”ملك إسماعيل”.. كواليس رحلة ملكة التلفزيون من حب الجمهور إلى التهديد بالقتل

 

رحلت عن عالمنا في الساعات الأخيرة الماضية واحدة من أهم رموز الإعلام المصري ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي الإعلامية االتليفزيونية الكبيرة "ملك إسماعيل" عن عمر يناهز 85 عاماً متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، و سيتم تشييع جثمانها وإقامة صلاة الجنازة عليها عقب صلاة الظهر، اليوم السبت، من مسجد "السويدى" بالتجمع الثالث بشارع الشباب أمام إحدى الكومباوندات.

 

يُشار إلى أن الرئيس "عبدالفتاح السيسي" كان قد استجاب لنداء نجل الإعلامية الراحلة "ملك إسماعيل" عندما طالب بنقل والدته للعلاج بأحد مستشفيات العزل العسكرية، مشيراً إلى إن والدته تواجه صعوبة في التنفس وتضع ماسك الأكسجين بشكل مستمر، فيما أكد أنها تحتاج إلى الرعاية حاليًا حتى تتحسن حالتها.

 

 

وجاء ذلك خلال مداخلة هاتفية له في برنامج "على مسئوليتي" المذاع عبر قناة "صدى البلد" يوم الاثنين الماضي، فسرعان ما تم نقلها على الفور لإستكمال فترة علاجها في مستشفى "كوبري القبة العسكري" قبل أن توافيها المنية مساء أمس الجمعة.

 

ملك إسماعيل واحدة من أهم إعلاميين الجيل الثاني في التليفزيون المصري بعصره الذهبي ، فهي لم تكن مجرد مذيعة عادية، بل كانت من أوائل المذيعات اللائى نزلن بكاميرات التليفزيون إلى الشارع لرصد القضايا الاجتماعية بجرأة سببت لها العديد من المشاكل فى وقت كان يفتقد فيه التليفزيون أدنى مساحات الحرية، ما جعل مشوارها الإعلامي حافلاً بالإنجازات و اللقاءات و الأحداث التي لا تُنسى على مدار أكثر من 30 عاماً، لترحل و تترك خلفها بصمة واضحة في مجال الإعلام التليفزيوني، نادراً ما نجدها في الوقت الحالي.

من هي ملكة البرامج الجماهيرية "ملك إسماعيل"

ونعياً لوفاة أهم رموز الإعلام المصري الإعلامية التليفزيونية الراحلة "ملك إساعيل" نرصد لكم أبرز المحطات الهامة في مشوارها الإعلامي منذ نعومة أظافرها و حتى رحيلها عن عالمنا.

ملك إسماعيل إعلامية تليفزيونية.

من مواليد 26 مارس 1936.

تخرجت في كلية الآداب قسم صحافة.

عُينت بالتليفزيون كمذيعة قبل تخرجها بعدة أشهر بمبلغ 10 جنيهات وعقب تخرجها تم تعينها بمبلغ ١٩ جنيه.

تقلدت عدة مناصب أهمها: "رئيس القناة الأولى"، و"مستشار ونائب رئيس التليفزيون".

بدأت عملها كمذيعة في التليفزيون مع الاعلامية القديرة "همت مصطفى" في القناه الأولى، ثم انتقلت للتدريب مع الاعلامية القديرة "أمانى ناشد" في برامجها.

 

كان أول برامج الاعلامية الراحلة "ملك إسماعيل" برنامجها "لقاء كل يوم"والذي تولت تقديمه مع عدد من مذيعات التليفزيون، و تخصصت حينها في تقديم فقرات الشارع.

برعت "ملك إسماعيل" في العمل الميداني وقدمت العديد من البرامج الجماهيرية في الشارع أبرزها برنامج "دائرة الضوء" والذي كان بمثابة انطلاقة مشوارها الإعلامي و ميلاد إعلامية تليفزيونية من أهم رموز الإعلام المصري في عصره الذهبي، حيث شهد حينها عدداً من الحوارات التي لا تُنسى مع عدد من المشاهير، على رأسهم الأديب "يوسف السباعي".

 

بقدر اعتزاز الراحلة "ملك إسماعيل" بحواراتها الاعلامية مع كبار المثقفين والادباء إلا انها تعتز ايضًا بعملها "مذيعة ربط"، إذ تصفها بأنها أهم فترات حياتها، فقد كانت مصدر قوة بالنسبة لها في العمل الإعلامي.

ارتبط اسمها بعدد من البرامج الرائدة في مجالها أبرزها: "دائرة الضوء"، "فرصة العمر"، في حين اختتمت مشوارها الاعلامي ببرنامجي "سلوكيات"، و"على الطريق".

كان برنامج "علي الطريق" من أبرز محطاتها في البرامج التليفزيونية، خاصة أنه كان مرتبطا بالمواطنين في الشارع، وعلي غراره جاء برنامجها الأشهر "سلوكيات"، الذي استمرت في تقديمه حتي نهاية عملها في التليفزيون، وأعدت فيه عدد كبير من الحلقات التي تمس قطاعات مختلفة من المواطنين.

اتسمت برامج "ملك إسماعيل" بمحاكاة الشارع المصري و تناول القضايا و الموضوعات الاجتماعية الجريئة التي دافعت فيها عن حقوق الكثير من المظلومين دون خوف أو تردد، ما عرضها إلى سرقة سيارتها وتهديدها بالقتل، و إجبارها على ترك التليفزيون.

الإعلامية الراحلة "ملك إسماعيل" كانت من أوائل المذيعات اللائي روجن لمدرسة التحقيقات التليفزيونية الاستقصائية، كما اهتمت بالنهضة الصناعية من خلال برنامجها "على الطريق"، حيث قدمت إنجازات عديدة للمستثمرين في بداية التسعينيات وكانت حريصة على التصوير في مصانع تصدر للعالم الخارجي منتجات عديدة.

يُذكر أن الإعلامية "ملك إسماعيل" كانت قد رافقت كوكب الشرق "أم كثلوم" إلى الكويت فى أواخر الستينيات خلال الحفل الذى قدمته هناك من أجل جمع التبرعات لصالح المجهود الحربى بعد نكسة يونيو1967.

ظهرت "ملك إسماعيل" كضيفة شرف بشخصيتها الحقيقية "مذيعة تليفزيون"، في فيلم "نفوس حائرة" بطولة النجمة ميرفت أمين والنجم أحمد مظهر عام 1968.

اختتمت "ملك إسماعيل" مشوارها الإعلامي في ماسبيرو عام 1997، ورفضت بعدها العمل في الفضائيات الخاصة بعدما تلقت أكثر من عرض وقتها.

فضلت "ملك إسماعيل" في ذلك الوقت التفرغ لأسرتها بعد مشوار دام 30عامًا في العمل الإعلامي، فهي متزوجة من مهندس زراعي ولديها بنت تُدعى "غادة"، متزوجة من أمريكي مسلم وتعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وابناً يُدعى "شريف"، ما جعلا تحرص على التفرغ التام لقضاء معظم وقتها مع أحفادها.

 

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، قد نعى وفاة الإعلامية الكبيرة "ملك إسماعيل"؛ التي وافتها المنية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة اليوم إثر إصابتها بفيروس كورونا، مؤكداً أن مصر فقدت إعلامية كبيرة ورمزا من رموز الإعلام المصري والعربي؛ فيما أضاف أن الفقيدة كان لها العديد من البصمات في التلفزيون المصري.

وتقدم المجلس بخالص العزاء لأسرة الراحلة والأسرة الإعلامية؛ وأن يتقبلها الله مع الصالحين وأن يسكنها فسيح جناته وينزل عليها رحمته وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.