مطرب شعبي شهير وضعته أمه جثة هامدة ومنفاخ أعاده للحياة
أحمد النجار محطة مصرفي تاريخ الأغنية الشعبية يحتل المطرب الراحل شفيق جلال مكانة متميزة بأسلوبه الغنائي الخاص الذي تفرد به .
ولد شفيق جلال يوم 2أبريل عام 1929 بحي الدرب الأحمر لأب من بني مزار كان يعمل بالوسط الفني وتحديدا بفرقة علي الكسار وأم تنتمي جذورها الي مدينة المنصورة وإسمه بالكامل هو شفيق جلال عبد الله حسين محمد فتح الباب البهنساوي
وحكاية ميلاد شفيق جلال غريبة جدا رواها بنفسه في أحد الأحاديث الإذاعية التي أجرتها معه الإذاعية الكبيرة امينة صبري رئيس شبكة صوت العرب الأسبق حيث قال : أنه نزل الي الحياة من بطن أمه وهو ميت حيث خرج برأسه في ساقها اليسري وفشلوا في إنزال باقي جسده وظل معلقا في جسدها لمدة 3 أيام وكان عمر والدته 13 عاما وكانت تصرخ من شدة الألام وتقول إقطعوا رجلي الشمال وإضطرت الأسرة الي الإستعانة بطبيب شهير يدعي الدكتور شفيق والذي نجح في إنزاله من بطن والدته في تمام الساعة الثالثة والنصف فجر يوم 2أبريل وكان جسده عباره عن ملاءة سوداء وقاطعا للنفس
وأضاف : أن الطبيب طلب طبق مياه ساخنه و أخر مياه باردة و قام بنقله بين الطبقين وأحضر منفاخا حتي يعطيه نفسا غير طبيعي وقام برفعه من قدميه وظل يضرب عليها بالمسطرة حتي سمع صراخه فقال لهم الطبيب الولد ده لو عاش بعد 7 أيام سموه علي إسمي فكان الأهل والجيران ينادونه وهو طفل صغير بالدكتور شفيق
عاش شفيق جلال برفقة الأسرة بحي الدرب الأحمر لمدة تسعة أيام فقط ثم إنتقلت للإقامة بحي الأزهر
إلتحق بإحدي مدارس الجامع الأحمر بمنطقة باب الشعرية و قامت إدارة المدرسه بفصله نتيجة تكراره الغناء حيث كان يغني عام 1936 نشيد يابنك مصر ده عيدك عيد الوطن والمال وقامت أسرته بإلحاقه بإحدي الورش ليعمل مكنجي أحذية وفي سن العاشرة وبينما كان يشارك في فرح أحد الزملاء في بلد ريفي تسمي برنشت بالهرم طلب الغناء وسمح له قائد الفرقة الموسيقية محمود النحاس بالغناء
عشق شفيق جلال الفن وهو في سن صغيرة وكان يحفظ قصيدة الجندول لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كاملة
دارت الأيام وحدث خلافا بين والديه وإنفصلا وكان يتنقل في الإقامة أياما بينهما
وذات يوم عام 1941 وهو جالس برفقة والده علي مقهي خلف سينما أوليمبيا بشارع عبد العزيز بالعتبة شاهده قائد الفرقة محمود النحاس وسأله مش إنت اللي كنت بتغني في برنشت قال له شفيق أيوه وعرض عليه المشاركة مع الفرقة بالغناء في أحد الأفراح ووافق وكان أول أجر حصل عليه هو 20 قرشا ونصف النقوط والذي وصل حينها الي جنيه واحد كان نصيبه منه النصف بينما حصل قائد الفرقة علي النصف الثاني
إشتهر شفيق في بداياته بغناء رائعة عم ياجمال التي كتب كلماتها الشاعر الراحل مصطفي الطائر والد الشعراء سمير وانسان وأمل الطائر ولحنها الموسيقار الراحل نجيب السلحدار
كما أعاد أيضا غناء موال الصبر والذي حقق شهرته من خلاله وحقق نجاحا يفوق النجاح الذي حققه الكحلاوي صاحب موال الصبر
قدم شفيق خلال مسيرته العديد من الروائع الغنائية مثل أمونة وشيخ البلد وبنت الحارة والليلة الكبيرة ومقدمة المسلسل الإذاعي الشهير ريا وسكينة
شارك شفيق جلال في العديد من الأعمال السينمائية مثل خلي بالك من زوزو وبديعة مصابني وشلة الأنس وحكايتي مع الزمان وبالوالدين إحسانا والدموع الساخنة والعمر لحظة والأنسة حنفي وعبيد المال وكابوريا وغيرها
رحل شفيق جلال يوم 15 فبراير عام 2000 عن عمر 71 عاما