت لقبها السابق وهو "الأميرة فوزية"، ولم يعد يسبق اسمها لقب امبراطورة .
وفى مارس ١٩٤٩ تزوجت الأميرة فوزية من العقيد إسماعيل شيرين، وهو ابن عم الملك فؤاد ، و هو آخر وزير للحربية والبحرية فى مصر قبل حركة يوليو، وأنجبا حسين و نادية، وتوفيت إمبراطورة إيران السابقة فوزية في ٢ يوليو ٢٠١٣ عن عمر يناهز٩١ عاما، وكانت جنازتها فى ٣ يوليو فى مدينة القاهرة، حيث تم حملها من مسجد السيدة نفيسة وتم دفنها بجانب زوجها الثانى إسماعيل شيرين .